هذه أول مرة لم أعرف فيها طريق لكلماتي ... الذاكرة تتذكر و القلب يتوجع و الحنين يفيض شوقاً للحظات كانت أشبه بعمر الحلم... مليئة بالأمال و الأحلام و متمنيات و فجأة تجد كلماتك تقف عند نقطة البداية ، لم أعرف كتابة حقيقتي التى تزعم بالقوة و الإرادة ، طالما كانت أحرفي سبيلاً لتحقيق ذات الآخر فكُنت دائما المتلقي الأول لدروس الحياة عبر إلتزاماتي نحوى لدغان الزمن الذى لا يهان...أشعر أنني بين ضفافين مختلفين أحدهما يحثني على المثابرة و عدم رضوخ لذكريات مضت و إنتهت و ثاني يدندن بمسمعي معزوفة الذكرى التى لا تموت ، ربما هي خيبة أمل بنفسي إلا أنها حقيقة ملموسة أحسها و أراها بعمق أنفاسي ـ لا أدري كأني مصرة علي رسم اللوحة التى لا تشبهني و إنما تطابق روحي ...إلتزمتُ بوعدي لسنوات مضت و لازلت إلا أن وعد النفس بإلتزام القوة كانت أول تجربة التى هزت كياني و لا أعلم عن قساوة الحياة سوى ذاك الوعد الذى يُسعد الآخر و يأسرني بين جناحه فى كل مرة أحاول إنهاء هذا الوعد..
أيمكن للآلم أن يجعل منا حكاية من حكايات الزمن ؟ فلابدى لهذا السؤال أن يكون له مغزى يُثني و لا يستثني إنها قاعدة الحياة مهما إستكبرت تقع بمخالب البشرية المستعصية الدائمة البحث عن الخيال...أشعر أن نبضات قلبي إستوفت حقها من الشوق و الحنين فكل مرة أعيد شريط الذكريات أجد دقاته عند كل ذكرى آليمة أو حزينة تلهث بصوت خافت ــ ...أنا هنا مازلت أنبض و لم يتمكن مني النسيان بعد ـ؟ ـ فهل يا ترى سيجد النسيان طريقاً له بين أنامل الذكريات؟ ربما حققتُ مُعضلة الذكرى التى لا يصبها النسيان و إنما آخر الليل الذى يخلق نبض الحنين فى بناء ذاكريات آخرى ضد النسيان...
عندها بحثت عن معاني و رموز تفسر لي مُعضلات النسيان الذى وقع فى شباك الذاكرة علمتُ بعدها أنه لا يقاوم بل يندفع إما أن يصيب الهدف و إما العودة من حيث بدأ ، إجتاحت مشاعري بغضب ينهك الذات مستسلما لهدف النسيان ـ إنها مشاعر تتحدث عما يُوجع الروح فقد إعتادت على رسم معالم الواقع بإسم القوة و الإندفاع نحوى كيد الأنثي التى إن عادت لا يمكن إلا و التأثر بلمسات الذكرى...لم يتبق من هذا الإعتراف سوى دمذمات تسترجع شريط خالى من روح قد تملؤها الذكريات لكنها تفتقر إلى الروح التى تُعيد لها الشعور بالإنتصار إلا أن الهزيمة كانت حليفاً وفياً مُستثنياً عجب النسيان.
التعليقات (0)