النسب و كفاءة الدين
ما المقصود بكفاءة الدين ، من الذي يُحدد ذلك وهل البشر وكلاء لله في أرضه هل هم المسؤولين عن هداية البشر وعن تفاصيل نمط حياتهم وعن علاقتهم بالله وتفاصيلها الدقيقة ،هل تدين الفرد معياراً ومقياساً للمواطنة والكفاءة والاخلاص وهل التدين رغم ما يعتريه من نقص وهشاشه واجبُ لا يدخل الإنسان الجنة إلا به ؟
أسئلةُ كثيرة أثارتها قضية إصدار محكمة بمنطقة القصيم حُكماً بعدم تزويج فتاة من شاب لعدم كفاءة الدين وتأييد محكمة الاستئناف للحُكم الصادر والذي لولا أحد أقارب الفتاة ما كان ليولد ويُصبح حكماً نافذاً ومُحطماً للآمال ، العلة التي استندت عليها المحكمة هي شهادة احد اقارب الفتاة والتي جاء فيها انه شاهد الشاب قبل فترة زمنية طويلة يعزف العود بإحدى المخيمات التي يجتمع فيها الشباب بحثاً عن الترفيه البريء فهل خشبة العود تُحدد معيار ونسبة التقوى ؟
بكل تأكيد هي تُحدد ذلك وإلا كيف نُفسر صدور حُكم المحكمة الذي يعد غير قابلاً للنقاش أو التراجع تحت أي مُبرر ،في السابق كانت أحكام تعطيل الزواج تُبنى على كفاءة النسب واليوم أصبحت تُبنى على كفاءة الدين وكلا الأمرين يدخل تحت بند الاجتهاد وسد الذرائع والايديولوجيا التي يختزنها عقل ناظر القضية ، نحنُ نعيش في القرن الواحد والعشرين ونخطو بإتجاه المستقبل والمجتمع تخلص من تراكمات الماضي ومن خطاب الصحوة الذي كان مهيمناً على حياته الاجتماعية لكنه "المجتمع" لم يكن يتوقع أن يبقى الفكر الصحوي مهيمناً على عقول البعض وعلى مؤسسات يفترض بها أن تكون منفتحة ولا تتبنى آراء مُعقدة لا تؤمن بتغير الزمان والمكان ، أفكار ابن تيمية وابن قُدامه وبعض المتأخرين هي من تسبب بإنهيار بعض الزيجات فتلك الأفكار خُصص لها أبواباً فقهية وكأن البشر بلا إيمان وتنوع معرفي واجتماعي ، المُضحك المُبكي أننا نعيش زمناً يختلف عن أزمنة ابن تيمية وابن قُدامه وسنوات الصحوة الماضية فالفعاليات الفنية تُقام من مشرق الأرض لمغربها ومن شمالها لجنوبها والمجتمع متعطش لتلك الفعاليات يحضرها ويستمتع بوقته ويتبع أقوال علماء ثقات قالت بجواز سماع الغناء والموسيقى وجواز الاستماع يقتضي جواز العزف واقتناء الآت العزف المختلفة فهل سنسمع عن تفكك أُسر لأن أحد أفرادها يؤمن بحرمة الغناء ويظن أن رأيه صواباً لأنه نشأ وتربى عليه ولم يطلع على بقية الآراء إلا متأخراً وعقله لم يستوعب التعددية ولا يُجيد فن التعامل معها ، العقل يحتله الأسبق إليه ولا تطوير قضائي والعقل مُحتل ولا تُعددية وهناك من يحاول فرض إيمانه وقناعاته بالقوة ولا قوة تُضاهي قوة القضاء في العصر الحديث فمتى نتخلص من مثل تلك الأفكار التي تهدم ولا تبني وتقف حائلاً بين الفرد وأحلامه التي لن تكون مثل أحلام القدامى من الفقهاء والوعاظ والأباء وغيرهم ...
@Riyadzahriny
التعليقات (0)