مواضيع اليوم

الموت والمنفى وأشياء أخرى : كتاب عن قراءات حول ديواني علي العلوي :

عزيز العرباوي

2010-05-10 19:05:40

0

الموت والمنفى وأشياء أخرى :

2010-05-06
طنجة - العرب

 

 

 

من الملاحظ في الإصدارات الأدبية مؤخرا أن الكتابات النقدية التي تتخصص في تناول النصوص الشعرية بدأت تقل وتندر، اللهم إلا إذا استثنينا بعض القراءات التقريظية التي تتناول محمود درويش ونزار قباني، وغيرهما من كبار الشعراء. وهي أبعد ما تكون عن تجسيد الوظيفة النقدية بما هي اشتغال على الظاهرة الشعرية في عمومها. أجل لقد مضى ذاك الزمن الجميل الذي كان فيه الشعر محل حوار وسجال وتنظير. ولعل هذا شكل من الأشكال الدالة على أزمة الشعر في واقعنا الثقافي المعاصر. وهذه الندرة في الكتاب النقدي المتناول للقصيدة هو ما حفزنا على التعريف بهذا الإصدار الجديد "تجاعيد الموت والبعث: قراءات في أشعار الشاعر المغربي علي العلوي"، الذي أعده وقدمه الناقد رشيد بلمقدم، الصادر في الأسابيع الماضية عن مطابع الأنوار المغاربية بمدينة وجدة.
يبلغ عدد صفحات هذا الكتاب النقدي 105 صفحات من الحجم المتوسط، ويتضمن فصلين: الأول بعنوان "ديوان (أول المنفى) أو رحلة الموت والمنفى" يحتوي على مجموعة من القراءات النقدية: "سمات التميز في (أول المنفى) للشاعر ميلود لقاح، و "بنية الموت والمنفى" للناقد رشيد بلمقدم، و "استنجاد الموت والمنفى" للشاعر والناقد عزيز العرباوي، و "من قسرية المنفى إلى اختيار الرحيل" للناقد الدكتور بنيونس بوشعيب، و "رحلة الشاعر في واقع موبوء" للشاعرة والقاصة مالكة عسال. وأما الفصل الثاني المعنون بـ "ديوان (شاهدة على يدي) أو الحزن والمنفى مرة أخرى"، فنجد فيه القراءات التالية: "الموت والمنفى مرة أخرى" للناقد رشيد بلمقدم، و "عودة الألم والمنفى والاغتراب" للشاعر والناقد عزيز العرباوي، و "أسئلة الاغتراب" للشاعر والصحافي عبدالحق ميفراني، وأخيرا "الذات تكتب حزنها الخاص" للشاعر والصحافي جمال الموساوي.
ولقد أشار الناقد رشيد بلمقدم في تقديمه لهذا الكتاب إلى أن ترتيب القراءات تحكمت فيه اعتبارات فنية تبدأ من حيثية اللغة ثم تنتقل إلى حيثية الدلالة، حيث أعطيت الأولوية للقراءات التي تناولت الجوانب اللغوية، وكذا خصوصيات الكتابة الشعرية لدى الشاعر المغربي علي العلوي، ثم تلتها تلك التي همت الجوانب الدلالية للقصائد.
ومن الملاحظات التي يفصح عنها هذا الكتاب النقدي ما يطبع الروح الشعرية للشاعر علي العلوي، تلك الروح المأخوذة بهاجس المنفى والعدم. وهذا ما أشارت إليه مختلف القراءات النقدية التي يحتويها هذا الإصدار، نذكر منها على سبيل المثال ما كتبه الشاعر ميلود لقاح في وصف قصائد العلوي، حيث يقول بأنه تميز مبكرا في ديوان "أول المنفى" بميسمه وطابعه الخاصين. "صحيح أن صفة التميز لا تطلق على الشاعر إلا بعد تراكم دواوينه الشعرية، والمقارنة بينها، لكنني -وقد يوافقني قارئ الديوان- أستطيع أن أجزم أن القصائد يجمعها صوت موحد على مستويات عدة سنذكرها في حينها، مما يدفعني إلى القول إنها قصيدة واحدة يجمع بينها مضمون له حقل دلالي أسميه: حقل المنفى والموت والحزن. ومن أهم مكونات الخطاب الشعري لدى الشاعر علي العلوي، أن قصائده نسيج مترابط من أساليب معينة لا نرى ديوانا شعريا اشتمل على كثافتها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قصائد الديوان التي تضمنت هذه الكثرة من الأفعال المضارعة ذات نفس قصير، مما يجعلنا نقول إن ورود سبعة أفعال أو ثمانية في قصيدة قصيرة شيء لافت للانتباه".
إن التجارب الشعرية الشابة تستحق أن يلتفت إليها بالتعريف والنقد، إذ أثبتت التجربة أن تحديث وتجديد طرائق الإبداع لا يحصل من قبل الأسماء الكبرى التي تركن في الأخير إلى تكرار نهجها ومعجمها الشعري، بل يحصل عند تلك الأقلام الشابة المسكونة بإرادة التميز وإثبات الذات.


عن صحيفة العرب القطرية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !