مواضيع اليوم

النسيان

ياسمين عبدالله

2009-12-15 16:29:52

0

.
.
يعتمل الغضب بخلايا عقلي فلا أدرك كنه ما يسيطر على أفكاري ومشاعري.
اعتدت أن أتفرّس في وجه الألم، أن أتبين ملامحه، أن أشد أذنه إن باغتني أو أفزعني، اعتدت أن أتجاهل خطواته وهو يسري في بدني، وأن أوقف صوت دقاته و مرور لسعاته على تعبي.
 دوامة لفظتني مبعثرة الخطو، مشتتة الفكر لا أعلم في أي بحر قذفت حذائي غاضبة، حافية ، تنغرس الأشواك عميقا في أجنة الفرح ، تموت كل ضحكة أغنيها ، وتذبل كل ابتسامة أزرعها وكأن سفني تاهت في عيون الغيب والأقدار . 
وإن حشدت بعضي، وإن لملمت أصابعي، أبحث عن امرأة طيبة، شقية أعرفها لتأتي، ولكني أجيء بأسمالي، بغبار الصمت يملأ أشداقي، بحزن لا أسأمه ولا أهرب منه.أكابد الليل أن يمضي، أغالب الحزن أن ينتهي، أفرغ الذاكرة لو أنسى،
أحتاج البكاء الآن، أستلذ بالبكاء لحظة الألم
وأهطل الدمع لأرى ملامح الروح
وهذا الذي أبكيه أشعرأنه بعضي فأتفقده، أشعر أن دمعي سقياه فأحييه!
لعله الساكن في الجوار ، الباسط خفقاته في أوردة الجسد...كلما تفقدت الوجع وجدته ينبض هادرا ، يدق طبول الأمل على الدوام .لعله القادم أبدا ولا يصل، الواقف على شرفات الحلم يرتدي لحاف الانتظار ، كلما مددت له خيوط الإبحار انكفأ يتبع ظلي!
أتلمس وجه الحزن، أحفظ دروب الدمع، أزيح الأوراق اليابسة، واستقبل يومي أبحث فيه عنك ،
أنت،
عناوينه أصبحتَ
أقف أمام مرآتي، أردد أحداث يومي؛ أخبرك عن يمامة إلتقيتها هذا الصباح وحمّلتها السلام، وعن ثوب اشتريته، وعن عطر لم أبدله منذ ألف عام.
وأقلم أظافري، وأزهو بالسلام القابع في روحي
أشتاقك،
أنت،
أغلقت النوافذ، لا صرير الأبواب يفزعني، ولا غبار الصمت الذي ملأ فمي يضايقني فكل ما حولي يكذب ،كل ما حولي؛ ضجيج السيارات في الشوارع ، ستائرالنوافذ تتلاعب بها الريح ، وجهها الــذي يطل بين الحين والحين يرقب الطريق وينادي ببحة الجرح هادرا على غيبٍ ارتحل .كل شيء يوحي بالحياة؛ الحياة الفجة بصمتها، صمتها المشوب بالضوضاء والضجيج الــذي تفوح منه روائح البشر العائدين من ظلالهم!

أحضن قلبي بين كفيّ، وأعيده بين الضلوع
فأنا كلما تذكرتك، فرّ ينصت للدروب...لعلك تعود فتبعث الحياة في كل ركن من زوايا يومي،جرس الباب ...أعرف أنه أنت..،خطوات تعتلي عتبة الباب ،أعرف أنه أنت .. صوت الأوراق والملفات على الكنبة، أعرف أنه أنت ......وتقترب مني ...
....
ليتني استغرقت في ملامح وجهك وذبت في خلاياك
ليتني حفظت تعاريج كفك ..وثنايا فمك ...
أفراق هو؟!
فكيف بك وأنت ذاكرتي، كيف بي وأنت كل ما في الكون من أيام حافلة بالذكريات والضحكات.
النسيان ...
النسيان وإن كان رديف الموت...لكنه حياة والأيام كفيلة بكل شيء.

سأغمض عينيّ وأسمع صفير الريح ..تناثر أوراق الشجر ..تساقط المطر...وأهنأ بغربتي في راحة وسلام ..

 

ياسمين عبدالله




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !