من منتزه الملك عبدالله بالرياض كانت البداية فذلك المنتزه يحتضن أول نافورة راقصة بالسعودية والتي قد تسببت في أيامها الأولى بشد فكري أصاب عقول البعض , بالأمس القريب أحتضن منتزه الرٌدف بمحافظة الطائف نافورة راقصة أخرى فلم تعد نافورة الرياض الراقصة يتيمه ولم يعد يخشى البعض تأثيرها على الأخلاق والقيم الوطنية فالشد الفكري بدأ يخف والحالة الفكرية تجاه النافورة الراقصة بدأت بالتحسن و بشكل ايجابي وذلك أمرٌ يدعونا كمجتمع إلى الفرح والسرور .
النافورة الراقصة تشيع الفرح والسرور بنفوس السائحين والزائرين ومرتادي تلك المواقع هذا ما يردده مسؤولي الأمانات والبلديات بتلك المواقع , لكن في الحقيقة هي " النافورة الراقصة " تحل مرتبة ثانوية إذا ما قورنت بأولويات كان من الأولى أن تكون بالمنتزهات التي يرتادها المواطن هرباً من الروتين اليومي القاتل خاصةً في المدن الكبرى المزدحمة بالمركبات والسكان , جولةٌ سريعة على الحدائق والمنتزهات كفيلةٌ لاكتشاف الحقيقة فتلك الحدائق والمتنزهات المحاطة بأسوار حديدية لا جديد فيها سوى بعض الفعاليات الهشة المخصصة للأطفال وإن وجدت مدرجات عالية يتوسطها ساحة كبيرة فإنها ليست بمسرح وإنما موقع مٌخصص لإقامة حفل الافتتاح وتنفيذ بعض المناشط الأسبوعية .
البعض في الوطن " السعودية " يجهل بدايات المسرح وقلة من الناس تٌحيط علماً ببدايات أبو الفنون " المسرح " وتٌحيط علماً أيضاً بالعقبات التي تعترض طريقة سواءً الإدارية " اجرائية " أو الفنية " الكوادر وتأهليها " أو الفكرية " صراع التيارات " تلك القلة من المواطنين تتمنى أن ترى المسرح على أرض الواقع بشكل حقيقي غير مختزل في منشآت أو مسرحيات مبسطة الهدف الحقيقي من عرضها إرضاء الجمهور و تنفيذ برنامج مطلوب فغالبية العروض المسرحية تفتقد لعوامل النجاح لكن القائمون على البرامج يعرضونها كتحصيل حاصل وتنفيذ فقرات مٌدرجة ضمن الجدول العام !
البرامج السياحية الصيفية والغير صيفية تفتقد للمتخصص وتفتقد للتجديد الشامل على مستوى الطاقات البشرية والفكرية " البرامج " وبالتالي فإن غياب المسرح عن المنتزهات والفعاليات السياحية وإن كان مرتبطاً بغيابه عن الحياة التعليمية والأكاديمية والفنية سيحل محله نافورة راقصة وأخرى مائلة فالترفيه حلقة مفقودة ضمن حلقات متعددة ولعل سؤال نهاية الأسبوع أين تذهب هذا المساء يدل على غياب المسرح ويدل على غياب الترفيه المنظم والمحترف والحالة تعظم وتكبر إذا كان ذلك السؤال مختوماً بعبارة أين تذهب هذا الصيف ؟.
التعليقات (0)