الميدان الفكري الديني
منذ فترة ليست بالقصيرة والفكر الديني بين تيارين تيار وسطي وتيار متطرف ، الفكر الديني عبارة عن منظومة من الأفكار والمعتقدات ذات الطابع المُقدس، فلكل مجتمع فكره الديني الذي ورثه من اسلافه فعمر الأديان الآف السنين وليست وليدة اليوم، فالاديان يقوم عليها شخصيات يُسمون برجال دين وفقهاء وظيفتهم حماية الدين وجعله متصالحاً مع المجتمعات هكذا يقول الفلاسفة ومنظري الحياة المدنية، لكن الواقع التاريخي والمرحلي يقول لنا عكس ذلك! فرجال الدين يقفون ضد التصالح والانسجام بين الدين والمجتمع فالثورة الفرنسية لم تكن لتحدث لولا تسلط رجال الدين والكنسية والعنف الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي ونضيراتها من الأديان والمذاهب والتيارات ذات الطابع الديني غايته كما تقول تلك الجماعات حماية الدين من العلمانية والتغريب والتمييع وحمل الناس على الإيمان وفق ادبياتها!
لو تأملنا قليلاً في التاريخ لوجدنا أن المجتمعات تعاني من تسلط الفكر الديني بصور مختلفة وبدرجات متفاوته، الدين ليس أداة تسلط ولا وسيلة لترويض المجتمعات هو منظومة تضبط الفضاء المجتمعي وتنظم العلاقات الجماعية والفردية وفق توجيهات ربانية، هكذا الدين وكهذا فهم الأوائل الدين لكن لأسباب سياسية تحول الدين لأداة يستخدمها الجميع لتحقيق مصالحهم الدنيوية !
الدين لا يقف ضد المجتمعات المشكلة ليست في الدين وخصوصاً الدين الإسلامي بل يقف مع المجتمع، المشكلة في فهم الدين ففهم المجتمعات للدين بشموليته نتج عنه تطبيق خاطيء فالفهم الخاطيء يقود إلى التطبيق الخاطيء وبالتالي فإن المجتمعات تورث ذلك الخطأ للأجيال وبالتالي يُصبح الخطأ مُقدساً مع مرور الزمن..
الميدان الفكري الديني كقميص يوسف ممزق في الخيال أما في الواقع فيقول عنه غالبية الناس أنه مجرد كذبه فلسفية، الميدان الفكري الديني ليس كذبة بل حقيقة فهناك مؤلفات وبحوث لامست الغشاء الخارجي لذلك الفكر ولم تصل للب الميدان الذي ينو بآراء وتنظيرات وتفسيرات جُلها لم يعد يتناسب مع المتغيرات التي تعيشها المجتمعات خصوصاً المجتمعات المسلمة التي تؤمن برأي وتمارس نقيضه..
التعليقات (0)