الموت المرير

  في كل مناسبة يستذكر البعض مفقودين غيبهم الموت تحت التراب , فتختلط مشاعر الحزن بمشاعر غير مفهومة فكل شيء يبدأ بالتحول نحو السواد وقل أن نجد من يحاول طمس السواد وتحويله للبياض الناصع . مناسبات تلو أخرى ولسان الحال يردد رحم الله من غيبهم الموت سواءً كنا نعرفهم أم لا , ويزداد الأمر حزناً عند ترديد أسماء من نعرف فالإسماء مرتبطة بذكريات ومواقف وأحلام واشياء كثيرة لا تعد ولا تٌحصى . غيب الموت ثلاثة أشقاء " نايف , خضران , فاطمة " جميعهم بسن مبكرة وتلك هي عملية الزمان والقدر المعقدة فالموت حق وكل نفس بشرية لابد أن تذوق طعمه في يوم من الأيام , فرحم الله أشقائي جميعاً فكما أن الموت أختطفهم لم تختطفهم عملية دوران الزمن فالبقاء ليس محصوراً كسجد بل كذكريات أيضاً . يكون للموت طعمٌ مرير , فموت أخ أو صديق أو قريب مقرب له طعم مرير بنفس الشخص , فالجسد الواحد عبارة عن كتلة من المشاعر رغم الإختلافات المثيرة والكثيرة لكن تلك الشماعر تتأثر بذلك الفقد وتفقد حلقة مترابطة من حلقاتها وهنا يبرز الخلل وفقدان التوازن خاصة في المناسبات السعيدة التي تتحول بلا طعم أو لون أو رائحة وتلك هي الحقيقة .. رحم الله نايف وخضران وفاطمة وغفر الله لهم ولكل نفس مؤمنة موحدة ماتت وذاقت طعم الموت رغم أحلامها وامنياتها المختلفة ...