مواضيع اليوم

المَبعثُ النبوي مَنهجُنا.. مُحمدٌ يُوحِّدُنا.

محمد جابر

2019-04-05 21:00:52

0

المَبعثُ النبوي مَنهجُنا.. مُحمدٌ يُوحِّدُنا.

بقلم: محمد جابر

قال أمير المؤمنين علي علیه السلام مشيرًا إلی بعثة النبي الأقدس: «بَعَثَهُ وَ النَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي حَيْرَة، وَحَاطِبُونَ فِي فِتْنَة، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ، وَاسْتَزَلَّتْهُمُ الْکِبْريَاءُ، وَاسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِليَّةُ الْجَهْلاَءُ; حَيَارَى فِي زَلْزَال مِنَ الأَمْرِ، وَ بَلاَء مِنَ الْجَهْلِ، فَبَالَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ و آلِهِ فِي النَّصِيحَةِ، وَ مَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ، وَ دَعَا إِلَى الْحِکْمَةِ، وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»، فيا لها من مهمةٍ عظيمةٍ  تُختم بها الرسالات ويكتمل بها الدين، فلابد أنٍ يكون حاملُ تلك الرسالة أكمل البشر وسيدهم.

 لقد  كانت بعثةَ محمد بعد فترة من الرسل، تحكم فيها الجاهلية الجَهْلاءُ وتستخف بالناس المبتلين بالجهل الذي أقنعهم بعبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع، ويسجدون لآلهةٍ يصنعونها بأيديهم، ويتمسحون بها إلتماسًا للخير ودفعًا للضرر، وكانت الخُرافة عندهم نصًّا مُقدَّسًا، والرذائلُ وقبائحُ الصفات وأفحشُ العادات سجيَّةً ومنقبةً، والعصبيةُ والنزاعاتُ والاحترابُ مَفخرةً.. إنَّها فترةٌ مظلمةٌ في مختلف المجالات، والمجتمع معرضٌ للانقراض ومهدَّدٌ بالعيش خارج التاريخ والحياة، ﴿وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ﴾، فحقًّا إنَّها لمهمة شاقة حينما يواجه النبي مثل هذه الجهل والتخلُّف والتعصُّب والفساد الجمعي المُطبق..

لمَّا نادى النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- الأكمل بالإسلام وصدع بما أمره به الله السَّلام، استجاب له الأحداث(الشباب) مِن الرجال أولهم أميرهم علي، والضعفاء من الأنام، فعظُم ذلك على الكُبراء والزعماء والسادة من قومه، لأنَّهم رأوا أنَّ مصالحهم القائمة على عبادة الأوثان والأصنام مُهدَّدةٌ بالخطر والزوال فنكروه وأجمعوا على مُخالفته وعداوته وإيذائه ومُحاربته.

وبدأت الحربُ، فبينما كان محمدٌ هو الصادقُ الأمين أصبح الكذَّاب الساحر المجنون المُفرِّق شاقِّ العصا وأتباعه هم السفهاء أراذل القوم بَادِيَ الرَّأْيِ..!!!، وتتصاعد الحرب لتنال أتباع محمدٍ العُزَّل بالتعذيب والتنكيل ومصادرة ممتلكاتهم ومُطاردتهم ومُحاصرتهم ومُقاطعتهم.. وتتصاعد الحرب بالتعرض للنبي بالذات والاعتداء عليه؛ فأبو لهب يرمي النبيّ بالحجارة، وزوجته تضع في طريق الرسول الأشواك والنار، وأحد الكفَّار يشجَّ رأسه الشريف بالقوس وغيرها الكثير.. أمَّا السخرية والاستهزاء والتقريع فحدِّث ولا حرج، وكان النبيّ يقابل كلّ ذلك بالصبر والحلم والأناة وقلبٍ مشفقٍ رحيمٍ، ومنطقٍ قائمٍ على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى، وليس بمنطق التكفير والسُباب والسيف والتفجير كما يفعل أئمة الجهل والتكفير..

 وتتصاعد الحرب فتتحالف قريش مع الخارج، مع اليهود وغيرهم لإطفاء نور الله، لكنَّهم فشلوا لأنَّ الله يأبى الا أنْ يُتم نوره ولو كره زعماء وسادة وواجهات قريش، فانتصر النور على الظلام، والعلم على الجهل، والفضيلة على الرذيلة، والسَّلام على العنف، والحقيقة على الخُرافة..

المَبعثُ النبوي والمنهج المحُمدي كان ولا يزال حاضرًا في ضمير علمائنا العاملين وفي طليعتهم الأستاذ الصرخي الذي حظي بكرامة وشرف الولادة في يوم المبعث النبوي الشريف، فكان امتدادًا لمنهج جدَّه رسول الإنسانية والرحمة، منهج الوسطية والاعتدال والفكر والأخلاق والإنسانية والرحمة والسَّلام، داعيًا الجميع الى العمل بمنظومة القيم والأخلاق النورانية المحمدية بعد الاطلاع على سيرته الوضَّاءة،

 ومنها ما تضمنها مشروع (السلسلة الماسية في نصرة الصادق الأمين و سيرته القدسية) الذي طرحه المُحقق الأستاذ منذ سنوات فانطلقت هذه السلسلة اسهاماً في الدفاع عن النبي الأكرم و إحياءً لسيرته وتعريفًا بعظمة أخلاقه و شخصيته، هذه السلسلة تتبنّى تشجيع الكتابات ردّاً على من يحاول تشويه سيرة النبي الأكمل، وقد رفع الأستاذ الصرخي وجسَّد شعار (محمد قدوتنا.. محمد يجمعنا.. محمد يوحدنا)، فما أحوجنا اليوم الى تجسيد هذا الشعار الذي يحقن الدماء، ويصون المُقدسات، ويُعمر الأوطان، ويسحق التكفير والتطرف والارهاب، فيعم السلام.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !