المولد.....
المولد وما ادراك ما المولد .. عاشت مصر المولد لقرون طويله فالمولد جزء لا يتجزء من التراث الشعبي المصري بل والمولد أيضا مسكنه في الوجدان المصري لأن المولد هو كرنفال البسطاء ومهرجان العامه ومنتجع الفقراء حتي ان الامثله الشعبيه المصريه حفلت بكلمه مولد وكذلك الفكاهه والدعابه المصريه ايضا دخلت فيها الموالد....
المولد كلمه عميقه جدا لدي المصريين فهو ان كان لدي الطرق الصوفيه القائمه عليه يعني احتفال واحياء ذكري وحلقه ذكر ومصدر دخل فهو شيئ أخر بالنسبه للاخرين ….
فهناك فئات عديده امتهنت التربح من المولد كالباعه الجائلين وأصحاب الفروشات وباعه الحمص والحلوي التي اشتهرت بها الموالد ثم أصحاب السيركات والمسارح والملاهي حتي تجار المخدرات والنشالين كل هؤلاء ينتظرون المولد علي أحر من الجمر لأن ما يوفرونه من ربح المولد ينفقون منه لأشهر طويله علي أسرهم....
أما الناس فلا تذهب كلها الي المولد للانضمام الي حلقات الذكر أو ايفاء النذور أو التبرك بصاحب المولد ولكن الفقير المعدم المولد بالنسبه له يوازي منتجع مارينا بالنسبه للوزير لأن المولد هو أخر ما تستطيع يده أن تطال وأخر ما يمكن أن ينفق قروشه القليله فيه أو حتي لا ينفقها.....
اليوم صدرت قرارات حكوميه بعدم اعمار الموالد هذا العام وحتي تكون للمنع مبررات تم تبرير القرار بالتخوف من انتشار وباء انفلونزا الخنازير لسهوله انتشاره وانتقاله في التجمعات....
هذا القرار الذي بمجرد أن صدر حتي تلقفته الأقلام بالشرح والتحليل وذهب كل الي مذهبه حتي أن البعض أرجع الأمر الي أن الدوله تريد أن تحجم الطرق الصوفيه وأن هذا القرار ضربه في الصميم لحرمانها من مصدر هام للدخل …..
ولكن للأمور حقيقه مختلفه …..
وقبل أن نستوضحها نتبين نقطه مهمه في هذا الأمر وهي علاقه الطرق الصوفيه بالدوله الأن ….
الطرق الصوفيه تعيش أزهي عصورها منذ عقد من الزمان والدوله تفسح لها المجال كاملا للانتشار والتحرك في جميع الاتجاهات بحريه تامه.....
فمع انتشار التيار السلفي الوهابي كما يسمونه وتعظم دور الاخوان المسلمون في الدوله لم تجد الحكومه أفضل من التيار الصوفي ليكون حائط صد في مواجهه تلك التيارات لما له من تواجد قوي ونفوذ وأتباع بالملايين في كل فج عميق علي أرض مصر ولكن سمته الاعتدال والتصوف والذهد فيسرت له السبل وازالت عنه المعوقات .. والطرق الصوفيه تملك من الاتباع شتي الصنوف بدءا من الجهله غير المتعلمين وحتي اساتذه الجامعات والعلماء بالمثل كما في الاخوان المسلمين ويزيد ..
ولمن لا يعتقد في هذا الكلام سوف تثبت انتخابات مجلس الشعب القادمه ظهور مرشحين مدعومين من التيار الصوفي مناوئين للمرشحين المدعومين من التيار الاخواني وهذا ما أدركه التيار الاخواني منذ فتره فبدأ في مهاجمه ثوابت الصوفيه ومحاوله اثبات خروجها عن الشرع والدين وتأليب الناس لترك وربما هدم الأضرحه لأنها ليست من الدين وأن حلقات الذكر ماهي الا بدع وضلالات ولكن مع الهجوم الاخواني يتماسك التيار الصوفي أكثر ويكتسب أعضاء جدد من البسطاء لما يروه من بساطه وسهوله وزهد في الصوفيه......
نعود الي الموالد فموضوع انتشار وباء انفلونزا الخنازير بواسطه التجمعات في الموالد "حجه الدوله" لو كان صحيحا لكان ذلك يعني أن الوباء انتشر وتغلغل بالفعل في مصر وكنت تري الناس يرتدون الكمامات في الشوارع ولكان قد تم اغلاق دور السينما والمسرح وتعطيل المترو و وسائل النقل الجماعي …..
ولكن السبب الحقيقي يختلف فمنذ عده أيام أعلنت وزاره الداخليه عن ضبط تنظيم ارهابي كان يخطط لضرب السفن العابره للقنال وتفجير خطوط أنابيب البترول وكان هذا التنظيم علي علاقه ببعض التنظيمات الفلسطينيه وأنه تم اجهاض مخططاته ….
هنا يكمن السبب الحقيقي وهو التخوف من احداث تفجيرات في التجمعات البشريه في الموالد لاحداث نوع من البلبله والانتقام من الداخليه واظهار مصر في هذه الفتره بالبلد غير المستقر أو الذي يحتاج الي قياده جديده …
وهو حق مشروع للداخليه اسمه الأمن الاستباقي أو الأمن الوقائي ولكن التوسع في هذا النوع من الأمن الوقائي يحول البلد الي بلد وقائي ولكن أيضا ربما يكون الغاء الاحتفال بالمولد هذا العام فقط للصالح العام …..
مجدي المصري
التعليقات (0)