النجاسه ..
ما معني كلمه نجاسه وما مفهوم النجاسه والتنجس لدي الكثير من الناس ..؟
دعيت الي إحتفال أقامه أحد الأعيان في منزله الريفي العامر وقد طلب مني صاحب الدعوه إصطحاب أحد المعارف في سيارتي وقد كان ..
وطيله طريق الذهاب لم يتوقف مرافقي عن الحديث أسهب وأطال في شرح محاسن وكرم وحسب ونسب مضيفنا بل وكيف بأنه يتقي الله حق تقاته ولا يترك فرض من فروض الله الا ويقيمه وكيف أنه يحب أن يقيم والولائم وينحر الذبائح إكراما للضيوف وللمدعويين وللفقراء ..
حقيقه بالنسبه لي كانت أول مره تتم دعوتي وإن كنت قد حاولت في المبتدأ التملص والتهرب من الإستجابه لهذه الدعوه الا أن الحاح مضيفي الشديد دفعني لأن أقبل الدعوه وأسعد بها ..
وصلنا الي منزل الداعي الكريم والذي من خلال كلام مرافقي طيله الطريق عرفت كثيرا عن مدي إيمانه وتقواه وحبه لعمل الخير ..
وإن كنا قد وصلنا متأخرين بعض الشيئ حيث سبقنا باقي المدعويين الي المائده العامره فإقتادنا مضيفنا الكريم الي المائده رأسا وأجلسنا بين باقي المدعويين ..
كان مرافقي من النوع الشره النهم المحب للطعام فإلتهم منه كميات كبيره وكنت أختلس النظرات بين الفينه والأخري لأري كيف يستعمل أصابعه العشره بالتبادل في تقطيع الطعام أو تكويره وقذفه داخل فمه وحركه فكيه الدئوبه في سرعه غير عاديه بلا كلل أو ملل فيما يشبه المنظومه أو الأوركستر السيمفوني الذي يعزف بصوره جماعيه إحدي السيمفونيات الغذائيه ..
المهم .. بعد إنتهاء الطعام خرجنا كلنا الي الحديقه للجلوس والتحدث سويا أثناء شرب الشاي وهنا وقعت الطامه الكبري أو القارعه ..
إبن صاحب الدار صبي صغير كان يلهو في الحديقه مع كلب صغير له وكان غالبيه الحضور يداعبون الصبي وكلبه الا مرافقي الذي لم يروقه المنظر علي الإطلاق وكان يحدثني بصوت خافت رافضا أن يكون هناك كلب في المنزل حيث تهرب الملائكه من المنزل الموجود به كلب وأن الكلب ينجس المنزل وينجس أهله ..
وفجأه .. كأن الكلب أحس بمشاعر الكراهيه ونظرات العداء من مرافقي فإذا به وبحركه فجائيه قفز في وثبه نشيطه غير متوقعه ليصبح جالسا فوق قدمي مرافقي وبنفس السرعه ودون أن يترك له مجالا لرده فعل توجه الي وجهه ولعقه بلسانه ..
كأنه يحاول أن يسترضيه أو يثير غضبه في حركه فجائيه لم يقم بها مع أحد غيره وسقط الكثير من المدعويين أرضا من كثره الضحك علي رده فعل مرافقي والذي تفاجأ بوثبه الكلب وما تلاها فإنتفض مزعورا وكأن ثعبانا قد لدغه وأتي بحركات جعلت الضيوف لا يتوقفون عن الضحك حتي جاء صاحب المنزل من الداخل علي الصوت العالي ونهر صبيه والذي أخذ كلبه ورحل بعيدا ..
وفي طريق العوده لم يكف مرافقي عن السباب للصبي وأبو الصبي الرجل السيئ والبيت الذي أصبح عنوان النجاسه وتحول المديح الذي كان طيله طريق الذهاب الي هجاء وسباب طيله طريق العوده حتي أنني وصلت الي مرحله متقدمه من الغضب في النهايه فإلتفت اليه ووجت أصبعي الي وجهه وقلت له :-
نجاسه الثوب أو حتي البدن يمكن بسهوله التطهر منها أما نجاسه القلب والفكر واللسان فلا يمكن أن يتطهر منها الإنسان علي الإطلاق …
مجدي المصري
التعليقات (0)