إن تاريخ البشرية على طول امتداده حافل ومليء بالشخصيات العظيمة التي زينت التاريخ بأروع النتاج والعطاء على المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي والعلمي والعقائدي, وكان لها دور في تصحيح مسار البشرية من الانحراف والتسافل, وقد تعددت هذه الشخصيات وتناقلت النهج والفكر والرسالة ذاتها عبر الأزمان والأجيال واختلفت مسمياتهم وعناوينهم لكن الهدف والمضمون هو عينه لم يختلف, وهو قيادة البشرية نحو الصلاح والإصلاح والخير في الدنيا والآخرة .
فمرة يكون حامل هذا النهج يحمل عنوان الرسول ومرة يحمل عنوان النبي وأخرى عنوان العبد الصالح وغيرها بالولي والإمام والنائب والمرجع الديني وهذا العنوان الأخير " المرجع الديني " بدأ استخدامه بعد وقوع الغيبة الكبرى للإمام المهدي أخر الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين, وهو يطلق على كل رجل دين يصل إلى مرحلة علمية تفوق الآخرين وفق ضوابط شرعية وعقلية تجعله يكون مرجعا للناس ترجع إليه في المسائل الشرعية وفي الحقوق والفتيا وحتى في التعزير أي له ما للإمام عليه السلام حسب ما جاء في كتاب عقائد الإمامية للشيخ المظفر في باب عقيدتنا في المجتهد وهو كتاب يدرس في جميع الحوزات العلمية.
وقد تناوب العديد من رجال الدين على حمل هذا العنوان من مدة إلى أخرى ومن زمن لأخر, لكن الذي حصل أن هذا العنوان يكون مستخدما من قبل أكثر من شخص في نفس الوقت وهذا في الحقيقة يخالف المبدأ والعقل والشرع لان مصطلح المرجع لا يُطلق إلا على المجتهد الأعلم الجامع للشرائط , فقد ورد عن الإمام لصادق عليه السلام انه قال { من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال }, ولهذا المرجع الأعلم حق التصدي لقيادة المجتمع دون سواه والبقية حتى وان كانوا مجتهدين فأنهم يرجعون إليه بالأمور الولائية ويشيرون ويقولون بأعلميته, وهذا المرجع لا يمكنه أن يكون مرجعا مالم يكن ضليعا في علم الأصول الذي من خلاله يمكن استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها.
وعلم الأصول كغيره من العلوم دائما في حالة تطور وتقدم حتى وصل إلى يومنا هذا, حيث كانت أخر مدرسة أصولية عرفتها الحوزة العلمية هي مدرسة السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدر قدس سره حيث سمية بمدرسة " أبو جعفر " وقد تبنى هذه المدرسة مجموعة من العلماء لكنهم لم يستطيعوا أن يفهموا مطالب ومباني هذه المدرسة, حتى جاء السيد الصرخي الحسني الذي فهم مباني ومطالب هذه المدرسة ذلك الفهم الراقي وبصورة محكمة وقد دفع كل ما طرح على مدرسة أبو جعفر من إشكالات وخصوصا إشكالات من تبنى تلك المدرسة كالسيد الصدر الثاني والسيد كاظم الحائري وغيرهم ورد على تلك الإشكالات بكتاب " الفكر المتين " والمصنف إلى عدة أجزاء, كل جزء مخصص لمناقشة أحد المتصدين ممن تبنى مدرسة محمد باقر الصدر قد سره, وقد دفع تلك الإشكالات وثبت مباني السيد محمد باقر الصدر.
وقد تسيد السيد الصرخي الحسني على الساحة العلمية الحوزوية من خلال هذا العلم وصار يمثل ذلك الامتداد الطبيعي لتلك الشخصيات التي أثرت التاريخ البشري بكل ما ينفعل ويصحح مساره, ولم يقف عند حد معين بل انه أخذ على عاتقه أن يكشف الحقائق التاريخية التي غيبت كثيرا بسبب الدس والتحريف والتزوير والتي أثرت وبشكل واضح على عقائد المسلمين حتى جعلتهم يقتلون بعضهم بعضا تحت عنوان الطائفية التي هي من نتاج ذلك الدس والتحريف الذي هو من صنع السعي خلف المصالح والمكاسب الدنيوية الشخصية الزائفة الزائلة وحب الجاه والسلطة والتزلف والتقرب للسلطان والحاكم والرئيس, وهذه سلسلة ( محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ ) وكذلك سلسلة (محاضرات البحوث الأصولية ) التي يلقيها سماحته في برانيه كل يوم خميس وجمعة والتي بين من خلالها تلك الحقائق ونقح بواسطتها حقبة تاريخية مهمة في حياة المسلمين و كشف أيضا زيف و إفلاس المدعين من المتصدين لعنوان المرجعية وبين مدى سطحيتهم في التعامل مع المعلومة والنقل التاريخي, هذا كله وما لم يذكر من إمكانية علمية يمتلكها أعجزت الجميع جعلت هذا المرجع الجليل والعالم الفضيل يستحق أن يكون المرجع المعجز ....
لمن يريد أن يطلع ويشاهد عن قرب تلك القدرة العلمية وتلك الإمكانية في التعاطي مع المعلومات وإيصالها ما عليه سوى متابعة تلك المحاضرات ومن على روابط البث المباشر....
رابط البث الصوتي المباشر
رابط البث الفديوي المباشر
http://www.youtube.com/user/2alhasan...ure=mhee&hl=ar
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)