دراسة القرارات تأتي قبل تنفيذها بحكم التسلسل المنطقي لمجريات الأحداث ، وهو ما يكلل بالنجاح غالبا ، لأن الدراسة تلك تتيح حساب النتائج وما سينجر عن القرار من إيجابيات وسلبيات ، وأيضا ما سيتمخض عنه - بعد تنفيذه - من مكاسب وخسائر ..
لكن في عالم اليوم نرى تسلسلا عكسيا لدراسة القرارت ، وهو أمر ليس بالغريب في عصرقلّت فيه المنطقية ، بل وتنعدم فيه أحيانا كثيرة أحاسيس المسؤولية ، وبالحديث عن المسؤولية فأجندات العصر تتيح الكثير من الأبجديات للتنصل منها بسهولة ، حتى ولو كانت على مستويات الأرواح البشرية وإبادتها ..
فبعد مضي السبع سنوات على الحرب على العراق من طرف قوى التحالف ، وبعد كل ما جرّته تلك الحرب من خراب ودمار ، وبعد كل مازُهق فيها من أرواح ، تعالت أصوات من هنا وهناك تنادي (بمساءلة) الذين إتخذوا قرار خوضها ، والمساءلة لاتعني (المحاسبة) ، بل هي خطوة متأخرة للبحث في القرار المنفذ منذ عقود مضت ، وهي خطوة لاتتناول قضية (النتائج) بل تتناول (أسُس) قيام الحرب..!
بعد كل هذه المدة يأتي (أصحاب الضمير) البريطانيون ليحاسبوا (توني بلير) الذي باركوا له بالأمس قراره بدعم أمريكا في حربها ضد العراق ، وهو نفسه القرار الذي يخضع اليوم على إثره لمساءلتهم ..؟!
هل هذه هي منطقية التسلسل لدى البريطانيين ؟ أن ينفذوا ثم يفكروا ؟ .. هي طامة كبرى في حق الشعوب المستهدفة إذا كان الأمر كذلك .. لأن الأمر شبيه بالمسرحية الهزلية التي لاتضحك أحدا .
ــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)