الذى ينظر لوزير الداخلية الإسرائيلى "أيلى بشاى" وهو يستقبل الصحفى الإسرائيلى المُتسلل لمصر ـ العدوه ـ فى مطار بن جوريون وينظر للصحفى مجدى حسين المتسلل من غزة
ـ الصديقة ـ أثناء حضوره عزاء شقيقه وخلفه رجلى شرطة حتى لا يهرب يُصاب بالدهشة .
لقد ساوى الدستور السماوي قبل الدستور الأرضي بين بني البشر كافة ونص الأخير على أن - المواطنون لدى القانون سواء - وإذا ما طبقنا تلك المادة على جميع من يقترف جريمة التسلل إلى الدول الأخرى فماذا سوف نرى؟!
فالمُتسللون حدودياً يختلفون عن المُتسللين كروياً وإن كان للإثنان قوانين خاصة يخضعون لها يحكم بها حكم محايد ، فهناك عدة أنواع من التسلل الحدودى تبعاً لجنسية المتسلل ودولة التسلل .
أولاً هناك مصريون يتسللون للهجره لأوروبا فمن ينجو منهم من الغرق ويقُبض عليه يُوضع فى مراكز إيواء على حدود تلك الدول ويعيش فيها أيام جميلة قبل أن يتم ترحيله لمصر معززاً مُكرماً على طائرات هذه الدول ، وكثيراً ما يستضيف التليفزيون الرسمي هؤلاء الشباب بعد فشل تسللهم لأوروبا ويصرون على محاولة التسلل مرة ثانية وثالثة حتى يقضى الله أمراً فيهم - غرقاً أو نجاة - كان مفعولاً ويخرجون بعد ترحيلهم ولا يخضعون لأى محاكمات عسكرية أو مدنية .
والنوع الثانى هم المتسللون لإسرائيل من الأفارقة فلم نسمع عن محاكمتهم فيها بعد نجاح تسللهم ولم نسمع عن قتلها لأى متسلل منهم ويوم أن سمعنا عن قتلهم للمتسللين كان المقتول متسلل مصرى قُتل الأربعاء 16 يونيو الجارى .
وثالث نوع هو المتسلل الإسرائيلى عبر حدودنا ومثال ذلك هو الصحفى"يوتام فيلدمان" الإسرائيلى والذى أُفرج عنه بعد أسبوع واحد فقط بتهمة التسلل الغير الشرعى عبر الحدود المصرية الإسرائيلية مع مجموعة من المتسللين الأفارقة .
ورابع نوع هو المتسلل مجدى حسين وهو صحفى أركان جريمته - إن وُجِدت - أقل بكثير من تلك النماذج السابقة ذلك أنه تسلل من غزة وهى مدينة - وليست دولة - وكانت تابعة للحكم المصري وما يزال أهلها مرتبطون بصلة القرابة والنسب والمصاهرة للشعب المصري، فغزة ستظل منا ونحن منها بعكس ما يربطنا بالدول الأوروبية .
ومع ذلك وجدنا الدولة تستأسد على شخص دخل منفردا لمناصرة مدينة حائرة وصغيرة ومحاصرة .
فهل لو كانت نية الصحفى مجدي حسين قد تساوت مع نية الشباب المنتحر على شواطىء أوروبا وذهب للعمل مثلاً في غزة وحوَّل دولارات مرتبه للدولة أو كان يريد أن يعمل تحقيق صحفى يكشف معاناة غزة هل كانت ستفرج عنه كما فى النوع الأول والثالث ؟!
إيها السادة إفرجوا عن ذلك المتسلل الذى قضى ثلاثة أرباع مدة حكمه ، فكرامة إسرائيل ممثلة فى كرامة الصحفى "أيلى بشاى" ليست أقل من كرامة مصر الممثلة فى كرامة الصحفى مجدى حسين ، راجعوا قراراتكم ورجِّعوا لنا كرامتنا يرحمكم الله .. فكفى ما كان فالتاريخ لا يرحم !!
التعليقات (0)