منذ احداث ايلول سبتمبر وما بعدها من حوادث تفجير ارهابية في بريطانيا واسبانيا والعديد من الدول الاخرى , قامت امريكا واوربا والكثير من الدول اللتي تعد من قلاع الديمقراطية في العالم بأصدار قوانين اطلقت عليها اسم قوانين مكافحة الارهاب .
وقد تواترت منذ ذلك الحين التقارير الصحفية والاخبار من كل انحاء العالم بصورة غير مسبوقة عن انتهاكات لحقوق الانسان اصبحت تقوم بها هذه الدول , وعن اختراعات جديدة لسجون تابعة لها في الدول العربية والاسلامية ودول المعسكر الشرقي السابق ومنها معتقل كوانتانامو اللذي اقيم على جزء محتل امريكيا من الاراضي الكوبية . وقد قامت الصور اللتي خرجت من سجن ابو غريب ومعتقل كوانتانامو ومعتقلات الاحتلال الاخرى في العراق وغيرها وشهادات حية لكثيرين اطلق سراحهم من هذه المعتقلات , بتأكيد الانتهاكات المذكورة بما لايدع مجالا للشك .
وفي هذا السياق كشفت تقارير متتالية هذا الشهر نشرت في الصحف البريطانية عن وجود تعاون كبير بين الحكومات العربية و الحكومة البريطانية لاستخراج اعترافات تحت التعذيب من معتقلين اعتقلتهم السلطات البريطانية وارسلتهم الى دول عربية عديدة , او معتقلين بريطانيين اعتقلواعلى اراضي دول مثل مصر والمغرب والباكستان بناء على طلب من الحكومة البريطانية باعتقالهم وتعذيبهم . وقد اشار مشكورا الى هذه التقارير زميلنا المدون المحترم علاء الزيدي بموضوعين يمكن الاطلاع عليهما في مدونته .
وبهذه الاخبار لم يبقى لنا نحن العرب الا ان نعلن انتصارنا الساحق الماحق في المعركة الفكرية الشرسة اللتي نخوضها ضد القيم والافكار الديمقراطية .
لقد اثبتت هذه التقارير بأننا امة لها ملكات وقدرات عظيمة على الاقناع , واننا امة لها من قدرة البيان وفصاحة اللسان وقوة العزيمة ما يجعلنا قادرين على اقناع الديمقراطيين بترك ديمقراطيتهم والعلمانيين بترك علمانيتهم والرجوع الى اساليب وقوانين تجاوزوها منذ زمن , واننا قادرون على نشر الدكتاتورية ودحر الديمقراطية في كل انحاء العالم , واننا محصنون فسيولوجيا من امراض العصر هذه , ولن يستطيع احد من زحزحتنا عن افكارنا ومبادئنا اللاديموقراطية مهما كلف الامر , وان هذا الثبات اللذي تنحني امامه الجبال كفيل بتحطيم قلاع الديموقراطية والمباديء التقدمية في كل ارجاء الدنيا .
ولقد تذكرت وانا اقرأ هذه الاخبار مقطع من مسرحية باي باي لندن للفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا حين يشرح لأحدى الشخصيات في المسرحية فشل ابنته ( انتصار الشراح ) في تعلم اللغة الانكليزية وبلهجته الكويتية حيث يقول في هذا المقطع جبتلهة ترس طيارة (اي طائرة مليئة ) مدرسين انكليز يعلموهة انكليزي . ردو ( اي رجعوا ) وهم يحكون كويتي وهي ما تعلمت انكليزي / .
فمن نصر الى نصر ايها العرب وليخسأ الخاسئون .
التعليقات (0)