مواضيع اليوم

الموسيقى ليست ظاهرة

Riyad .

2019-03-25 18:46:33

0

 الموسيقى ليست ظاهرة

أن تقف بعقلانية وهدوء ضد فرض الموسيقى وبعض الألوان الغنائية في الأسواق والمطاعم فهذا حقك كفرد لا يُحب الموسيقى والغناء ولا يجد فيهما ترويح عن النفس لكن أن تقف موقف متشنج ومتطرف ضد ذلك فهذه كارثة تنم عن وجود خلل في التفكير الذي توقف عند التحريم المُطلق وتشبع بذلك حتى أصبح ممتلئ بالمحرمات التي لا أصل لها ، الموسيقى بالمقاهي والمطاعم والأسواق ليست سوى مرحلة تقبلها البعض على مضض والبعض الاخر تقبلها لأنها تُشبع لديه حب التقليد للغير فقد كان يفتقد وجود ذلك في وطنه بعدما شاهد واستمع خارج حدود وطنه ، من الذوق احترام جميع الأذواق وردم المناطق الرمادية فالحق الفردي لا مبرر لإنتهاكه بأي شكلِ من الأشكال وهذه مرحلة ستنتهي عما قريب وسيصبح هناك خيارات مفتوحة بمعنى احترام رغبات الجمهور وترك الصخب والتباهي بالتقدم والحداثة بعد عقود من الجمود والتوقف بمحطة الصحوة ، الموسيقى لا تقتل أحداً هي ليست ظاهرة هي مولود إنساني تُهذب النفس وتُزيل تراكمات الأيام وتُحلق بالنفس عالياً وتسحق كل فكرةِ دموية ، الموسيقى من الإنسان وإليه تعود هي فن وتاريخ ووسيلة حضارية وإنسانية ذات أهمية كُبرى هي وسيلة للتواصل بين الشعوب فضلاً عن كونها وسيلة التواصل الأمينة بين العُشاق الذين يجدون فيها تراتيل وصلاة تُزيل آلم الحُب ولو بشكلِ مؤقت ، وجود فعاليات موسيقية بالأسواق الكبيرة وبالمطاعم والمقاهي سواءً فعالياتِ حيه أو غير ذلك يعني أن هناك فوائد ستتحقق فوائد يغفل عنها البعض ويرميها البعض بتهمة الردة عن الطريق الصحيح تلك الفوائد الجمه إنسانية فالذوق العام والذائقة الفردية والموهبة الشخصية والتنافس في تقديم ما يروق للجماهير وتنمية الإحساس وتغذية المشاعر جميعها ستكون في مرحلةِ أكثر تقدماً من ذي قبل والفضل في ذلك للموسيقى التي يرفض وجودها البعض في الأسواق والمطاعم والمقاهي ، بسبب غياب الموسيقى عن حياة الناس اليومية حل محلها فن الشيلات الذي يعكس صورة واضحة عن انعدام الذائقة المجتمعية فضلاً عن وجود عصبية كادت أن تندثر لولا ذلك النوع من الفنون الأدائية البشرية "الشيلات" والذي بات بحاجة لإعادة برمجة ليكون فناً إنسانياً راقياً يرتفع بالذوق عالياً ويهذب النفس بدلاً من حقنها بالعصبية والتفاخر الذي لا يجلب إلا الدمار والخراب .

لنقل أن الموسيقى ظاهرة جديدة على المجتمع السعودي الذي قضى نصف عمره يستمع لخطب ومواعظ واناشيد الصحوة فيما يعرف بمرحلة الكاسيت والتي قضت على كل ما هو جميل في ذلك الزمن وكانت المؤسسات الحكومية تتماشى مع تلك الظاهرة التي تسببت فيما بعد بالكثير من المشكلات والأحداث الغير منسية ولكي تبقى تلك الظاهرة وتتحول لأمرِ عادي يجب تشجيعها ودعمها وفتح كل مكانِ ليعم السلام بداخل الإنسان فالموسيقى إنسانية ومثلما قال الفيلسوف الألماني - فريدريش نيتشة-

"لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة " فلنستمع بهدوء ولتحلق النفس في سماء الإبداع فالذوق البشري بحاجة لجرعات إبداعية ليحافظ على بريقه اللامع ولا يتخلص الإنسان من بهيميته إلا إذا تحركت مشاعره وتراقصت على وتر الحُب والسلام . .

@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات