النخل صديقى شعر : حسن توفيق
|
تتفتح في الروح الأحلامُ وتفلتُ من قفص الأحزان تَفْتَحُ قلبي كي تتلاقَى في خفةِ طير فترفرف أسراباً وتقبّل وجه النهر تجتاز سهولاً أو وديان ويظل النخل لها عنوان النخلُ لها.. والنخلُ صديقٌ للإنسان يهديه التمر ويعلمه الحكمةَ والصبر حين يواجه غولَ الحرمان النخل شموخٌ يسخر من طيش الطوفان يتحمل دوماً لفح الجمر لكني حين هززتُ اليومَ الجذعَ وجدتُ جباه النخل لم تسَّاقَطْ رُطَباً ووجدتُ الأرضَ دماء ورأيت دمي يسَّاقَطُ في بئرِ سوداء تخرج منها أشباحُ الليل ورأيتُ النخلَ - برغم الليل - يصدُّ الريح لكنَّ الجذعَ الآن جريح يتوجع هذا النخل، يئنُّ، وتصعدُ صرختهُ من قلبي أصرخ ملتاعاً.. آهٍ يا ربي مَنْ يطعنُ جذعَ النخل بفأس ينضح منها الغِلْ؟ مَنْ يقَطع أعناقَ السعف الخضراء؟ مَنْ يصلبُ هذا النخل؟ تتخبط في الأفق الأحلامُ، فتدخلُ في قفص الأحزان تتعالى في الليل الصرخات ويطل على الأرض الشيطان كي يرفع كأسَ «يهوذا» الخائنِ في الطرقات يا نخلَ الواحة في ساحةِ أغلى العشاق يا نخلَ الروح ونبضَ الأرض ما للأشواق تزلزلني؟.. ما للأشواق! لخشونة جذعِكَ.. كم أشتاق لحلاوة تمِركَ.. كم أشتاق يا نخلَ الواحة.. يا موطنَ أجدادي.. يا أنبلَ عملاق إنَّ خيولَ الريح الهمجية لم تقهرْ عزةَ أحلامِكْ لم تشطبْ أزهى أيامكْ لم تأكلْكَ النارُ الوحشية لكنْ قد صَفَعَتْ كلَّ مدائِننَا العربية |
التعليقات (0)