النشوة
من جماليات الإنسان أنه يدرك نشوة الفرح حين تراه منتصراً أو ناجحاً ، والإنسان الطبيعي عندما يراه يطعمه بالابتسامة ويهديه تلك الكلمات النورانية التي تثلج الصدر وتبهج الروح فحينها تنتعش تلك اللذة ، وذبذبات نفسه تشكر الرحمن على هذا الجمال الذي صنعه للبشرية ، وبعد كل هذا يأتي لمن ينكد على ذاك المزاج الصافي ويعبث بالأحاسيس ويجعلها تدخن ، فتلك شرارة صغيرة تشعل منازل ، فيرمي كلمة واحدة كالجمرة ويتركها تحرق ذلك الإنسان الذي عاش لحظات النشوة ، ومن يرمي مثل هذا تراه يحترق من فرحة الناس ويفرح حين يرميهم بجمراته التي لا تنطفأ ، فالإنسان عليه أن يكون مستعداً للحريق المفاجئ وأن يكون في الوضع الطبيعي ، لأن الارتباك قد يسبب لك مهالك أكثر ،فكن مطمئناً ، وعش لحظاتك التي ترى فيها فرحتك ونجاحك وانتصارك ، وكل ما يجعلك سعيداً ، وأبو الجمرات هذا في الحقيقة يعذب نفسه بالاحتقان النفسي ، فعلك اللبان يذيبه ، وعصير الليمون ينعشه .
حسين علي الناصر
التعليقات (0)