مواضيع اليوم

الموقف العربي من سوريا

غازي أبوكشك

2011-12-15 16:06:02

0

 كيف تنظر لتغيير الموقف العربي من احداث سورية?



 "كيف تنظر لتغيير الموقف العربي من احداث سورية?! ساهم في هذا الحوار عدد ممن ينتمون الى شرائح مجتمعية متنوعة في العالمين العربي والاسلامي. وتاليا بعض المشاركات:
قال رئيس تحرير المحرر في استراليا فؤاد الحاج إذا كان المقصود كما هو واضح من السؤال تسارع وتتالي الأنظمة في إعلان استنكارها وسحب بعض السفراء والدعوة إلى وقف آلة القتل كما يقولون, فهذا ليس موقف تلك الأنظمة, فهم ينفذون أوامر أسيادهم في المحافل المعروفة, الذين يريدون استغلال تلك الدعوات في اتخاذ قرارات في المحفل الدولي المسمى هيئة الأمم المتحدة. وتجدر الملاحظة هنا أن كلامهم الظاهر فيه حق ولكن باطنه موجه إلى حكم الملالي في إيران لأن أمريكا في مأزق اقتصادي كبير لن ينجيها منه إلا الحروب الخارجية كي لا تنفجر من الداخل.
وفي الوقت نفسه فإن تلك الدعوات هي من أجل الضغط على النظام في سورية وأقصد رئيس النظام الرئيس بشار الأسد كي يسرع عملية القضاء أو احتواء الأنظمة الحاكمة في سورية لأنه يوجد في سورية أربعة أو خمسة أنظمة تتحكم في رقاب العباد والبلاد وهي التي تسمى بالأجهزة الأمنية, وهذه من الصعب القضاء عليها لأن نظام الرئيس بشار هو أضعفها قدرة على التحكم والسيطرة.
من جانبه قال الكاتب الفلسطيني الراحل  داعس ابو كشك المطالب المحقة للشعب السوري, والتي أكد أحقيتها الرئيس السوري, كما يؤكد عليها الإعلام السوري الرسمي, والعمل جار على تطبيقها بشكل أو بآخر. ثانيها: الموقف الدولي الذي يحاول أن يبتز سورية, وان يقتنص الفرصة لينتزع منها تنازلا أو تراجعا في المواضيع المطروحة عالميا: العلاقة بإيران, دعم المقاومة في لبنان, دعم المقاومة في فلسطين. ثالثها: المجموعات المسلحة المرتبطة بجهات خارجية, تعمل على تحويل الحراك الشعبي والمطالب المحقة إلى ثورة مسلحة وأعمال دموية, كما ينتج عنها نتائج مؤلمة. رابعها: الخطأ والتسرع في معالجة بعض الأخطاء العملية على الأرض, مما يوحي أن الأمور هي أضخم بكثير مما هي في الواقع.
ومهما يكن من أمر, فان الموقف السوري المميز في موضوع المقاومة وفلسطين والممانعة يبقى هو الأفضل بين كافة الدول العربية, ويبقي الحاجة الماسة للمقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة... ولكن هذا الموقف المميز لا يكفي وحده لتحصين الوضع الداخلي الذي يتطلب إصلاحات سريعة وجذرية ملموسة على صعيد الحياة اليومية المعيشية والحرية السياسية والتحول نحو التعددية السياسية وما إلى ذلك من مطالب محقة.
من جانبه قال د. مروان هائل المقيم في لندن ان الاحداث في سورية مقلقه للغاية وخطرة والعرب دائما اخر من يصحو.. وصحوتهم المتأخرة لم تكن وليده الصدفة وانما بعد طول انتظار ودعم مخفي لبعضهم بعضا من وراء الكواليس لان احوالهم على قدر كبير من التشابه والكل خائف من اعلان المواقف المعارضة من بداية الاحداث لان كل واحد فيهم يعرف خبايا الاخر ولكن حينما تبدأ بوادر قوة الشعب وثورته وارادته بالظهور ودخول الرأي الدولي على الخط ويبدأ الثور بالضعف حينها تظهر سكاكين القادة العرب ومواقفهم.
من جانبه قال المشارك من السعودية ابراهيم اسماعيل كل الدول العربية, من دون استثناء, مطالبة باصلاحات واسعة تعطي مواطنيها حقوقهم الوطنية كاملة غير منقوصة وبصورة عادلة ومن اهمها التوزيع العادل للثروة والتداول السلمي للسلطة; وعليه غريب جداً ان تقوم قيادات هذه الدول بمطالبة بعضها بالإصلاح! من جانبه رأى الكاتب السوري زياد هواش إذا اتفقنا على أن ما يجري في سورية العربية, هو محض (ثورة شبابية سلمية سياسية), داخلية, تريد إحداث تغيير في بنية المؤسسات السياسية في الدولة, باتجاه الحرية والديمقراطية وسيادة القانون.
هذا يعني أن هذه الثورة تعبّر تماما عن إرادة التغيير الداخلي الواعي, لشرائح الشباب العربي الحرّ, في الجغرافية العربية كلها. وهذا يقود بالضرورة إلى أن تأييد الثورة الشبابية السلمية السورية ذات الأهداف السياسية, سوف يأتي من أنظمة تتمتع بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون. في حين يجب أن تشكل هذه الثورة, لشرائح الشباب العربي تحت حكم الأنظمة الملكية الأسرية, أولا, دافعا للخروج الفوري إلى الحراك الثوري, في عواصم بلدانهم, ذات المؤسسات السياسية المتخلفة والمهترئة, اقله للانتقال إلى (النظام الجمهوري) بأبسط موازين المنطق السياسي والاجتماعي.
إذ كيف يمكن تخيل النظام الأسري الملكي السعودي, أو بقية إمارات الخليج العربي, أو نظامي الأردن والمغرب العربي الملكيين المقدسين, وهم يخرجون لنصرة الحرية والديمقراطية في دمشق, وليس في الرياض والكويت والمنامة وعمان والدار البيضاء..!! هذا يدخل في منطق العيب الأخلاقي والإنساني والحضاري, والاستهتار البشع ب¯ (شعوبهم نفسها) التي يحكمونها عبر الدولة البوليسية الأمنية المتوحشة, هم أيضا. إلا إذا كانت هذه الأنظمة مجرد (أدوات استعمارية) تعمل وفق الأجندة الأمريكية, وهم جميعهم كذلك. لم يتغير الموقف العربي من الأحداث في سورية , بل ليس للأنظمة الملكية العربية كلها أي رأي في الأساس, بل هم أبواق إسرائيلية وأمريكية, تتلقى تعليماتها من "لا نغلي".
من جانبه قال المشارك العراقي مؤيد داود البصام من خلال اطلاعي منذ بدأت الازمة السورية وليست أزمة الشارع العربي في الشقيقة تونس ومصر العزيزة, والشارع العربي متمثلا بمثقفيه منقسما على نفسه, ولم يستطع هذا الانقسام بين فئة تعتبر نفسها نخبة أن تعطي رأيا يستبق او يفسر الاحداث, وهو ما يدلل على ضعف ثقافة النخبة وانحيازها لمصلحتها الخاصة على حساب مصلحة الجماهير التي يجب ان تكون ممثلة لها في الدفاع عن مصالح هذه الجماهير, فلحد الآن السجال دائر بين من يؤيد النظام السوري ومن يقف ضد النظام السوري, وكأن المسألة هي النظام السوري, وليست القضية الأعم والأشمل قضية الامة العربية وحركتها التحريرية التي وصلت الى ادنى مستوى من المأساة, على ايدي حكامها واحزابها والحركات السياسية, المشبوهة وغير المشبوهة, فلحد هذه اللحظة لم يفرق المؤيدون للحركات التي سارت فيها الجماهير المضطهدة والمظلومة في الشوارع تطالب بحقوقها المهدورة عبر عشرات السنين, من حكام مستبدين واستكبار من دول استعمارية, وبين قيادة هذه الأنتفاضة للمسحوقين من قبل قاتليهم وسدنة التآمر عليهم, والأمر واضح وبين وممكن الاطلاع عليه من خلال تصريحات وحركات وتصرفات القوى الامبريالية والصهيونية, وممكن الرجوع الى تقرير مساعد وزير الخارجية الامريكية المنشور على موقع الكونغرس الامريكي وفي مواقع كثيرة يقول فيه (ليس ترجمة حرفية) لقد وجدنا ان القاعدة وطالبان استفادوا من الانترنت الذي هو اختراعنا واستخدموه ضدنا, ونبهنا لذلك, ان مهندس في دولة تاغوتا الأفريقية عاطل عن العمل اقام موقع وخلال فترة بسيطة جمع خمسمئة شخص والخمسمئة خلال سنتين استطاعوا من تنظيم مليونين للنزول الى الشارع واسقاط النظام, فتلقفنا المسألة وقمنا بتجنيد مجموعة من الشباب من مختلف الدول العربية (ويضع اسماء الدول واعداد المنظمين) وقمنا بتدريبهم وتدريسهم اللغة الانجليزية, وكيفية العمل على الانترنيت وبالذات الفيس بوك لتحشيد الناس, وهكذا كانت هذه النتائج المذهلة.
ما يمكن استخلاصه من هذا ان الدوائر الامبريالية والصهيونية بما تملكه من وسائل, لديها مجسات خوفا على مصالحها, وعندما تستشعر الخطر تسارع لايجاد مخارج لدرء الخطر, وبما انها مدركة ان الظلم اصبح لا يطاق في البلاد العربية, قامت باحتواء هذه الفورة بغياب القيادة الجماهيرية المخلصة, وعموم الفقر والجوع والتخلف في الوطن العربي, فكان للصغار الذين دائما ما يشعرون بالتقزم امام الدول العربية الكبيرة, أن اعطي لهم الدور لقيادة هذه الانتفاضات بالدرهم والدولار, ويمكن المقارنة بين ما يحدث في بريطانيا وقبلها في فرنسا, وما يحدث عندنا انها الامبريالية والصهيونية, لهما الحق أن يقلبوا الباطل حقا والحق باطلا, ولكن يبقى من يعي هذا ويصوغ نضاله على الدرب الصحيح.
من جانبه قال سالم الموسى: ان الموقف العربي مرتهن للموقف الغربي والصهيوني, دول الخليج ارسلت جيوشها الى البحرين من اجل قمع الحركة الاحتجاجية التي هي اوضح بكثير من الاحتجاجات السورية من حيث طابعها الديمقراطي, ولكن في الحالتين كان القرار تنفيذا لطلب امريكي غربي لخدمة مصالحه, هذه دول مستلبة الارادة,عميلة للاستعمار من يوم ميلادها كدولة. واذا كانت صادقة فعليها اولا تقليص الفارق الحضاري والمدني الذي يزيد على مئة عام بينها وبين النظام السوري, ومن ثم تكون دعوتها للديمقراطية صادقة.
من جانبه قال الشاعر الاردني المقيم في هيوستن عيسى القنصل لقد وقفت معظم الدول العربيه وقفة خوف اولا وحيرة وتردد..ان أية امة عربيه ترى حاكما ما لا يتورع عن قتل اهله وشعبه من اجل الكرسي والحكم لا تقف موقفا عادلا حين يأتي دورها امام هذه الحشود? لا ادري هل الصداقة بين الحكام تصل الى هذه الدرجة الا يوجد حاكم يرى ما يجري في هذا البلد الطيب ويعطي لبشار نصيحة ما?.
ان مطالب الشعب في البداية لم تر الا للاصلاح ووقف الفساد وحين بدأ القتل والاعتقالات تحولت الى مسيرات ثوريه. وقفت معظم الدول العربية تتفرج لترى اين تنتهي الامور?? بعضها تخاف ان ساندت الشعب ان يطالبها شعبها غدا ان تنظر في مطالبه هو ايضا?? والبعض الآخر خاف ان تصله هذه الظاهرة فتجاهلها.. والآن نرى مواقف عربية وصلت الى سحب السفراء والتنديد..نريد حقا جامعة عربيه تنصح الحاكم بتلبية مطالب شعبه لا قتله .
من جانبه قال الباحث السوري المقيم في كندا محمد زهير الخطيب الموقف العربي تابع للموقف الغربي والموقف الغربي تابع لصمود الشعب السوري, صمد الشعب السوري خلال خمسة اشهر امام نظام مجرم كذاب متمرس في القتل والتشبيح, ولما ادرك العالم ان نظام الاستبداد الى زوال بدأ بقراءة الفاتحة على روحه وباعداد كفنه وتابوته لدسه في مثواه الاخير نتمنى في المستقبل مواقف عربية اصيلة تنبع من قيم الاخلاق ونصرة المظلوم ورفض القتل والعنف وهي بالاصل اخلاقنا ديناً وقوميةً وحضارةً ولكن طال علينا الامد فنسينا, لا زال الموقف العربي مشتتاً ونريد ان نسمع الجامعة العربية تقول للنظام السوري بوضوح ارحل.
من جانبه قال الكاتب العراقي وليد الشالجي في اعتقادي أن الموقف العربي من أحداث سورية لم يتغير فاذا كان المقصود هو موقف الشعب العربي فان هذا الشعب من (الخليج الثائر الى المحيط الهادر) وخاصة في هذا الظرف من ربيع الثورات العربية, قلبه وجسده وأحساسه مع الشعب العربي السوري ويترقب ذلك اليوم الذي يتحرر فيه الشعب السوري من سيطرة ودكتاتورية الحزب الواحد... أما اذا كان المقصود هو موقف الحكومات العربية أغلب هذه الحكومات كانت مواقفها أيضا مع موقف الشعب السوري المتطلع نحو الحرية والديمقراطية الصحيحة والتداول السلمي للسلطة الا من بعض هذه الدول العربية من أمثال الجزائر التي لا زال رئيسها (الهرم) متمسكا بالسلطة والذي بدأ موقفه يتغير تجاه الوضع في سورية بسبب الضغط الداخلي والدولي, كذلك موقف الحكومة العراقية التي جاءت بعد (تحرير) العراق من دكتاتورية الحزب الواحد, جاء موقفها داعما للحكومة السورية ذات الحزب الواحد باعتبار أنها في تحالف مع حكومة ايران وحزب حسن نصر الله في لبنان, والذي بدأ موقفها أيضا يأخذ منحى موقف الجزائر مؤخرا.
من جانبه قال المحامي السوري رديف مصطفى الموقف العربي من الانتفاضة الشعبية في سورية موقف جيد ولمصلحة الشعب السوري ولو انه أتى متأخرا جدا من ناحية وأتى بعد الموقف الاوروبي والامريكي والتركي ثانية سورية دولة عضو في الجامعة العربية وعضو في مجلس الامن وهذا يرتب مسؤوليات متبادلة على عاتق النظام بان يحترم حقوق وحرية السوريين وحفظ كرامتهم لا قمعهم بشكل وحشي والتزامات ومسؤوليات العرب والمجتمع الدولي هي الزام النظام السوري باحترام الحقوق العالمية للسوريين ووقف العنف ونزيف الدم واعادة الجيش لثكناته وضمان حق وحرية التظاهر السلمي.
ومن مصر قال المشارك مصطفى سنجر لم يكن يوما الموقف العربي الرسمي منفصلا عن الموقف الغربي, فايماءات المواقف الغربية دائما لها انعكاساتها في أروقة الحكم العربية ومن متى كان الموقف الرسمي العربي منسجما مع الشارع وتطلعاته حتى في الموقف من الثورة السرية فنجد ان القرارات او التصريحات التي تنبهت لوجود مجزرة ترتكب في سورية لم تكن سوى صدى لتصريحات وانتقادات تعالت في الغرب وايضا في روسيا وهذا ما اعتقد انه سبب مباشر لتغييرات المواقف الرسمية.
من الاردن قال أكثم التل: نظراً لاستمرار القمع الوحشي وبشاعة تدخل القوى الأمنية المختلفة للسلطة في هذا القمع, ثم تدخل الجيش في هذا العمل (حيث رأينا أعداداً هائلة من الدبابات والعربات والأسلحة الثقيلة تدخل المدن - والتي لم يسخرها النظام أبداً ضد إسرائيل), أصبح السكوت على هذه الأعمال مثل الموافقة الضمنية عليها. لذا, كان لا بد من قول كلمة حق في دعم الشعب السوري الأعزل في محاولة لوقف هذه المجازر. ليست فقط المواقف العربية التي تبلورت, بل حتى تركيا وسنرى غيرها قريبا.
من جانبه قال المشارك الاردني بالتأكيد ليس هناك موقف عربي مستقل, فالدول العربية تدور في فلك سياسات دول الغرب وأمريكا ومصالحها وما تصريحات الدول العربية الا صدى لهمسات أو توضيح لتلميحات تصدر في واشنطن بمباركة مسبقة من تل أبيب فالذي حصل ليس تغيير مواقف وإنما تأخير باعلان المواقف والتأخير يدل على الخجل من المواقف والاستحياء باعلانها ليس إلاّ .
===========
استطلاع : مجزرة النرويج هي نتيجة الثقافة العدائية للإسلام 
باريس - خاص
أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقرّه باريس أن مجزرة النرويج هي نتيجة الثقافة العدائية للإسلام. ورأى 80 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ان مجزرة النيرويج هي نتيجة الثقافة العدائية للإسلام التي روجت لها دوائر القرار السياسي والإعلامي في اوروبا خاصة وان جهات اوروبية كثيرة تعتبر ان تزايد عدد المسلمين في أوروبا اصبح معضلة ترهق أعصاب السياسيين وتزعج غالبية الشعوب الأوروبية.
ورأى 15.2 في المئة انه ان مجزرة النروج هو عمل فردي وان الشخص الذي قام بالعمل الإرهابي هو شخص مهووس أستغل تفكيره العنصري لتنفيذ العملية التي تم التخطيط لها بدقة. أما 4.8 في المئة. وخلص مركز الدراسات العربي - الأوروبي إلى نتيجة مفادها: منذ وقوع احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 ودوائر القرار السياسي والأعلامي في الغرب تبث روح الكراهية ضد المسلمين وضد الإسلام الى حد بات بنظر الرأي العام الغربي ان أي عمل ارهابي هو من صنيعة اطراف اسلامية, كما بات كل مسلم يعيش في الغرب محل شبهة لمجرد انه يعتنق الإسلام او لأن لديه ملامح شرقية.
ورغم ادراك دوائر القرار الغربي ان ما يعملون على اشاعته سيكون له مردود سلبي جداً, ورغم كل التحذيرات التي وصلتهم من اطراف اسلامية إلا ان سياسة التمييز بقيت هي السائدة الأمر الذي شجع على تعزيز نفوذ قوى يمينية متطرفة ذات توجهات عنصرية, لا بل انه حتى الأحزاب اليمينية المعتدلة باتت تجنح احياناً الى التطرف لمجرد تقوية حضورها الشعبي في اوساط تكن العداء للأجانب وتكره كل من ينتمي الى غير المسيحية. ولهذا لم يكن مستغرباً ما قام به احد العنصريين المتطرفين في النروج الذي اثبتت التحقيقات انه ينتمي الى تنظيم ذات امتدادات اوروبية ويلقى دعماً سياسياً ومالياً من جهات عدة.
وإذا كانت ثقافة الكراهية قد دفعت بالإرهابي النرويجي الى استخدام العنف لقتل نحو مائة شخص من ابناء بلده فإن نفس الثقافة هي التي دفعت قبل فترة بصحافيين الى كتابة مقالات نفث من خلالها اصحابها روح الحقد الديني والعرقي, وهي التي دفعت بأحد رسامي الكاريكاتور الى الإساءة الى نبي الإسلام دون وازع او رادع ديني او اخلاقي او قانوني.. لا بل ان سلطات بلاده كانت تعتبر افعاله انها تدخل في إطار حرية الرأي والتعبير. ان ما حصل في النروج هو نتاج ما زرع الغرب بيديه وما المجزرة إلا بداية لأحداث أخرى ستحصل إذا لم يعمل الغرب سريعاً على اعادة بناء وأشاعة ثقافة جديدة تقوم على الإنفتاح والتسامح. 
===============
الفيتو الأمريكي ودبلوماسية أيلول الفلسطينية 
سري القدوة 
ليس بالغريب علي الولايات المتحدة الأمريكية ان تقف ضد ارادة الشعب الفلسطيني وتبدأ بإعلان حربها على شعب فلسطين الذي يناضل من أجل قيام دولة فلسطينية على أرض وطنه فلسطين.. وليس غريبا أن لا يثق الشعب الفلسطيني بالرئيس أوباما صاحب أكبر مؤامرة للكذب المعلن والوعود الجوفاء التي قدمها للشعب الفلسطيني ابتداء من خطاب جامعة القاهرة أثناء ترشحه للانتخابات الأمريكية ومروراً بوعوده الكاذبة بمناصرة الشعب الفلسطيني والاعتراف بقي¯¯ام الدولة الفلسطينية ضمن ح¯دود ,1967 وانتهاء بالحرب المالية على السلطة الوطنية الفلسطينية. فبدلا من دعم السلطة تلجأ ادارة أوباما إلى سحب الدعم المالي وتوقيفه للضغط على السلطة الفلسطينية..
هذا المنطق الغريب للسياسة الأمريكية التي تضرب عرض الحائط إرادة الشعب الفلسطيني وتدفع الأمة العربية والإسلامية إلى خيار معاداة أمريكيا وإلى حرق العلم الأمريكي في العواصم العربية احتجاجا علي سياسة اوباما التي تتنكر للحق الفلسطيني بعد أكثر من تسعين عاما من الثورة والكفاح المتواصل لشعب يريد العيش بحرية ويريد الدولة الفلسطينية.. ليعيش حراً آمناً كريماً على أرضه الفلسطينية التي اغتصبت منه عنوة وبالقوة بعد قيام دولة إسرائيل. ليس غريبا أن نعلن اليوم أننا لا نثق بالموقف الأمريكي وأن هذا الموقف بات منحاز كليا إلى إسرائيل وداعماً لها على حساب الشعب الفلسطيني وحريته.. 
ان الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع ان تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأم¯¯ن الدولي ضد عضوية فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة, غير أنها لا تستطيع أن تقف ضد نيل فلسطين مكانة دولة مراقبة في الأمم المتحدة وبات من المهم هنا أن يكون التوجه إلى الأمم المتحدة هو تحرك جاد لا مناورة.. ولعل نيل فلسطين مكانة دولة مراقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيمكننا من الحصول على العضوية الكاملة في كل مؤسسات الأمم المتحدة, بمعنى عضو كامل في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وسيكون بإمكاننا عندها أن نكون أعضاء بعضوية كاملة في كل المؤسسات الدولية .
وبات اليوم من الضروري التأكيد فلسطينيا على ضرورة وأهمية الذهاب إلى الجمعية العمومية أولا ونأخذ منها قرارات إيجابية تعطينا دفعة إلى الأمام ومن ثم نتوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
وبات من الواضح أنه لا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تتراجع عن خطوات الذهاب إلى الأمم المتحدة وخاصة بعد حملة التهديد الإسرائيلية والأمريكية ووقف المساعدات المالية الأمريكية والتهديد الأوروبي بوقف المساعدات, وهنا وفي هذه الحالة بات الوضع الفلسطيني أكثر تعقيدا في المجال السياسي حيث لا بد من تحديد الموقف وتجنيد الدعم الدولي الداعم لشعبنا في مواجهة التعنت الأمريكي والإسرائيلي وأنه يمكن للقيادة الفلسطينية أن تتوجه إلى مجلس الأمن الدولي بطلب العضوية ولو لمرات عدة في حال استخدام الولايات المتحدة (الفيتو) وأننا نستطيع أن نعود إلى مجلس الأمن 20 مرة لو اقتضى الأمر, فإسرائيل استغرق الاعتراف الدولي بقيامها عامين حتى أصبحت عضوا في الأمم المتحدة.
وفي هذا المجال أيضا يجب الاستفادة من التجارب الدولية السابقة وأنه يمكن تكرار تجربة اليابان التي توجهت إلى مجلس الأمن الدولي مرات متتالية لنيل العضوية في الأمم المتحدة ولم تيأس من استخدام حق النقض الفيتو ضد طلبها هذا.وبات من الواضح أن موقف الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية بات يتراجع متأثرا بالموقف الإسرائيلي, وأننا هنا لسنا بصدد مواجهة مع الولايات المتحدة ولكن في نفس الوقت لا بد لنا من وضع النقاط على الحروف وتحديد من هو الصديق ومن هو العدو وأن القيادة الفلسطينية لم ولن تستسلم لأي محاولة لتثنيها عن الحصول على حقوقنا المشروعة وبات المطلوب هو إحراج إسرائيل وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه احتلالها للأرض الفلسطينية.
ولعل الموقف العربي بات واضحا وموحدا تجاه التحرك الفلسطيني للأمم المتحدة حيث خرج العرب بصوت واحد مؤيد للحراك الدبلوماسي الفلسطيني, بما في ذلك من قبل كل من سورية ولبنان, واليوم يشكل اعتراف سورية بالدولة الفلسطينية مؤشرا مهما حيث تم الإعلان رسميا بأن الجمهورية العربية السورية تعترف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة وستتعامل مع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بدمشق كسفارة اعتبارا من تاريخ صدور هذا البيان.
وأكدت لبنان أيضا أنها مع الجهد الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وأن استمرار الحراك الدبلوماسي الفلسطيني على مختلف السبل الدولية وتجنيد الدعم الدولي للحق الفلسطيني حيث أن القيادة الفلسطينية ترسل وفودا فلسطينية إلى أماكن مختلفة من العالم وبات هناك تأييد واضح للموقف الفلسطيني.
ويعتبر الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والاعتراف رسميا بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة خطوة مهمة في حياة الشعب الفلسطيني وتحولا نوعيا في موقف العديد من الدول والتي تعترف بدولة فلسطينية على حدود 67 حيث إنه  في السابق كانت بعض الدول تؤكد على ضرورة تحرير فلسطين كاملة, وقد يكون هذا التحول في الموقف جزءا من محاولة هذه الدول تحسين علاقاتها بالسلطة والتي كانت دوما داعمة لموقف بعض الفصائل الفلسطينية حيث نرى أن سورية قادت دوما ما كان يسمى بدول الممانعة العربية وقد لا نستغرب ان تلجأ سورية للاعتراف بوجود دولة إسرائيل على حدود ما قبل 67 في محاولة منها لتخفيف الضغط الدولي واسترضاء الغرب عموما وأمريكا خصوصا في ظل الهجمة على سورية بعد قمعها للتظاهرات التي ما زالت تعصف بنظام الأسد.
وبات موقف القيادة الفلسطينية هو موقف السلام والخيار الفلسطيني هو خيار السلام حيث سعت وما زالت تسعى لتحقيقه مع إسرائيل من خلال المفاوضات وأن القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة للمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية وما جاء في خطاب الرئيس أوباما, وبيانات الاتحاد الأوروبي ووقف الاستيطان. 
وأن الشعب الفلسطيني الذي ينتظر نيل حريته واستقلاله يطالب بإيجاد حل عاجل وعادل لقضيته التي مر عليها أكثر من ستين عاما من المعاناة والتشرد, لذلك يتطلع إلى موقف من الأمم المتحدة لإنصافه في أيلول المقبل, للحصول على عضوية فلسطين فيها, لتثبيت مبدأ الدولتين لنعيش بأمن وسلام بالمنطقة بدلا من لغة الحروب والقتل والدمار . لقد آن الأوان لشعب فلسطين لكي يتنفس نسيم الحرية والاستقلال, وأن يعيش موحدا علي أراضيه بدلا من الغربة والتشرد والعمل علي قيام الدولة الفلسطينية ووحدتها في غزة والضفة تحت علم واحد علم فلسطين.. 
وأنه من حق شعبنا المضي قدما في طريق بناء مؤسساتنا وتطوير اقتصادنا, وبذل كل جهد ممكن للوصول إلى وحدة شعبنا وانتهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة.
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطيني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !