رفض رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري رسالة من رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين للتهنئة بالعام الميلادي الجديد، حيث استهل ريفلين رسالته بالعبارة التالية: "من مدينة القدس المباركة، عاصمة إسرائيل، أود أن أتقدم منك، ومن زملائك أعضاء البرلمان وشعب بلدكم، بأطيب أمنياتي بحلول العام الجديد"، وجاء في متن الرسالة: "أن هناك معاداة للسامية ومحاولات لنزع الشرعية عن إسرائيل في المجتمع الدولي، إضافة إلى هجمات إرهابية لحماس وحزب الله على المدنيين الإسرائيليين، إلى جانب البرنامج النووي الإيراني والدعوات إلى تدمير إسرائيل، مروراً برفض الفلسطينيين استئناف مفاوضات السلام المباشرة، وصولاً إلى الربيع العربي الذي ما زال مستقبله غير مؤكد". ويأسف رئيس الكنيست الإسرائيلي رفض الجيران قبول إسرائيل، باعتبارها دولة للشعب اليهودي، ومحاولات اضعافها من الداخل، مع إثارة الشكوك حول ما إذا كانت إسرائيل ديمقراطية أو يجب أن تكون دولة يهودية.
السيد طاهر المصري رفض تسلم الرسالة، وسارع إلى إبلاغ وزير خارجية الأردن ناصر جودة بالرسالة، منتقضاً مضمونها، وتجاوزها للأعراف الدبلوماسية في المخاطبات الرسمية بين الدول. وعلى الفور استدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمان، دانيل نيفو، وأبلغته رفضها للرسالة لأنها تضمنت مغالطات تاريخية وسياسية.
وإذ نشكر الموقف الوطني للسيد طاهر المصري، لابد من تناول أهداف إسرائيل من وراء إرسالها...؟
قد يكون الهدف الرئيسي من وراء الرسالة هو استكمال حلقات تهويد القدس، فبعد أن أنجزت إسرائيل معظم مخططاتها لتهويد المدينة المقدسة من الداخل، بدأت بفرض وقائع جديدة على الخارج، واختارت البداية من الأردن لارتباط عمان التاريخي والجغرافي بالقدس، فعمان تبعد 80كم عن القدس، واستشهد من أجل القدس مئات الجنود الأردنيين، ولم تبخل الأردن يوماً من رعاية المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى ومديرية الأوقاف فيها.
فأرادت إسرائيل أن تستكمل حلقاتها حول القدس، وأن تعزلها عن محيطها العربي والإسلامي، بعد أن مارست أقسى العقوبات ضد سكانها ومعالمها التاريخية، وخلال الأسبوع المنصرف فقط بدأت إسرائيل بالترويج عبر وسائل إعلامها حول اتهام مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين بأنه يحرض على قتل اليهود، وهو ما نفاه الشيخ حسين، وتريد إسرائيل من وراء اتهامها هذا من أجل ترحيل نخب ومشايخ القدس عن المدينة المقدسة، وهذا بات واضحاً، فبالأمس قامت إسرائيل باقتحام خيمة الصليب الأحمر الدولي واختطاف النائبين عن كتلة التغيير والإصلاح محمد طوطح ووزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة بعد اعتصامهما لمدة عام ونصف في مقر الصليب الأحمر لرفضهم قرار تهجيرهم من القدس، وهذه جريمة إسرائيلية وانتهاك صارخ للأعرف الدولية، وعلى الصليب الأحمر أن لا يبقى صامتاً لأن اقتحامه من قبل المستعربين الصهاينة هو مخالف للقوانين الدولية، وهي ليست المرة الأولى التي تنتهك بها إسرائيل حرمة تلك المنظمة الدولية وإنما سبق وأن اقتحمت خيمة الاعتصام واختطفت النائب أحمد عطون واعتقلته لأيام ثم قامت بترحيله إلى الضفة الغربية، ونتيجة للصمت العربي والإسلامي تمادت إسرائيل وأصبحت تفعل ما تريد، حتى وصل بها الأمر إلى إرسال رسالة بهكذا مضمون إلى الأردن والتي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل.
التعليقات (0)