المُختصرالمُفيد في (الفحولة العربية) !

حتى نهاية العام الماضي كانت تونس كما مصر وليبيا ، سجونا كبيرة ومعتقلات بحجم الوطن !.. وكانت حريات الشعوب فيها مُصادَرة ، وحركاتهم كما سكناتهم محسوبة ! .. وكان الحصار مفروضا على الأفكار والتوجهات ، وكانت تلك الأجواء مُسيّجة برقابة سلطوية وأمنية خانقة ، في محاولات جادّة من الحكام في تلك الدول لترويض شعوبهم ، بإنتهاك حقوقهم الطبيعية واستعبادهم ، وبحجب شمس الحق والعدل والحرية والديمقراطية عنهم ، وبالحد من سقف مستوياتهم وطموحاتهم الإجتماعية والثقافية ، للإستفراد بالنخبوية وبمفاتيح الخزائن والممتلكات الوطنية ! ..
لكن مع بداية العام الجاري ، بدأت تلك الشعوب بكسر الأطواق الأمنية الجائرة حول رقابها ، وتحطيم جدران الصمت عن الإنتهاكات السافرة لإنسانيتهم قبل وطنيتهم ، وكيف أنهم يعيشون غرباء في أوطانهم التي يُعامَلون فيها كما العبيد ! .. فاستطاعوا تغيير أوضاعهم بفهمهم العميق لحقيقة (الفحولة) التي كانوا لايحلقون من أجلها شواربهم ، والتي من أجلها كانوا يُجابهون سهام الغواني والعذارى والسبايا ! .. فكان أن رفعوا من أحجام تحدياتهم بمجابهة رصاص القوات الحكومية ، وسقوط أعداد كبيرة منهم شهداءَ الواجب والحق والوطن! ...

فعلا (لا السجن ولا السجان باق) ! .. فلاالشوك ولا السياج ، ولاالكلاليب ولا الأصفاد ، ولا السلاسل ولا الأغلال ، ولا السياط ولا الرصاص .. كلها قادرة اليوم على إيقاف الشعوب العربية العازمة على إثبات فحولتها بالحرية ! ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديـن | 05 . 03 . 2011