مواضيع اليوم

الميول العدائيه لدى البشر ..الأسباب والنتائج!؟

صادق البصري

2009-03-10 20:31:21

0

الميول العدائية لدى البشر ..الأسباب والنتائج

  

 

 

يدعي كثيرون من العلماء انه لدى البشر  كما انه لدى كل الحيوانات ميل موروث  للمقاتلة أو على الأقل  ميل للقيام بسلوك عدائي ، ويقدم  هؤلاء العلماء عادة هذا الميل  إلى المقاتلة الذي يزعمون انه أمر طبيعي على انه السبب  الأهم للحروب ويخلصون بعد ذلك إلى القول بان الحرب  أمر لازم ولا يمكن تجنبه  وذلك لصدوره عن هذا الميل  الفطري ، ومعنى هذا الذي يدعون إن الإنسان إنما يقاتل للمقاتلة ذاتها . ولكن معظم العلماء لحسن الحظ يرفضون هذه النظرة ، على الرغم من إن بعض الناس العاديين يحتفظون  بها , هذا ويجب  إن نعترف بأننا لا نملك تجارب دقيقه صحيحة تعيننا على  التأكد من فطرية هذا الميل أو عدمها ، وكل ما نملكه ملاحظات ولكنها ملاحظات لا تشجع على القول بفطرية هذا الميل ، أنها على العكس تدعو المتأمل فيها إلى الاعتقاد بان الميل للمقاتلة إنما ينشأ  عن واحد من سببين ..

 

 1- منع  المخلوق من ارضاءحاجاته الطبيعية 

2-  تربية المخلوق بشكل يقوده إلى المقاتلة ..

  

وهنا نلاحظ إن معظم المخلوقات  إنما تقاتل  من يهدد حياتها تهديدا جديا يحول بينها وبين قضاء حاجاتها الطبيعية كالطعام والشراب  والصلة الجنسية  ,,كما نلاحظ الرجع الطبيعي  البسيط على الوقوف في وجه هذه الحاجات  هو هيجان الغضب   ,, ولكن ما يعترضنا  هنا هو التساؤل عما إذا كان الغضب هو الذي يقود إلى المقاتلة أو انه وجه من وجوه الميل إلى المقاتلة ,,والحق إن البشر حين يمنعون من قضاء حاجاتهم يغضبون ويقاتلون من يحول بينهم وبين قضاء هذه  الحاجات ,, أضف إلى ذلك إن البشر كثيرا ما يتوقعون إحباط مساعيهم قبل إن يحدث هذا الإحباط فعلا..ولذلك  فكثير ما  يقاتلون نتيجة لحرمانهم من قضاء حاجاتهم الطبيعية أو إمكانية  حرمانهم من قضاء هذه الحاجات ,,ولهذا فكثير ا ما نشعر بالعداء نحو أشخاص أو أحوال  لم تحرمنا بالفعل من قضاء حاجاتنا ,,وحينئذ نرى انه لامناص  من إرجاع  هذه الأسباب  إلى المحيط والظروف المحيطة بما في ذلك الظروف التربوية,,

وهنا  لابد إن نلاحظ  انه لوكأن القتال امرأ فطر عليه الإنسان لوجب إن يكون عاما بين البشر من جهة وبين الحيوانات الثديية من جهة أخرى,, ولكننا نلاحظ إن هذه الحيوانات  إنما تقاتل  للقضاء على جوعها  أو عطشها  أو ميلها الجنسي  أو حين تهدد عضويتها  أمور تقود إلى مثل هذه الأحوال ,,ولذلك يمكننا إن نقول إن الحيوانات الضعيفة إنما تقتتل بغية إرضاء الحاجات وأهمها الحاجة إلى الطعام ,,إما عند البشر لدينا  عينتين من قبائل بدائيه لتكونا موضوع دراستنا  ولإثبات  أسباب الميول العدائية  عند البشر ..وهي دراسة واقعيه تصدى إليها كبار علماء النفس والمختصين في تلك المجالات الحيوية لما لها من أهميه  في  دراسة تلك الميول  والخروج بنتائج لمعالجتها  ووضع القواعد الأساس  للحد منها اجتماعيا ,,

 

 قبائل الارابش

 

 

وهي قبائل  موجودة في غينيا الجديدة  إن العمل بالنسبة لهذه القبائل  أمر تعاوني  إما الحرب فأمر يكاد يكون مجهولا ,, وحاجة هذه القبائل الوحيدة للزعيم  هي تزعم الاحتفالات الكبرى التي لأتحدث أحيانا  إلا مره  في كل سنتين ..وهي بعد تحتاج الزعيم للتسلية والتهريج والترفيه عنها ,,وهذه القبائل تتمتع بحياة وادعه  رافهه وذلك لان الطعام والشراب  موفوران  واللهو والغناء شائعان ولذلك فهم يعمدون  إلى إجبار من يتوسمون  فيهم الخير في تزعمهم من وقت إلى أخر  وبشكل دوري للقيام بهذه الاحتفالات التي تسرهم سرورا بالغا يجعلهم حريصين على تكرارها ,,وقد لوحظ انه ما من فرد في هذه القبيلة يقبل عن طيب خاطر إن يكون زعيما ,كما لوحظ أنهم  يصدون عن إن يكونوا رجالا  عظماء  وذلك لان الرجال العظماء عندهم يتحملون مسؤوليات كبيره إذ إن عليهم  إن يغنوا وأن يتحدثوا بصوت عال وأن ينظموا ا الاحتفالات وان يجهدوا ا في الترفيه  عن زملائهم وكلها أمور يعتبرونها مزعجه لدرجة أنهم لا يقبلونها  أو لا يقبلون الاضطلاع بها إلا إذا قسروا على ذلك  ,,وهكذا تكون الزعامة في قبائل الارابش امرأ مكروها  وفي هذا دليل على انه في هذا المجتمع المتصف بالتعاون العازف عن الملكية  المتوفرة فيه أسباب اللهو والمرح  يعزف الناس عن محاولة السيطرة على الآخرين ولا يعمل الفرد على التحكم في من حوله ,,

إذن عند قبائل الارابش  والتي لا تظهر  ميلا  للمقاتلة إلا نادرا وبشكل ضعيف جدا ,ولو كان الميل إلى العداء والمقاتلة  فطريا لوجب إن يكون عاما ..و لا يعتقد العلماء المختصون إن الإنسان المسالم  الذي يعيش في دعه وأطمأنان  مع أمثاله من البشر ميال بفطرته إلى مخاصمتهم ولا لشيء إلا لأجل المخاصمة نفسها ؛ وهنا يرى العلماء إن يسجلوا   نتيجة لما لا حظوه عند هذه القبائل المسالمة من جهة وفي المجتمعات الراقية من جهة أخرى ميالون  للاعتقاد بان العكس صحيح وان الإنسان ميال بفطرته إلى التعاون والمسالمة  أكثر من ميله إلى المقاتلة والخصام  ,صحيح إن بعض المجتمعات الابتدائية تتصف  بالعداء والمقاتلة اتصاف  قبائل الارابش بالمسالمة والتعاون ولكن دراسة هذه القبائل توحي بأن التنظيم  الاجتماعي فيها هو الذي يؤدي  بأفرادها إلى ألمخاصمه الشديدة  ونضرب مثال أخر من القبائل  تختلف في السلوك ولاتختلف في الخلق.

 

 

قبائل المندغمور

 

 

 

 

وهي قبائل تعيش أيضا في غينيا الجديدة,,تأكل اللحوم البشرية وتتصف بالشراسة وكثرة الميل للمقاتلة  ..ولكننا إذا أمعنا النظر في حياتها وجدنا إن في الإمكان إرجاع هذه الصفات إلى تربية الطفل الوليد فيها ,!

1-الإباء في هذه القبيلة لا يرغبون في الأطفال ومعنى ذلك إن الأطفال يولدون في مجتمع معاد لهم

2- العداء مستحكم دوما بين إلام والأب في هذه القبائل وبشكل واضح للطفل

3-التنظيم الاجتماعي في هذه القبائل يجعل كلا من الأب وإلام شخصين قاسيين دائمي الخصام والتنافس  والحسد والتلهف على الانتقام أو تبادل الاهانه والمضاربة .

4-  طريقة إرضاع الطفل الوليد وتربيته تؤدي  دوما إلى دوام المقاتلة فالأمهات  يرضعن  أطفالهن وهن قائمات  وفد لوين أيديهن بشكل يوقف الطفل القائم وإذا سندنه  فإنما يسندنه بيد واحده  وما من أم في هذه القبيلة تشعر بالسرور  في إرضاع  وليدها  ولذلك فهي لأتسمح للطفل إن يطيل  مدة رضاعته فهو إنما يعطى الثدي لكي يسكت  ومتى توقف عن الرضاعة ولو قليلا  حرم من الثدي حالا  ولذلك يحرص الطفل إن يمتص اكبر كميه من الحليب  في اقصر وقت ممكن  كما يحرص على إن يبكي  ويقا تل  في سبيل الحصول على غذائه

 والطفل بعد ذلك يحفظ في قفص هو اقرب إلى السجن منه إلى السرير  وهذه الأسباب مجتمعه تجعل  الطفل  يتخذ موقفا عدائيا من أمه كما تجعله يتمسك بالثدي بأقصى قوته  ولذلك  فهو كثير  ما يعض الثدي فيعرض نفسه للضرب المبرح ,,وهكذا تكون عملية التغذية  منذ فجر الطفولة  عمليه خصاميه عدائيه  , وأخيرا فان الطفل لا يكاد يشب عن الطوق حتى تعلمه أمه  إن كل الرجال بما فيهم أبوه ا خصام جنسيين له ,وختاما فان أبوي الطفل  يربيانه لكي يعيش في هذا المجتمع المعادي  أي إنهما يربيانه على القتال والمخاصمة  ..وهكذا نستخلص مما رأينا ه عن فبائل الارابش والمندغمور  إن الإنسان إنما يولد بدوافع فطريه وحاجات فيزيولوجيه  لابد له من إرضائها  فإذا استطاع إرضائها  دون إن يصطدم بالآخرين  كان مسالما  ميالا إلى التعاون إما  إذا تحتم عليه إن لايرضيها إلا عن طريق  المزاحمة والمقاتلة كان لابد له  من المزاحمة والمقاتلة ..

وأنه لمؤسف حقا إن يولد معظمنا في مجتمعات لابد لنا فيها من المزاحمة والقتال فينشأ  عليهما ..بل إننا كثيرا ما ننتقل من المزاحمة والمقاتلة من اجل إرضاء الحاجات إلى المزاحمة والعداء والمقاتلة من اجلهما نفسيهما..!!؟.

 

 

 

 

 

      صادق البصري

7/12/2009 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !