الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم زيارتي لمجلس النواب هذا اليوم فرصة طيِّبة، وكنتُ أتمنـَّى أن أزوره قبل هذا الوقت لولا انشغالي بمهمّات وزارة الخارجيّة. كانت الجلسة زاخرة، ورائعة، وكانت فرصة طيِّبة لأبيِّن ما حصل في السفرة بمحطاتها الثلاث في جدّة، وباريس، انتهاءً بنيويورك، وألقينا الضوء على مُختلِف الجوانب المُتعلـِّقة بموضوع المُؤتمَرات الثلاثة خصوصاً أنَّ البرلمانَ بيتُ الشعب؛ فلابدَّ أن أسمِعَ الشعب، وقد أسمعته صوت التجربة في كلِّ محطاتها، واللقاءات الكثيرة التي حصلت على مُستوى وزراء الخارجيّة، وناقشنا كلَّ الأمور هناك، وألقينا عليهم الأخبار، وأسمعناهم هذا الصوت، وهم اليوم أسمعونا صوت الشعب، والمخاوف المشروعة. تركـَّزت أسئلتهم على مدى جدّيّة التحالف الدوليِّ في دعم العراق، والثبات على هذا الموقف، ومدى اطمئنان الشعب العراقيِّ بأن لا يتحوَّل هذا الدعم إلى تواجُد على الأرض، ويُخِلَّ بسيادة الدولة. كما دار الكلام على مدى اتساع دائرة المُساعَدات الإنسانيّة، والمُساعَدات السياسيّة، والإعلاميّة خصوصاً أنَّ داعش يتحرَّك اليوم بمنظومة مُركـَّبة، وسياقات مُعقـَّدة تستفيد من تجربة القاعدة، أو المُنظـَّمات الإرهابيّة الأخرى. كانت الجلسة حاشدة، ولطيفة، وساهَم فيها عدد كبير من السادة والسيِّدات النواب والنائبات، وهي -في تقديري- تـُثري الخطاب، وفي الوقت نفسه سألوا عن سياسة وزارة الخارجيّة، والخطة الاستراتيجيّة للعلاقات الخارجيّة، وألقينا الضوء بشكل مُختصَر جدّاً بقدر ما يتسع له الوقت بأنَّ الخارجيّة عازمة على اعتماد مدِّ الجسور مع دول العالم بدءاً بالحوض الجغرافيِّ، ودول الجوار الجغرافيِّ، وكذا بقيّة الدول. قد تستبطن هناك خلافات بين الدول، لكنـَّها (الخارجيّة) لا تـُريد أن تدخل في التقاطعات، إنـَّما تـُبرِم العلاقة مع هذه الدول فقط، وإن استطاعت أن تـُقرِّب بين هذه الدول فأهلاً وسهلاً، وإلا فتتحاشى سياسة المحاور بين الدول المُتصارِعة. - قناة الحُرّة: هل هناك إجماع كامل داخل مجلس النواب حول موضوع عدم إرسال قوات برّيّة إلى العراق، وهل ستـُبلِغون هذه الدول بعدم إرسال قوات برّيّة إلى العراق؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أمَّا عن القوات البرّيّة فلم يطلبها أحد، ونحن رفضنا أن تكون هناك أيُّ مُحاوَلة لإيجاد قواعد عسكريّة، أو قوات برّيّة داخل العراق إنـّما الاقتصار على الدعم اللوجستيِّ (التدريب، والمعلومات، والغطاء الجويّ). البرلمان اليوم لم يكن بصدد أن يُصوِّت على شيء، لكنَّ الجوَّ العامَّ كان مُنسجـِماً مع هذا الفهم، ويُحذر أيضاً من مَغبّة الاشتباه، والسماح بقوات برّيّة على الأرض. - قناة بلادي: هل تـُمثـِّل استضافتك اليوم في مجلس النواب نقطة مُهـِمّة في تعاون السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة في مجال العلاقات الخارجيّة للعراق خصوصاً أنَّ الأوساط النيابيّة أبدت رغبتها وتفاؤلها في أداء الدبلوماسيّة العراقيّة هذه الأيام؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: في الحقيقة ما كانت استضافة -ولو أني أتشرَّف فيما إذا أراد البرلمان أن يستضيفني في أيِّ وقت- إنـَّما كانت بمُبادَرة مني، والتقت تلك المُبادَرة مع رغبتهم، وهي فرصة ثمينة، ويُوجَد إصرار، وانعطافة في العلاقة العراقيّة مع دول المنطقة، ونحن جادّون، وستشهد المرحلة القادمة حركة مكوكيّة إلى أكثر من مكان، وعلى أكثر من مُستوى؛ لإعادة ترتيب العلاقة بشكل جيِّد. رأيتُ البرلمان اليوم بغالبيّته من خلال الأسئلة، والحوارات، والتهميشات يُقدِّر، ويتطلـَّع إلى مثل هذه الخطوة. العراق يستطيع أن يُمارس دوراً كبيراً في المنطقة، ويستطيع أن يستبدل بعلاقات التواصُل، والمحبّة، ومدِّ الجسور، والثقة علاقات التوتـُّر. - وكالة المدى برس: ذكرتم أنـَّكم ستبدأون جولة شرق أوسطيّة. متى، ومَن هي الدول، وما المحور الرئيس لهذه الجولة؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أمَّا عن الزمن فخلال الأسبوع المقبل سأبدأ بهذه الزيارات، وأمّا عن الدول فأكثر من دولة تفضَّلتْ بتوجيه دعوة، لكني سأنظر إلى طبيعة سفري من دولة إلى دولة، وما فيه من أمور فنيّة فقط، أمَّا عن الموضوعات المطروحة فيُوجَد ثابت عراقيّ، ويُوجَد مُتحرِّك إقليميّ يختلف من دولة إلى أخرى. نحن لدينا مصالح مع هذه الدولة وتلك، وهي لديها مصالح في العراق أيضاً؛ لذا سنـُحرِّك في كلِّ دولة الملفَّ المُشترَك بيننا وبينهم؛ لتحقيق المصالح المُشترَكة، وإذا كانت هناك مُشكِلات سنقترب منها بعد أن نـُرسي قاعدة العلاقة بيننا وبينهم على أساس الثقة والمَحبّة، وسنفتح حتى بعض الأمور المُختلـَف عليها مع هذه الدول؛ لحلحلتها، والانتقال من المُراوَحة إلى الانسجام والتفاؤل. - هناك تساؤل يُراود بعض الصحافيِّين عن سبب إقامة أكثر اللقاءات في مكتبكم، وليس في مكتب وزارة الخارجيّة. هل السبب فنيّ، أم أمنيّ؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لم يكن في حسابي أن أفضِّل مكاناً على آخر. بيتي هو مقرُّ نشاطي أيضاً؛ فكلُّ شيء أتعامل به من أجل الصالح العامّ. والوزارة مقرُّ عملي أيضاً، لكن لازدحام اللقاءات، وامتدادها إلى ساعات مُتأخـِّرة من الليل فأستثمرها في بيتي، وهذا لا ينسجم مع وزارة الخارجيّة قدر انسجامه مع مقرِّي. في بيتي أستطيع أن أواصل أعمالي، وأمّا في الخارجيّة فأنا أحترم حقوق المُوظـَّفين العاملين هناك، لكن ستنشأ حالة من التوازن، وأقسِّم بعض العمل في الخارجيّة، والبعض الآخر في البيت، وما تضيق به الخارجيّة سيتسع له بيتي، وبالعكس.
التعليقات (0)