حتى نعرف الفرق بين الشيخ الحقيقى الذى يُمثِل الإسلام السمح وبين المستشيخيين الذى يدّعون أنهم دعاة وهم فى الحقيقة عار على الدعوة ، انظر لشهيد الثورة الشيخ عماد عفت ثم أنظر لبعض شيوخ قناتى الناس والحافظ ، لقد إلتمست العذر لأحد أصدقائى لأنه يشاهدهما وعرفت أخيراً سبب تبنيه بعض الأفكار المبنية على معلومات خاطئة ومغلوطة وعرفت خطورة الأكاذيب التى يروجها بعض شيوخ تلك القنوات وهم فى الحقيقة مُستشيخين ، يومان فقط رأيت لعدة ساعات فيهما برنامجين على القناتين ، والواضح أن تلك القنوات تحولت مع الحالة الإنسيابية التى تعيشها مصر حالياً إلى قنوات سياسية محضة ، والمُشكلة أن تلك القناتين لا تتورع عن تلفيق الإتهامات لبعض الأشخاص العاملين فى المجال السياسى وعلى رأسهم د. البرادعى ، وهذه القنوات ـ المُسماه دينية ـ لا تمتثل لتعاليم الإسلام السمحة ولا لميثاق الشرف الصحفى ولا تتصل بمن يتم مهاجمته علناً على شاشتها حتى يرد على تلك الإتهامات ، فتلك القنوات تُسيئ للإسلام بأكثر مما تُفيده بتطاولهم على بعض الأشخاص والمشكلة أن ذلك التطاول مبنى عن جهل واضح ولى للحقائق ، فيتم إستضافة أشخاص يتبنون نفس الأفكار ولا نرى على شاشة تلك القناة الرأى الآخر ولا حتى رأى المُلقى عليهم الإتهامات ، فالقناة الأولى وهى" الناس" يظهر عليها أحد المُستشيخين ـ المودرن ـ وهو خالد عبدالله نراه يستظرف ويهرج ويتهم أشخاص على الملأ دون أن يمنحهم حق الرد وتراه يقول أشياء ثم يأتى وينفى ما قاله معتقداً أن الأمر " كذبه ـ بيضاء ـ وحتعدى " ، ولكن لا يدرى أن ما يقوله يُسجّل فى نفس اللحظة ويراه الآلاف وعندما يكذب يراه الآلاف أيضاً ، والمشكلة أنه لا يقدم إعتذار عما إقترفه بلسانه الطويل ، فالشيخ الحقيقى لا ينبغى أن يكون طويل اللسان ولكن يكون طويل البال والحلم ، وترى هذا المُستشيخ يقول " لم نرى البرادعى إلا وهو يدافع فقط عن الليبراليين وأعضاء جمعية التغيير و 6 أبريل " .. وأكاد أُجزم بأن هذا المُستشيخ وأمثاله لا يعرفون معنى كلمة ليبرالية أصلاً ، لقد رأينا البرادعى يدافع عن أى مصرى يراه مظلوما بداية من حق الإخوان بممارسة حقهم السياسى ومحاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعى فى أواخر عصر مبارك لدرجة تعاون الإخوان معه فى دعم مطالبه للتغيير ، وكان من أول المدافعين عن الشاب سيد بلال الذى قُتل على يد زبانية حبيب العادلى ولم يخرج هذا المُستشيخ وأمثاله ليدافعوا عن هذا الشاب ـ السلفى ـ المسكين ولكنهم خرجوا فقط ليناصروا " أختهم " وفاء التى زعموا دخولها الإسلام فى موضوع لا يستحق كل هذا اللغط الحادث وقتها والذى أحرجنا كمسلمين ، وأما عن قناة الحافظ فحدث ولا حرج عن عدم المهنية وإستخدام نفس الأسلوب من كيل الإتهامات والتطاول وتكفير معارضيهم وليس غريباً أن يُعجب اسلوب المذيع الأضحوكة توفيق عكاشة أصحاب تلك القناة ويستشهدون بلقطات من تطاول هذا العُكاشة على أشخاص يعارضونهم سياسياً ، والمُضحك أنهم غاضبون من القنوات بسبب عدم حيادية تلك القنوات مع أنهم أفظع وأسوأ حالاً ، ويتهمون تلك القنوات بأنهم يستخدمون حرب المعلومات القذرة وهم يستخدمون تلك الأساليب بأسوأ ما يكون والمشكلة أنهم يستحدثون بإسم الإسلام ، وليس غريباً أن تتطابق وجهة نظر هؤلاء مع وجهة اللواء الكاطو وقوله " المتظاهرون يجب وضعهم فى أفران هتلر " ، ويعيبون إستضافة واحد منهم فقط فى برامج القنوات "العلمانية" عند إستضافتهم فيها وهم جالسون يسبون "أعداءهم المنافقين" دون وجود أحد من هؤلاء الأعداء ، إنها مأساة حقاً ما تبثه تلك القنوات الغير مهنية ، تجد فيها محامى شهير ينبح ويُطيح بالإتهامات يميناً وشمالاً ويأتيهم مدداً من مستشيخين أقل ما نقوله عنهم أنهم فاشيون متطرفون وليسوا إسلاميين لأن الإسلام دين رحمة ، ويأتى المذيع دكتور ـ عاطف ـ ليقول " أنا غير مسئول عن أى كلام يخالف الكتاب والسنة" ثم تسمع كلام هذا المحامى "الوحش" وكأنه فى غابة ، وفى النهاية نقول " لو سمعت شيخ يمنع ويمنح صكوك الوطنية والعمالة والإستشهاد لمن يُريد حسب مزاجه فهذا ليس شيخ ولكن مُستشيخ " ، فهل رأيتم شخص يحكم على الله عز وجل وُيحدد من الشهيد ومن الكافر؟! ، فهؤلاء لا يؤمنون بقول الله عز وجل " لا تزر وازرة وزر أُخرى" ويتهمون الجميع دون سند أو دليل طالما كان هذا الإتهام يوافق هواهم ، ولو طبقنا الشريعة الإسلامية فى مصر سيكونوا هم أول من تنطبق عليهم لقول الله عز وجل " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" وينطبق عليهم قول الله عز وجل "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً" ... نقول لهؤلاء جميعاً ستظلون تسبون مخالفيكم سياسياً بما يرفضه الإسلام لأنكم تعرفون أن " من أمِن العقوبة أساء الأدب" !!
التعليقات (0)