وحدهُ هذا الليل يعرفُ مَتى ينتهي !
هوَ يُحس برداءِ الصباحِ ينسلُ يخترقُ جسدهُ النحيل , يزرعهُ ظلاً لكلِ جسدٍ حي ولا حي
و كُل الأجسادِ الحية و المحنطة هيّ أشياءُ انتهت قبل الولادة !
تنمو في أجسادنا بذورُ المحبةِ و الوئام تكبرُ ما مرت بِنا اللحظات و تنتشر حدَ التخمةِ وَ الإختناق نُحب نموتُ في كلِ لقاءٍ , و نلتقي مرةً آخرى نشتاقُ إلى موتنا نشتاق إلى تلكَ المشنقة المُعلقة على ذاكرتنا المملؤة بالرماد و المشروحة بالجروحِ والخدوش و الغرز التي لا تستوعب أنشقاقها ولا يستوعبُ ذاك الجسد , يُعجبنا أن نكونَ موميائات مُحنطة تحافظ على وجودها في قلوبِ محبيها لا تتحرك ولا تتبدل ما أستطاعت ما مرت هذه السنين لآن نخاف أن ينتهي هذا الحب حتى بعد نهايتنا نريده بأنانية مفرطة أن يكون خالداً لا ينتهي
ما وجدت مسرحية الحياة وما وجدَ وهمُ عيشنا و وهم عيش كُل المخلوقات التي تتوهم العيش
و تصنع بعد ذاك الوهم الصنيع و تخترعُ الأحلام و الألام و تبني بناءاتٍ شامخة يمدها بالطاقة النزيف الحاد في النبض والمشاعر التي تنقلنا من عالمٍ موهوم إلى آخر أشدُ وهماً و ألماً
و أشدُ وحدةً أشدُ حرقةً هيّ تحرقنا تُحسسنا بأن وجودنا الواهم سينتهي الآن لكنها لا تفعل إلا أن تزيد فترة وجودنا بالألم الساعةُ تبطئ و دقات القلب تبطئ و كُل شيءٍ هو بطيء لا ينتهي مع سرعة ما يصيب قلبنا من الطعنات والغدرات !
لستُ أملكني ذاتيَّ مفرغة في تُحف ذاك البيتِ العتيق لستُ الآن أرانيَّ في
المرآة ذات لأن المرايا لا ترى ذواتها لأن المرايا عمياء عن ذواتها كيف ليّ أن أملك
عيني ذاك النهر وذاك النبع لأتدفق في أجسادِ العطشى والمحرومين من الحياةِ بلا أي جريمة اقترفت هُم فقط فقراء !
كيفَ ليَّ أن أكون طعماً يُغذي المشردين في صحراءٍ قاحلة حيثُ لا وطن !
وكيفَ ليَّ أن أكون رداءاً أغطي أجسادَ الضائعين و التائهين في ممراتٍ و متاهات لا تنتهي من الجوع والحرقة والفقر والعُري !
كيف ليَّ أن أكون شيءً آخر يكون حياةً آخرى للموتِ يؤلمُ الذوات الحالمة و يقتلها !!
مخدوعون ببريق الحياة تمثلُ دورَ العيشِ في توابيتنا التي تقوم بدور الزنزانة وحارس الزنزانة والجلاد و طعام ليس بطعام وماءٍ ليس بماء هوَ في الحقيقةٍ شيء مُختلط بأشياء آخرى تؤذي وتقتل !
الحياة هيّ المخدر الذي يخدرنا عن فهم موتنا يعجزنا عن فهم موتنا..وفي الحقيقة نحنُ منتهون لم نبدأ بعد !
حقيقتنا شيّ لا نعرفه
وهذا وحده يجعلنا نحنُ , إن هويتنا القابعة في الجانب اللا مستوعب من هذه العوالم هيَّ هويتنا و هُناك تقبع أوطاننا التي لا ترفض ألامنا وأمالنا لأن هذه الأوطان هيّ نحنُ في النهاية و لو كُنا غير موجودينَ فيها لما وجدت !
ليس الوطنُ أنشودة ولا سلام وطني يطبل المطبلون ويرقص الراقصون به أو بسواه الوطن هو ذاتنا أن لم توجد ما وجدت الأوطان وأن وجدت هيّ أوطاننا و لو وجدنا في أماكن آخرى في البدأ لكنا مواطنين في أماكن آخرى !
ليس الوطنُ ذاك المكب ولا ذاك الرصيف ولا تلك القهوة السوداء أحتسيها في الصباح فتحملني ما لا أطيق من السواد ! ليس هذا العالم وطناً وليست هذه الكرة الأرضية موطناً كُل تِلك الأشياء القابلة لتكون أوطاناً بإمتياز هيَّ حقيقةً زنزانات تحبسنا تحبس عقولنا في متاهاتٍ لا تنتهي بأنتهاء وجودنا وليس لها بداية !
حاملاً رأسيّ
وبعض أحلاميّ ..
أعبرُ الأمال والألام جسرً للحياة
أهديها لكل كائن يصادفني في محطات ذاك الطريق
وذاك القطار
ولا أجدني !
....
..
.
.
.
متى تحينُ نهايتي ؟
- أنت لم تبدأ بعد !
-3-
جسدي وطن للكائنات تعبرني
تسكنني أرضًا وطنًا حقاً
وَ أحتضرْ !!
التعليقات (0)