المواطن العربي لا يعرف ماذا يجري في الدوائر الحكومية العليا زيارات ومقابلات وتلفونات بين الرؤساء وكبار المسئولين , والمستر ميتشل في زياراته المكوكية وصمت الرئيس أوباما عن الكلام المباح عن القضية الفلسطنية وإمتناع المسز كلينتون عن المزيد من الكلام في الموضوع للأهتمام بمشاكل أسيا . وإذا إستمعت إلى الأذاعات ومحطات التلفزيون العربية فلا تسمع إلا طحينا وأشادات بحكم وزيارات الرؤساء للمشاريع العملاقة !!! ومقابلات وإستقبالات . هل لم نتعلم من امريكا والغرب أنه بعد كل مقابلة أو إجتماع يجب عقد مؤتمر صحفي للمسئول المختص ونظيره الزائر يتاح فيه للصحفيين الأستفسار عما يجول في الرأي العام وطلب التوضيحات اللازمة. هل ليس من حق المواطن العربي ان يعرف ماذا يتم في هذه الزيارات والأتصالات . وهل أمور البلاد العربية حكرا على الجهات العليا وتدار سرا ومن وراء حجاب . والمسئولون العرب الأقل درجة يصرحون بتصريحات غامضة لا فائدة منها . أخر ما سمعت مقابلة مع وزيرالخارجية المصري السيد أبو الغيث وهو على ما أعرف أكثر وزراء الخارجية العرب علما بما يجري في الخفاء . فعندما سؤل عن أهداف زيارات المستر ميشل وزياراته المكوكية قال ما معناه أنه يجمع معلومات عن أراء الأطراف المختلفة لصياغة مشروع للرئيس أوباما حول تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل . وعندما طلب منه إيضاحا أكثر قال مثلا تقدم إسرائيل تنازلات في وقف توسع المستوطنات لفترة معينة مقابل إقامة علاقات بين الدول العربية وأسرائيل يمكن أن تلغى في حالة عدم الوصول إلى حل مقبول من الطرفين ! وأعتقد أنه لا معنى من إلغاء الأعتراف بدولة بعد قبوله فقدتم تحويله من إعتراف واقعي إلى إعتراف قانوني . ثم التفاوض على المشاكل العالقة كالدولة الفلسطنية وحدودها . وعندما سؤل عن ماهية مشروع الرئيس أبوما هل هو حل لفرضه على الطرفين أو لتقديمه للأمم المتحدة أو الدول الأربع المعنية لأعتماده قال لا بل سيكون في شكل أفكار لحل المشاكل العالقة وتقديمها للطرفين المعنيين إسرائيل والفلسطنيين والعرب لبدء المفاوضات كما تطرق السيد أبو الغيث إلى ضرورة ضم الشمل الفلسطيني حتى لا يعطي لإسرائيل فرصة اامماطلة كما تفعل الأن . كل هذه النقاط لفت يغموض .فعندما تكلم السيد أبو الغيث عن وقف توسع المستوطنات لم يشر ألى التوقف الكامل بما في ذلك النمو الطبيعي أو إتمام ما بدء في إنشائه كما يصر العرب . وما معني وقف توسيع المستوطنات لفترة معينه هل معنى هذا أن إسرائيل مصممة على أستمرار التوسع في حالة توقف المباحثات . أليس هذا معناه إعتراف عربي بحق إسرائيل في المستوطنات الحالية والجاري بناؤها والتي تنوي بناءها مستقبلا بعد أن وصل عدد سكانها ما يراوح نصف مليون مستوطن جديد .وقد اشار السيد أبو الغيث عن وضع الحدود الدولة الفلسطنية وتعويض أرض المستوطنات بأرض أخرى مساوية في المساحة والقيمة , كأن العرب لم يطالبوا بحدود 1967 في مبادرتهم وهل هذا موافقة من العرب على تعديل حدود 1967؟ وقبول الوضع الحالي للحدود الذي يتغير يوميا ؟ وهل المبادرة العربية ستتعدل في مؤتمر قمة عربي لقبول هذا الوضع أو يكتفي بموافقة أطراف معينة؟ كما لم يتطرق الوزير عن ماهية الدولة الفلسطنية , هل هو الحكم الذاتي الذي ذكر في أتفاقيات كامب ديفد وحدده ناتنياهو في خطابه ردا على خطاب الرئيس أوباما ورفضه العرب .أما موضوع القدس فلم يوضح وهل معنى هذا قبول العرب بان تكون القدس العربية جزءا من القدس عاصمة إسرائيل الأبدية يتولى الفلسطينيون فيها إدارة الأماكن المقدسة وزيارتها كغيرهم من المسلمين . أما موضوع عودة اللاجئين فيذكره العرب اليوم كديكور لا علاقة له بحل القضية الفلسطنية وأنها مشكلة دولية تحل خارج إسرائيل أو عن طريق الأمم المتحدة . والسؤال الذي سبق أن سألته لماذا لا تتقدم إسرائيل بمبادرة تعلن فيها إستعدادها للاعتراف بدولة فلسطنية حتى حسب ما حددها رئيس وزراء إسرائيل المستر ناتنياهو في خطابه ردا على خطاب الرئيس أوباما , وما هي الحدود التي تقبل بها إسرائيل . أما موقفها من القدس وقضية اللاجئين فهي معروفة . وختاما كيف يمكن الأعتراف بأسرائيل والدخول في مفاوضات إسرائلية عربية قبل معرفة مطالب إسرائيل النهائية كما وضع العرب مطالبهم في مبادرتهم وهل ستعدل هذ المبادرة في ضوء تطورات لأحداث و مشروع أوباما المتوقع في إجتماع قمة عربي أويترك للأطراف المعنية مباشرة فقط والمعروف مواقفها الان؟ أن قبول الدخول في مفاوضات عربية مع إسرائيل دون التقيد مقدما بقبول القرارات الدولية والحلول المقترحة التي لا زالت على الطاولة أو حتى مشروع أوباما المتوقع وبوضوح لن تكوم لها نتيجة وستفشل كسابقاتها وتضيع المزيد من الوقت لتحقق إسرائيل كل مطالبها
التعليقات (0)