المُحقق الصرخي يبين الحكمة مِنْ جعل حُبِّ عليٍّ ايمان، وبغضه نفاق.
بقلم: محمد جابر
حُبُّ عليٍّ ايمانٌ، وبُغضه نفاقٌ، هذا ما تذكره جميع مصادر المسلمين.
فما هي قصة هذا الحب وذاك البغض؟!!!، ولماذا حُبُّ عليٍّ ايمانٌ، وبُغضه نفاقٌ؟!!! هل في الأمر محسوبيةٌ، أو مصلحةٌ شخصيةٌ أو نحوها؟!!!
تعال معي لنطلع على قراءة موضوعية تفسيرية تحليلية يقدمها لنا الأستاذ المعلم، ويعرج بنا الى آفاق هذا الحب الذي يملأ قلوب المؤمنين، وذاك البغض الذي تعجَّ بها قلوب الحاقدين،
قراءةٌ بنكهةٍ علميةٍ فلسفيةٍ جديدةٍ تأخذ بعقولنا وأرواحنا الى الأسرار والحكمة الإلهية التي أودعها الله في علي وحبه وبغضه، وما يترتب عليها من آثار ونتائج.
يبدأ الأستاذ المُحقق بطرح مجموعة تساؤلات، فيقول: « ما علاقة علي بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ما هي علاقة الله سبحانه وتعالى بعلي؟ هل يوجد صلة قربى؟ هل لوجود رحم؟ حتّى يجعل علي ملازمـًا وقرينـًا للقرآن وللحقّ ويُعطى هذه الخصوصية؟، أو هو فعلًا مع الحقّ، وسيكون مع الحقّ، ودائمـًا مع الحقّ، وهو مع القرآن، وعِدل القرآن، والقرآن الناطق والملازم للقرآن».
الأستاذ المهندس يجيب على هذه التساؤلات ويكشف الاشارات التي تشير اليه النصوص الشريفة التي وردت في هذه السياق، فيقول: « فهذا المورد والإشارة والتوجيه والحديث الشريف الصحيح والأحاديث الشريفة الصحيحة والموارد الشرعيّة الصحيحة التي تُشير إلى ملازمة علي للحقّ والحقّ لعلي، والقرآن لعلي وعلي للقرآن».
بعدها يثبت الأستاذ الصرخي أنَّ تلك النصوص تدلُّ على عدالة علي وعصمته حيث قال:« تدلّ على عدالة علي، عدالة علي القصوى، عدالة علي العظمى، عدالة علي القدسيّة، تدلّ على عصمة علي (عليه السلام)، تدلّ على صحّة قول وفعل وموقف علي (عليه الصلاة والسلام)».
يعود الأستاذ الى التساؤلات، ويطرحها بصورة أخرى:« هل لله قرابة مع أحد؟ (هل لأحد فضل على الله؟ هل لله مصلحة ومنفعة تخصّه سبحانه وتعالى في تفضيل أحد على غيره، أو في محبّة أحد دون غيره، أو محبّته أكثر من غيره؟)».
هنا يطرح الأستاذ المهندس الإجابة الالهية القرآنية المحمدية قائلًا:
« وبعد الإجابة بالنفي المطلق،»
ثم يبدا الأستاذ وبطريقة تدريجية بطرح الحكمة والغاية الإلهية مِنْ جعل الله حب علي ايمان، وبغضه نفاق، بعد أن يطرح الأستاذ مجموعة من المقدمات في وصف ذلك الحب، وذلك البغض، حيث يقول الأستاذ: « يأتي الاستفهام عن النصوص الصحيحة التي تُشير إلى حبّ خاصّ يربط ويعلّق الإيمان بحبّ إنسان، فجعل الشارع المقدّس هذا الحبّ حبّـًا من الله وحبّـًا لله، وإنّه علامة الإيمان، وإنّ الإيمان ينتفي بانتفاء هذا الحبّ، وفي المقابل جعل البغض المقابل له علامة النفاق واستحقاق النار».
المرجع المعلم الصرخي يجيب بأنَّ سبب ذلك الجعل هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق، حيث يقول:« فعلَ الله تعالى ذلك عن عاطفة وهوى وترجيح من غير مرجّح، أو هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق؟ والإمام علي (عليه السلام) من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمان وبغضهم كفر، فقد أحبّه الله كما أحبّ رسوله الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وأمر بحبّه وجعل حبّه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق، فصار قسيمـًا بين الإيمان والنفاق، فيكون قسيمـًا بين الجنة والنار. فالمؤمن الصالح التقي المحبّ لعلي (عليه السلام) يدخل الجنة (لاحظ، مؤمن صالح تقي عامل) والمنافق المبغض لعلي يدخل النار، وإن صام، وإن صلّى، وإن حجّ، وإن زكّى، وإن جاهد، وإن ضحى».
خلاصة الاستدلال العقلي الفلسفي الذي قدَّمه الأستاذ المحقق حول السبب في جعل الله حب علي ايمان وبغضه نفاق، هو لحكمة وملاك وعلة ومصلحة تصبُّ في صالح الانسان، وهو أيضا استحقاق، لأَّن حبَّ علي الايمان والجنة والمنجي هو الحبُّ الذي يبعث نحو العمل الصالح، أي هو المقرون بالعمل بالصالح، هو الاتباع لنهج علي، وفي المقابل النفاق والنار لمبغض علي، و إن صام، وأن صلى، وإن حجّ، وإن زكّى، وإن جاهد، وإن ضحى.
التعليقات (0)