لنساء واليوم العالمي للمرأة
أراء وتمنيات
استطلاع بشرى شاكر
المرأة، هذا الكائن الرقيق بمظهره القوي بجوهره، هذه السيدة التي اختلفت أدوارها لتتحد وتعددت مسؤولياتها لتصب في قالب واحد من الرحمة بل من الحياة....
النساء نصف المجتمع وينجبن نصفه الآخر، هي عبارة يرددها العديد ولكنها فعلا عبارة تنم عن واقع عايشته أقوام فلت ويبقى لشعوب قادمة...
هن فعلا نصف المجتمع وهن شقائق الرجال كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام بل وكانت وصيته بالنساء آخر خطاب له في حياته فقال عليه أفضل الصلوات والسلام: "أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا"
وفي هذا الحدث العالمي الذي وإن لم يكن كافيا للاحتفاء بمكانة المرأة العظيمة إلا انه يمكن أن نعتبره وقفة سنوية للتعرف على ما أنجزته المرأة في العالم وفي العالم العربي، نتساءل من، من رجالنا يعمل بوصية نبينا الأخيرة وما الذي تتمناه نساءنا وما موقف كل من الجنسين من اليوم العالمي للمرأة؟
فكانت هذه بعض ردود الرجال في يوم خاص بالنساء...
عن سؤالنا أجاب الكاتب الدكتور محسن الصفار العراقي المقيم بالبحرين بقصة ساخرة كما اعتدنا منه ورواها لنا فقال:
دخل سعيد إلى البيت وطلب من زوجته على عجل أن تطبخ لستة أشخاص أسرعت الزوجة إلى المطبخ وأخذت بتحضير الطعام لساعات طويلة حتى لم تعد تقوى على الوقوف على رجليها ثم تنظيف البيت وترتيبه على عجل ومن ثم حان دور تحضير الأطفال وإلباسهم ثيابهم، وطوال الوقت كان الزوج يشاهد التلفاز ويقرأ الصحف دون أن يمد يد المساعدة، وفي المساء جاء الضيوف بعد أن كادت الزوجة تسقط من شدة التعب وهنا قال الزوج للضيوف بكل فخر، اليوم دعوتكم كي نحتفل معا تكريما لزوجتي في يوم المرأة العالمي !!!
أما الشاعر جلال الشيخ من مصر فكان هذا رأيه:
المرأة، هي حياة الرجل وماءه، إن صانته وصلحت فهي جوهرة لها ثمن لا يقدر ولها متعة لا تنتهي.. وأضاف: في حياتي نعمة أتمناها ونقمة أخشاها
أما عن اليوم العالمي للمرأة فقال: هو يوم ابتكره الغرب لأنهم ملكوا من أنفسهم المرأة أما هنا فالمرأة نفسها تكره هذا وأتمنى أن يأتي يوم ولا تتحدث فيه المرأة عن الحرية للمرأة والمساواة بل تعمل بما يجب فكل أيام العام يوم المرأة...
ومن الإمارات أجابنا الإعلامي محمد سعدن ولد الطالب وقال:
المرأة تمثل العنصر الثاني الضروري لاستمرار الحياة، وبالنسبة ليوم المرأة أعتقد انه من المفروض أن تكون كل الأيام أيام المرأة والرجل معا
ومن المملكة المغربية أجابنا إبراهيم بيدي مطور مواقع الكترونية قائلا:
المرأة بالنسبة لي هي الدنيا بحلوها ومرها...
أما عن يوم ثامن مارس فاعتبره عيدا للمرأة وتقديرا لها لما أصبحت تمثله والدور الذي تلعبه في المجتمع بعد صراع طويل مع الظروف اللا إنسانية التي كانت تجبر على العمل تحتها، وقد يؤرخ هاذين التاريخين للقطع مع الماضي والاعتراف بحقوقهن، سنة 1857 وثامن مارس 1908 حينما خرجت النساء بقطع من الخبز وباقة الورود(الكرامة والعيش الكريم، والمحبة)
وأقول لها بهذه المناسبة: كل سنة وأنت طيبة
وللنساء أراء ومتمنيات أيضا
وكانت للنساء آراءهن وتمنياتهن أيضا:
من العراق أجابت الأستاذة ياسمين الهلالي / معلمة عراقية وقالت:
أمر جميل أن يكون يوم للمرأة ولو هي تستحق نصف سنة كاملة فهي نصف المجتمعات وفي بعضها بنسبة اكبر ..بدلا من الاحتفالات بالحروب والمؤامرات ..
المرأة هي أم العالم.. والعالم يقوده الرجال، الرجال الأكثر شراسة وليس الرجال الرومانسيين وهي في تلك البلدان تمضي لما يقرره هؤلاء في قتل أخوات لهن في بقاع أخرى من العالم.. احتفالي أنا العراقية ليس كاحتفال المرأة الأمريكية ولا الإسرائيلية.. أنا مع العيد ولست ضده ولكني اكره نساء تلك الدول لأنهن خائنات تجاه بنات جنسهن.
ألم تمت المرأة العراقية ويهتك عرضها بيد الجيش الأمريكي والمرأة الأمريكية تهلهل وترقص لأبنها أو عشيقها أو زوجها أنا ضد تلويث العيد...
أما أمنيتي كامرأة عربية، فأجيب، أن يبر الرجل العربي أمه وأخته وحبيبته... وأمنياتي من المرأة العربية المثقفة أن لا تصير جارية عند بعضهم.. وأمهاتنا ستنجب البطلات.. والله يعطي الصبر للمناضلات المثقفات أمثالك...
وقالت الفنانة التشكيلية نورة المصلح من لبنان
كامرأة عربية، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعطيني القوة والإرادة الصلبة التي لا تهزم ابدآ ....
وباحت لنا الناشطة الحقوقية الأردنية هيفاء حيدر بما يلي:
نعم تحتفل النساء في بقاع شتى من العالم باليوم العالمي للمرأة لكننا اليوم كم نحن أحوج ما نكون كي نقف ولننظر إلى أحوال النساء في بلدان عدة وكم هي كبيرة الهوة أي الفجوة بين ما تحقق وبين ما زلنا نحن معشر النساء ننتظره للتحقيق ولا أخفيكن القول أن الخوف يعتري نساء بلادي اليوم أكثر من أي وقت مضى لكل هذه الردة إلى الوراء في النظر لحقوق المرأة
بشيء من عدم الجدية فتارة يقولون لنا وماذا تردن بعد؟؟أخذتن كل حقوقكن وتارة نلمس الواقع الأليم بعدم توفر إرادة سياسية في دولنا لرفع التحفظات عن بنود اتفاقية سيداو وحرماننا من أبسط الحقوق وهو إعطاء أولادنا جنسيتنا كأمهات عند الزواج من رجل خارج جنسيتنا وليس هذا فقط فلدينا قضايا معلقةمثل الإرث والولاية والوصاية والزواج من دين آخر وسوف لن ننتهي من تعداد الانتهاكات التي ما زلنا نعيشها يومياً.
نعم نريد أن نعيش بسلام في عالم خالي من العنف والتمييز ضدنا لمجرد أن جنسنا مختلف.
ونعم نرى أنفسنا مهدورات للحقوق بالرغم من كل الذي سيقال لنا اليوم من أمنيات جميلة بالمساواة لكننا نقول اليوم نحن لنا كل أيام السنة 365 نمضيها أيام عمل وجد ومسؤولية وما 8 آذار سوى يوم نشعر به أننا ما زلنا إناث نتحمل ونقوم بكل الأدوار داخل وخارج البيت فإلى متى تبقى حقوق النساء في بلادي تعرض في مزاد على هامش أجندات المسئولين وصناع القرار.
ومن المملكة المغربية، أجابت الصحفية منال وهبي فقالت:
أعتقد أن من يتخذ من تاريخ 8 مارس كيوم للاحتفال بالمرأة يشارك بمغالطة تاريخية ومجانبة للصواب، وذلك بجعله يوما استنفاريا ضد الرجل باعتباره خصما تاريخيا للجنس اللطيف وهنا تكمن الخطورة، صحيح أن المرأة بعالمنا العربي عموما والمغرب خاصة تعيش بـزمن "شريعة ذكورابي"، باسم القوامة التي حرف بعض أشباه الرجال مفهومها الصحيح والحقيقي، دمرت أحلامها كأنثى، انتزعت براءتها، اغتصبت طفولتها تحت بند "زواج القاصرات"، فهل 8 مارس سيرد براءة انتهكت، أو شرفا هتك عرضه، أو طفولة ذبلت ملامحها باسم العرف، باسم العقليات المتحجرة، باسم العار، باسم أن مكانها الطبيعي مواراتها تحت التراب.
فمن يظن بنفسه أن يوما واحد يكفي لتكريم سجلها الحافل بالتضحيات والإنجازات في شتى مناحي الحياة فإما يبغي شهرة على حسابها أو تسويقا مجانيا لترهاته كما هو حال بعض الجمعيات التي ترفع شعار المرأة ظنا منها أنها ترفع من شأنها وتتخذ من الرجل صنما لابد من تحطيمه في حين أن الطبيعة فرضت أن كل واحد هو مكمل للآخر شرعة ومنهاجا .
أملي أن يعاد الاعتبار للمرأة المغربية من خلال تحسين صورتها النمطية عبر وسائل الإعلام، فلم تعد المغربية تلك المرأة المستضعفة، المعنفة، بائعة الهوى كما يروج لها في بعض الفضائيات العربية من تسويق مسيء لصورتها وكرامتها، ولسان حالها يقول:
أنا أخت فاطمةٍ وبنت خديجة ووريثة الخلق الكريم الطيب أقـــــول لتـــجّـــــار الهـــوى لن تربحــــوا إلا إذا نــطقــــت حجارةُ أُثـــربِ
من هذا المنبر أوجه تحية إجلال وإكبار لكل النساء العربيات وللمرأة المغربية على وجه الخصوص، لكل امرأة بصمت بمداد من فخر سجلها، وتاريخ نضالها، تحت كنف أسرتها الصغيرة أو بمجال عملها، أقول مغربية وافتخر، وللرجل أوجه كلمة، أوجزها في عبارة واحدة:"اجعلها قرة عين لك تجد منها ما يسرك".
ومن المغرب دائما كان هذا رد الأستاذة نعيمة الزيداني، أستاذة اللغة الفرنسية وصحافية بمجلة فرح
الاحتفال بالمرأة وتقديرها ليس جديدا علينا كمسلمين بل إن جذور هذا السلوك الحضاري تم الترسيخ لها منذ زمن بعيد في القران الكريم وفي أحاديث رسولنا الكريم.
طبيعي إذن في هذا اليوم أن نقف وقفة إجلال للمرأة العربية عموما وأن نستحضر انجازاتها لأنها أثبتت فعلا أنها قادرة على تحقيق المستحيل رغم عدم توفر الظروف المساعدة في الكثير من الأحيان فهي في نضال دائم لانتزاع حقوقها السياسية والاجتماعية والقانونية بل والإنسانية أيضا.
والأكيد أن هناك دولا عربية رائدة فالمرأة المغربية على سبيل المثال نجحت في تحقيق مكتسبات هامة فقد عرف المغرب مجموعة إصلاحات قانونية هامة تعزز دور المرأة في الحياة الأسرية والعامة ولعل أهمها هو كون المغرب أول بلد عربي يسمح بإعطاء جنسية الأم لأولادها من زوج أجنبي.
يبقى الإشكال في مدى احترام المجتمع لهذه القوانين أي الجانب التطبيقي فمثلا رغم وجود قوانين تجرم التحرش الجنسي لازالت المرأة تتعرض له وبشدة مما يجعلها تحس أنها مواطنة من الدرجة الثالثة أو الرابعة، ولازالت الكثيرات تعانين من عنف أسري مسكوت عنه واللائحة طويلة....
في المجتمعات العربية علينا أن ندرك أن القوانين تضل أحيانا حبرا على ورق وأن علينا إجراء تعديلات جوهرية على العقليات أيضا.
التعليقات (0)