البيض والزرق نوعان من البشر فأما البيض فتستبشر حين استماعك إليهم, ويرقص قلبك فرحا بمقالاتهم, وتعجب من فصاحتهم وترتيب أفكارهم, ولا يخفي عليك صدقهم وتستبين في كلامهم أمانتهم ووفاءهم وإيمانهم, وأما الزرق فيتغير لون وجوههم حين يتحدثون فتميل إلي الزرقة ولا تخطئهم أذن المدقق في كلامهم. فإذا سمعت من ينطق بالكذب, ويدس السم في خطابه, وينثر الفتنة بلسانه, ويفيض لسانه بالحقد الظاهر, فقل هذا أزرق, وأعرض عنه حتي يرحل أو يختفي, ولا تسمع له كثيرا حتى لا تصاب بالقيء والغثيان. إن أمثلة الزرق في بلادنا كثيرة, وهم في كل العصور كذلك, لأن المنافقين والأعداء لن يغيبوا عن الدنيا ما بقيت الحياة علي كرتنا الأرضية. ومهمة الصادقين المدافعين عن الحق الوطني والديني والأخلاقي, أن يرابطوا ويثبتوا ويتوحدوا في ملاقاة هؤلاء الزرق الوجوه, السود القلوب, ديدان الناس وفيروسات البلاد, وسلال القمامة, ومكبات النفايات.
التعليقات (0)