مواضيع اليوم

الموضوع الكردي في سوريا: أسباب التأزم، سبل الحل و العلاج

حسين جلبي

2012-08-24 20:19:28

0

 يبدو (الموضوع الكُردي) في سوريا و كأنه يسير على سكةٍ أُخرى غير تلك التي يسير عليها (الموضوع السوري) عموماً، و السبب في هذا الإنطباع هو ما تعانيه سوريا من حرب تدميرية شرسة، في حين يقتصر الأمر في مناطقها الكُردية على الإغتيالات الفردية المؤثرة و عمليات الخطف و الإعتقالات و بعض المؤامرات المكشوفة، و بشكلٍ عام يبدو الأمر و كأن هناك نوع من التفاهم الضمني أثناء النشاطات الإحتجاجية بعدم تجاوز خطوط حمراء معينة، يكون ثمن تجاوزها دائماً معاقبة المتظاهرين، و إستعمال العنف ضدهم إعتقالهم.
غير أن هذا الإنطباع الأولي يزول عندما ينزل المرء من علياء التحليل السياسي و مماحكات الطبقة السياسية الكُردية مع زميلتها االعربية إلى حقيقة ما يجري على الأرض، فرغم أن الوقائع المذكورة صحيحةٌ إلى حدٍ كبير لكننا إذا ما أمعنّا النظر في إشتراك الكُرد في الثورة السورية و الشعارات و الأعلام التي يرفعونها لزال كل لبسٍ حول الأمر كله، و لعلمنا أن الشعب الكُردي يعتبر نفسه جزءاً من الشعب السوري، و المنطقة التي يعيش فيها جزءاً لا يتجزأ من سوريا المستقبل.
يعود طرح الموضوع الكُردي بقوة في الفترة الأخيرة إلى القنابل الإعلامية التي فجرها فصيل كُردي يعتاش على الإعلام، نجح غالباً في توفير المستلزمات اللازمة لجعل قنابله الإعلامية ذات تأثير مدوي قبل أن يزول أثرها سريعاً، و ذلك حين أشاع أنه قام بتحرير المناطق الكُردية من سلطة النظام، فقام برفع أعلامه الحزبية على العديد من المؤسسات التي تتبع النظام، و الحقيقة لم يحتاج الأمر سوى إلى ساعات قليلة ليكتشف بعض من إنخدعوا بأن الأمر مجرد تسليمٍ من النظام لتلك المؤسسات إلى ذلك الحزب تعزيزاً لسطوته، و مكافأةً له لوقوفه إلى جانب النظام من جهة، و ليتفرغ النظام لإختبار نتائج خطوته تلك، و لمعركته المصيرية من جهةٍ أُخرى.
غير أن ما زاد الطين بِلة هو رد الفعل التركي على هذا التطور السريع، فالحزب الذي زعم أنه قاد (عملية التحرير) كان حزب (الإتحاد الديمقراطي) العضو في هيئة التنسيق الوطنية و الذراع الكُردية السورية لحزب العمال الكُردستاني التركي، و قد قام في معرض عمليته تلك برفع أعلام ذلك الحزب و صور زعيمه السيد أوجلان المسجون في تركيا، و هو بالمناسبة ما كان يفعله طوال المدة الماضية عندما كان يوجه أنصاره، و خلافاً لمعظم المتظاهرين الكُرد الملتزمين بالثورة السورية، برفع الشعارات المناهضة للأتراك، و المطالبة بالإفراج عن زعيمه، في خروجٍ كذلك على الإجماع الوطني السوري الذي يعتبر الكُرد أنفسهم جزء منه.
أعتقد أن التشدد الذي تبديه المعارضة السورية الخارجية بشقيها العربي و الكُردي له دوره الكبير في توتير الأوضاع في المناطق الكُردية السورية و دفع الشعب السوري بمكونيه المقصودين هنا إلى التشكيك في نوايا بعضهما البعض، و لذلك ينبغي للثوار على الأرض تجاوز تلك المعارضات و التواصل مباشرةً بشكل أكثر فاعلية على قاعدة أن الأولوية هي في إسقاط النظام، و أن حقوق الشعب الكُردي يضمنها أخوتهم الثوار العرب، و أن التطمينات عن نوايا الكُرد السوريين يحصل عليها الآخرون من ممثليات الكُرد و تنسيقياتهم الموجودة على الأرض.
أمر هام يأمله الكُرد السوريون من أخوتهم العرب في الوقت الذي يشعر فيه بعضهم بالقلق نتيجة الشعور بأن الأتراك في سبيلهم للإستفراد بهم، و أن أخوتهم مشغولون عنهم لا بل أن بعضهم يكتفي بالفرجة عليهم، ألا و هو أن يقوم أخوتهم العرب بأفهام الأتراك بأن التدخل في المناطق الكُردية أمر مرفوض بالمطلق، و أن الإشكالات الحاصلة في المناطق الكُردية سيتم حلها بين السوريين بإعتبارها مسألة داخلية سورية بعد سقوط النظام، حيث سيحل بسقوطه قسمها الأكبر.
النص عبارة عن أجوبة على أسئلة موقع (زمان الوصل) ضمن إستطلاع أجراه بهذا الشأن.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !