تحتفل الأمة الإسلامية اليوم بمولد الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم خير البرية ، وهو إحتفاءٌ بنور الله الذي أضاء سماء البشرية ذات يوم ، وما انطفأ بعدها أبدا وفي ذلك قال تبارك وتعالى : (( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون)) ..
رحل محمد جسدا وبقيت روحه خالدة مادامت حياة البشر مستمرة على وجه المعمورة .. ولد محمد ومات لكن لم يمت ذكره لأن سيرته شملت أسمى معاني الإنسانية وأبسطها وأنقاها ، وظلت تراثا أخلاقيا ينهل منه القريب والبعيد ..
محمد الرسول الأمي ، والنبي الإنسان ، الذي قرن إسمه باسم الرحمان ، في مشهد ليس غريبا على المولى العظيم الحكيم الذي يضع سره في أضعف خلقه ، وأكثرهم زهدا في الدنيا وزينتها ، وأشدهم يقينا بوجود رب رحيم أكبر من أن يُختزل وصفه في عدة جمل وكلمات ..
محمد الذي وقف عمه أبوطالب على رأسه يبلغه عروض (أشراف العرب) ، واستعدادهم لبذل العطاء الجزيل ، وترشيحه لأن يكون سيدهم وسيد العرب ، على أن يترك ما يدعوا إليه ، فرد عليه بأدب ليس بالغريب على سيد الأحرار والصادقين : (( والله ياعمي لووضعوا الشمس عن يميني والقمر عن شمالي على أن أترك هذا الأمر ماتركته)) ..
محمد الذي عانى في حياته الأمرّين لأنه خرج عن ناموس القبيلة ، وأحدث دينا يتساوى فيه الأسياد بالعبيد ، والرجل بالمرأة في حقهما بالحياة ، وما أثنته معاناته عن عزيمته في تبليغ رسالة ربه ونشر تفاصيلها على العالمين ..
محمد الذي يمخر إسمه عباب السماوات مع كل نداء لجمع الناس ورص صفوفهم ، ويكفيه شرفا توحيدهم ، لأن أصعب شيء على الإطلاق في دنيا البشر هو توحيدهم ..
محمد الذي لاتكفينا تعابيرنا المتواضعة لوصفه خُلقا شريفا وسيرة عطرة ، ويكفينا فخرا أننا من أتباعه نحبه على ضوء ما بلغنا عنه ، على أمل رؤيته ومجاورته في الجنة مع الصديقين والشهداء والنبيئين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .. آمين يارب العالمين.
فهنيئا للأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف .. المولد الخالد والمتجدد .. أعاده الله علينا بالسلم والسلام والأمن واليُمن والخير والبركات.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)