النسيــــم :
سكـَنـَت المدينة..حبيبي..وقد فتَحتُ في الحين سلالمَ مُدرج نافذتي الخشبية ،
المَطلية حوافها بدُهن الياسمين..أين كُنتُ أمرّرُ أناملي لأستقبلَ الخلاء...فلا
أكادُ أطِلّ من الشرفة حتى يصدُمَني نسيمٌ مُنعش وبارد ، يُشعرُني بالنشوة
لرسم وجهكَ في طياته العابرة ، لتُقبل معهُ جميعَ جُدران المدينة وأهل
المدينة..
شعري ـ في هذه اللحظات ـ والمُندثرُ على ظهري،تعبثُ به أياد خفية ،..
أرى ظلال عشيقين مارّين بالشارع المُقابل للشرفة..إخترَقَ صوتهُما الدافئ
الهواءَ ليصلَ عذبًا إلى أذني:
حبيبي ـ قالت ـ هل لنا أن نعيشَ بحُبنا دومًا تحت أجنحة الظلام؟؟..
فقال:..حبيبتي..قد لا نستنشقُ عبيرَ الحدائق و الشمسُ تلفَحُ جباهَنا كما باقي
البشر لكن...يكفينا أن نتخبّط بحُبنا تحت غطاء الظلام،ونستنيرَ دربَنا بهذه
القناديل المُثبتة بصدإ الدّهُور.
قالت:وهل هذامصيرُ كل المُحبين؟؟...
قالَ: يكفينا ياحبيبتي أن النجومَ ـ تلكَ ـ ترقصُ لنا،والنسيمُ يربطنا بلحافٍ
يجعلنا نضُم بعضَنا لنشعُرَبالدفئ،والقمــر.آه من القمر،فضؤهُ الزاهي يعكسُ
جمالكِ في عينـَيّ...ويزيدُني لهفة لتقبيل شفتيكِ المُتلألئتين...وبه أستشعرُ عن
مواضع أناملكِ الدافئة لأشُد عليها بقوة وحنان....
فقالت بحُزن:أشفقُ على قلبينا أن يقطُرا يومًا دمًا لمرارة الفراق...
واختفيَا في الظلماء تنبعثُ من روحيهما تنهدات اليأس والتشبث بالحياة....
أقبلكَ ياحبيبي قبُلات ستحملها إليكَ أطياف النسيم...
سأغلقُ الآن نافذتي لكني سأخلدُ لمضجعي الذي تنبعثُ منه أحلام
الخُلود...وسأستجمعُ ذكرياتي لأرسُمَكَ فارسي الوسيم على فرسه الأبيض،من
عالم الأسطورة والحُب.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)