الموقف الإيراني من الأزمة العراقية

لم يبرز لحد الآن الموقف الصريح للحكومة الإيرانية التي يترأسها روحاني سوى آراء متضاربة ومتباينة حول الأزمة العراقية بسبب انشغال الأخيرة بالملف النووي و ملفات إقتصادية و التصدي للهجوم اليومي الذي يشنه أنصاتر التيار الأصولي ضد هذه الحكومة التي تمثّل الوجه المعتدل للنظام الإيرانية. لكن موقف جنرالات الحرس الثوري و التيار المتشدد الذي يستولي على بعض مفاصل وزارة الخارجية الإيرانية قد تبيّن خلال الفترة الأخيرة والذي يوحي بتواصل سياسة طهران تجاه بغداد وهي نفس السياسة التي أوصلت العراق الى هذا الطريق المسدود.

سياسة طهران في العراق عبر دعم الحكومة المركزية التي همشت مكونات رئيسية في البلاد و صعدت وتيرة العلاقات مع الحكومة الفدرالية في كردستان العراق مهّدت لإحباط العرب السنة ما أسس لتنامي ظارهرة الدواعش و تفكير كردستان العراق بالإستقلال لأنه غير قادر على حل مشاكله مع حكومات مركزية في بغداد تنتهج نفس السياق السياسي الذي لا يعترف بحقوق الأخر.

إنّ السياسة الحالية للحكومة الإيرانية لم تجد نفعاً وهي تتركز على تقديم الدعم العسكري وتدريب مليشيات في العراق لمواجهة العنف في هذا البلد. إنّ التوجه السياسي الناجع الذي يمكن لطهران أن تنتهجه حيال العراق هو دعم الشراكة الوطنية في العراق وإشراك جميع الطوائف والمكونات العراقية كي لا تستمر هذه الحالة التي قد تفضي بمسح العراق من الخارطة السياسية لأن ذلك الأمر قد يترك نتائج غير محسوبة على طهران في اتلمقام الأول.إنّ توصل حكومة روحاني المعتدلة لاتفاق نووي شامل مع اتلغرب قد يفضي بمساعدة التيار الإصلاحي في إيران بتغيير مسارات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول الجوار والعراق على وجه الخصوص لأنّ حكومة روحاني أثبتت أنها قادرة على تغيير موقف إيران التقليدي في المنطقة ليصبح أكثر انسجاماً مع تطلعات شعوب المنطقة وهذا ما يطمح له الجميع.