من المعروف ان الرئاسة او القيادة في مكة قبل الاسلام كانت لبني امية وكان رئيس قريش هو ابو سفيان بن حرب. وكانت هذه الرئاسة وراثية تنتقل من الاباء الى الابناء. لا يمكن ان يطالب بها شخص خارج هذه العائلة واعني بها بني امية.
اما بنو هاشم وهم عائلة النبي محمد، فكانت لهم سقاية الحجاج، اثناء موسم الحج.
يدعي بعض المسلمين ان اهل مكة كانوا قد عرضوا على رسول الاسلام ان يكون هو رئيسهم ولكنه رفض!
هذا الكلام عار عن الصحة ولا يقبل به اي عقل ومنطق. فما الداعي لان يعرض اهل قريش هكذا عرض على رسول الاسلام، وهو الضعيف الفقير اليتيم الذي لا يملك اي شيء؟
الذي حدث، هو ان محمدا ادعى النبوة، واراد ان يلغي ديانة قريش وان يكون هو رسولهم ورئيسهم في نفس الوقت. ولكنهم رفضوا هذا وشككوا بنبوته وطالبوه بادلة ومعجزات ولكنه لم يستطع ان يجلب لهم هذه الادلة، لم يكن عنده الا ايات من القرآن كان يخبرهم انها من عند الله. ولقد استهزئوا بها واسموها اساطير الاولين.
لم يمنع اهل مكة رسول الاسلام من اداء رسالته، ولكنهم طالبوه بان لا يستهزئ بالهتهم ولا يتعرض لها بسوء اي ـ لكم دينكم ولي ديني ـ
ولكنه رفض هذا وكان كثير الاستهزاء بالهتهم وديانتهم ووجهائهم. لهذا منع هو واصحابه من الترويج لدينهم لانه لا يحترم باقي الاديان.
وبعد ان يئس رسول المسلمين من اهل قريش وكسبهم لصالحه اختار ان يعاديهم ويحاربهم. حاول التحالف مع غيرهم، الى ان نجح بالتحالف مع الاوس والخزرج وهم قبائل تعيش في يثرب التي تقع الى الشمال من مكة. فامر اتباعه بالتوجه الى هناك ومن ثم هاجر هو اليها. وهناك استطاع ان يعقد معاهدة بينه وبين الاوس والخزرج واليهود الذين كانوا يسكنون في المدينة، والغرض من هذه الاتفاقية، هو ان يعيش بامن وسلام، ولكن هذه الاتفاقية ستنقض بمجرد ان يشعر انه بخطر وهذا ما سنلاحظه لاحقا.
اما من الناحية الستراتيجية، فلقد نفع هذا التحالف رسول الاسلام كثيرا. فيثرب كانت تقع على طريق قوافل قريش. وكانت العرب تحترم قريش بسبب المكانة الدينية لها لانها القبيلة التي تقع عندها معظم الهتهم. فكانوا لا يتعرضون لقوافلها احتراما وهيبة لها. الى ان جاء الرسول وكسر هذا وحاول الاعتداء على قافلتهم ولكنهم غيروا مسيرها وخرجوا له في جيش لم يستعدوا له فيه استعادا كاملا. فانتصر رسول الاسلام في معركة بدر. وكانت صفعة كبيرة لابي سفيان والقريشيين. فاعدوا له العدة في موقعة احد وكبدوه خسائر كبيرة وكادوا ان يقضوا عليه نهائيا ولكنهم لم يفعلوا.
وبعد هذه الخسارة الشنيعة للمسلمين اتجه رسول المسلمين الى اليهود الذين كان قد عقد معهم صلح منذ ان قدم الى المدينة، فادعى انهم نقضوا الصلح وارادوا ان يختالوه! وهذا شيء لا يمكن ان يصدقه احد لان اناسا مسالمون ليس لهم في القتال، لا يفكرون ابدا في هذا .. ولكن اموال هؤلاء اليهود ضرورية جدا بعد خسارة معركة احد. فاستولى على بساتينهم واراضيهم واتفق ان يتركهم يخرجوا بما تحمل الابل فقط!!!
اما هذه الاموال التي حصل عليها النبي فكانت فيء من الله عليه ولهذا لم يقاسمها احد من المسلمين لانها اموال بدون قتال!!!! وهذا ما اغضب اصحابه كثيرا.
بعد هذا حاولت قريش ان تغزوه وتدمر مدينته، ولكنه بمساعدة خطة لسلمان الفارسي استطاع ان يبني خندقا حول المدينة ومستفيدا كذلك من حصون اليهود ومعداتهم التي استولى عليها .. فعجزت قريش من الدخول عليه فعادوا خائبين.
بعد هذا لجأ الى نفس الحيلة التي اتبعها مع اليهود في المدينة ولكن هذه المرة مع اهل مكة. فعقد صلح الحديبية معهم ليتفرغ لباقي اليهود الذين هربوا الى خيبر. وبالفعل استطاع ان يؤمن ظهره لقريش وينهي اليهود ويستولي عليهم في معركة خيبر. وبعدها عاد لينقض الصلح مع اهل مكة بعد ان اصبح قوة لا يستهان بها ابدا. فاضطرت قريش للخضوع له واضطرت ان تعتنق الاسلام ولو شكليا فقط فاسماهم (المؤلفة قلوبهم) واتفق ان يعطيهم جزء من الاموال التي يغنمها من القبائل.
من هذا التاريخ الموجز يتبين لنا ان رسول الاسلام كان قائدا عسكريا بالدرجة الاولى. ياخذ خمس الاموال التي تاتيه من الحروب واما الانفال والفيء (التي لا تات من حروب) فيأخذها خالصة له.
وبعد ان سنحت الفرصة من جديد لبني امية استعادوا الملك ليعود الى معاوية بن ابي سفيان.
التعليقات (0)