الموظف الاراجوز

الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين                                                  أما بعد:

تحبيك المشاهد الدرامية في فن الإخراج والعروض المسرحية وتأزيم أحداثها بطريقة ديناميكية هو المقرب جداً من الناحية الذهنية والوجدانية والحسية الحركية، مستخدمة الدراماتورجية بين التراجيدي والكوميدي باستخدام كائنات بشرية بطريقة لافته للانتباه.
تطورت في عصرنا هذا إلى أن دخلت علينا مدخل الاستخدام الشخصي باستخدام كائنات بشرية ،لينتقل مسرح الاراجوز إلى الدوائر الحومية ليستخدمهم بعض المدراء على شكل دمى محركة بواسطة أيدي المدراء من تحت المنصة أو بواسطة الخيوط.
موظف الاراجوز هو الذي يأخذ حقه وافياً ،إضافة إلى العلاوات والترقيات ومكانته عند مديره والتقدير الذي يناله جراء نقل كل مايدور في محيط المؤسسة أو القطاع إلى الرئيس بصورة كاملة دون النظر في كون المنقول صغيرا أو كبيراً.
بعض المدراء أو الرؤساء نتعجب من مصاحبتهم لبعض الموظفين ،ولكن نكتشف في آخر الأمر أن المدير قد استفاد من هذا الموظف في تحريكه بطريقة دمى الاراجوز في نقل كل صغيرة وكبيرة وكل مايحصل من الموظفين سواء في العمل أو غيره وحتى ولو أن احدهم شتم المدير فان الصورة الكاملة منقولة وكأنه حضر تلك الواقعة بعينه.
نستغرب أحيانا حينما يسألنا المدير عن خروج بعضنا في الساعة كذا والدقيقة كذا مع اليقين التام لدينا أن المدير غير متواجد في تلك اللحظة إما في اجتماع أو خرج من المؤسسة نهائيا دون رجعه . فالكل يشكك في الآخر في نقل ماحصل ،لنكتشف في نهاية الأمر أن الموظف فلان سجل له المدير خارج دوام إضافي ولمدة4 اشهر دون غيره من الموظفين ، وتم ترشيحه إلى دورة خارج المملكة لمدة أسبوعين.
حقائق مكشوفة لدى الكثير ،ولكن الجهل عند بعض المدراء وبعض الموظفين الاراجوز في الآية في قول الله تعالى" ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا " هو مادفع الكثير للاستباق للوصول إلى الإمساك في بشت المدير. وما دفع المدير إلى الوصول إلى الصندوق الأسود للموظفين في حالة عدم تواجده.
لدي الآن في مكتبي موظف يسألني ماذا افعل على الجهاز من الساعة العاشرة صباحاً؟
فأخبرته أنني بصدد كتابة قصيدة مدح في المدير.