مواضيع اليوم

الموقف الدولي يعقد الازمة السورية

حسن الطوالبة

2012-06-12 10:35:49

0

 ينظر للمواقف الدولية ازاء الاحداث التي تجري في بلدان العالم , يعتقد انها تعبر عن روح انسانية جياشة , في حين ان المصالح هي التي تحكم تلك المواقف سواء كانت سلبية ام ايجابية . ومن سؤ الطالع ان معظم مصالح الدول الغربية الراسمالية موجودة في البلدان العربية , فالمنطقة تحوي في باطنها اكثر من 70% من الطاقة , وفيها كل المعادن المستخدمة في الصناعات الثقيلة , وفيها المراقد واثار الانبياء والرسل التي تهم اصحاب الديانات السماوية الثلاث . واذا استعرضنا الاحداث العربية نجد ان الدول الغربية تدخلت فيها لغير صالح العرب , بل جر ذاك التدخل الويلات والمصائب على العرب . لقد تدخلت الدول الغربية في العراق تحت شعارات ظهر زيفها واكاذيب ظهر بطلانها , والهدف كان هو سرقة نفط العراق , وجعله مسرحا للفتنة الطائفية التي ستكون نموذجا قابلا للتصدير الى البلدان العربية الاخرى , وقد استخدمت هذه الدول نظام " ولاية الفقيه " في ايران لاشعال نار الفتنة الطائفية في العراق , وليمتد لهيبها الى البلدان المجاورة , وهذا الهدف هو هدف صهيوني بامتياز , طرحه الصهاينة منذ عام 1975 اثناء الحرب الاهلية الطائفية في لبنان . كما جر التدخل الغربي في ليبيا واليمن ومصر الى مزيد من المصائب والازمات السياسية والاقتصادية والدينية والطائفية .

التدخل الغربي او الخارجي في الازمة السورية يصب في ذات الاتجاه , ولا يبدو في الافق اية بادرة نحو حلها , بل تزداد تعقيدا يوما بعد يوم , الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة تغذي الازمة بمزيد من التصريحات النارية التي تطالب بتنحية الاسد عن السلطة , وتدعم قوى المعارضة المسلحة بالاسلحة , او الايعاز الى القادرين على تمويل صفقات السلاح بدفع المزيد من الاموال لتوفير الاسلحة للمعارضين لنظام الاسد , وفي الوقت نفسه يلقى نظام الاسد الدعم السياسي والاعلامي والمادي من روسيا والصين وايران واعوان ايران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحكومة العراقية التابعة لايران .

الاطراف الغربية الداعمة للمعارضة تدعم المؤتمرات الداعمة لها , تحت مسميات عدة مثل " اصدقاء الشعب السوري  , وبالمقابل تدعم موسكو عقد مؤتمرات تصب في صالح نظام الاسد . وهذه المؤتمرات تزيد الطين بلة , وتزيد من مساحة النار المشتعلة في سوريا وفي البلدان المجاورة كما حصل في طرابلس وعكار شمال لبنان. وهذا الاصطفاف الدولي الى جانب هذا الطرف او ذاك زاد من شراسة العنف الذي اودى بحياة مئات الاشخاص الابرياء وخاصة الاطفال والنساء كما حدث في الحولة والقبير .

النظام والمعارضة لديهما اعلام يروج لوجهة نظر كل منهما , ويدافع عنها ويعتقد انها الصواب , ولكن المراقب المحايد يتعذر عليه معرفة الحقيقة , ولا سيما في مجزرتي الحولة والقفير , فكل طلرف يتهم الاخر بارتكاب المجزرة , ويروي قصة فيها قدر من الاقناع لمن لا يسمع رواية الطرف الاخر . ولكن معظم الروايات الاكثر اقناعا هي التي ترويها المعارضة ووسائل اعلامها او الاعلام المؤيد لها .

بعد وقوع المجزرتين الانف ذكرهما صارت فرص اللقاء او الحوار كما تقضي مبادرة كوفي عنان صعبة للغاية , وصارت حبال الوصل مقطوعة تماما بين الطرفين ان كان الوسطاء يرجون مثل هذا اللقاء او هذا الوصل . وصار مطلب المعارضة في حده الادنى هو تنحية الاسد عن السلطة , في حين ان نظام الاسد يستبعد مثل هذا الحل في الوقت الراهن , وقد يقتنع اطراف النظام الحاكم بمثل هذا الحل عندما تصل سوريا الى مرحلة الدمار والانهيار , وعندها سيحكم اي طرف سوريه المهلهلة والمدمرة المنقسمة على ذاتها عرقيا وطائفيا .

روسيا تأمل ان تنجح في عقد مؤتمر دولي تحضره اطراف مؤثرة في الازمة السورية , مثل ايران والسعودية وقطر , اي ان روسيا تريد من الطرفين العربيين ان يتوقفا عن دعم المعارضة ماليا لشراء الاسلحة , مقابل ان يوقف النظام عملياته العسكرية , ولكل طرف حججه واسانيده , اذ ترى الاطراف المؤيدة للمعارضة انها تدافع عن نفسها مقابل الة الحرب الجهنمية التي يملكها النظام , والنظام ومن يدعمه يرون انه يشن هجماته ضد العصابات الارهابية التي تقتل على الهوية , في حين ترى المعارضة ان النظام هو الذي يقتل على الهوية , ويفتعل الازمات والقتل ضد افراد الطائفتين لتبرير عملياته العسكرية . ولا سيما بعد ان عطلت قواته مهمات المراقبين الدوليين من الوصول الى مواقع المجزرة , وخاصة في مجزرة القبير .

الغرب والولايات المتحدة غير مستعجلين الامور ولا يسعون الى ايجاد حل للازمة السورية بالسرعة الممكنة , بل يغذون التوترات شيئا فشيئا وعلى نار هادئة , والخاسر الوحيد هو الشعب السوري , فالحصار ينال من قوت الشعب ولا يؤثر على الاغنياء واركان السلطة , والقتل لا ينال الا الابرياء من السوريين , والتهجير القسري لا يطال غير الفقراء ممن ليس لهم معين , وبالنهاية سيصل الوضع في سوريه الى مرحلة الكارثة , ولن يستفيد من هذه النهاية لا النظام ولا المعارضة , لان الطرفين سوف يتسلمان بلدا مخربا مدمرا مقسما .

 الاوضاع في سوريه لن تبقى داخل البلد ,  اي لن تظل شئنا محليا , بل سوف تمتد الازمة الى خارج الحدود , لان الانقسام الطائفي في سوريا سوف يمتد الى لبنان وتركيا , كما حصل في العراق من قبل , والرابح من هذا الانقسام هم الصهاينة ونظام الملالي في ايران .

          




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !