مواضيع اليوم

الموت \ المدن \الأصدقاء

مامّاس أمرير

2017-03-12 19:38:27

0

 

 


 
تَسرجُ الشّمْس ضَجَرها
و المدنُ تكتظ... 
بالموتِ وبالغُرباءْ

الوَقْتُ يَمُرّ بَطيئاً
بطيئا جداً
والمَدينَة كقَبر ضَيّقٍ لا تتّسِعُ لشَساعَة روحي

حتّى هَذِهِ اللحظَةْ، لا أذْكُرُ أنّني كُنتُ هُنا،
ما أذكّرُهُ جَيّداً ذَلكَ الكابوسْ؟!

 لا أدري
هُناكَ أشياء تَحدُثْ
تُفَجِّرُ فَراغا مَهولاً 
وَ يَحَدُثْ أنْ لا نَلتقي 
وتَنأى 
المَسافاتْ

يَحدُثْ أنْ يَرحَل الأصدِقاءْ
ويَحمِلونَ روحي معهُمْ 
يُشاورونَ الربّ...
وَيطعَنونَ قَلْبي الحافي كَـــ قَدَمَيْ المَسيحْ

بَعضُ الأصدِقاء يُفسِدونَ كُلّ شَيء، 
ماذا لو أراحوا رُؤوسَهمُ قَليلاً
وتَجَنَبوا طَعنَ روحي؟

لكِن لا بَأس!

 أغلَبهُم مُنْشَغلينَ بِحَرقِ 
بَعضِهِم
 يَفتِكونَ بِمَلامِحِ 
بَعضِهِمْ
 ثمّ يَصنَعونَ سُلَما وَهمِياً إلى السّماءْ

الأصدِقاء المَزروعينَ في دُخانِ وَقتي
 يَنثرونَ عُتمَة وَقِحَة 

لَيسَ سَيّئا أن يَنبُشوا
في جُرحِي
حَتى تَغيمَ السّماء،

أو تُمطِر الأحزانُ
 ثَلجا نَقِيّا
 فقد يَخضَرُّ رَبيعُ روحي

ها أصدِقائي يَموتونَ
واحدا تِلْوَ آخَرْ

 يا للخَسارَة!
هَكَذا تَموتُ
 الصّباحاتُ الجَميلَةْ

هَكَذا تُلقي الأحزانُ بِنَفسِها 
مِنَ النافِذَة
وَيَتَدَرّبُ المَوْتُ عَلى مزيدٍ 
من الصّمت
 وَالمَكانُ يَختَصِرُ 
 نَفسَهُ في عِدّةِ جِراحٍ وصورَةْ

أماكنَ لا تحمِلُ غيرَ 
ذكرياتٍ مؤلِمَة 
والزّمَنُ يُكرّرُ نَفْسَهُ ببَلاهَةٍ شَديدَة

نَستسلِمُ للطوفانْ 
وَنَغرِسُ خَناجِرَنا في الذاكِرَة

 المَدينَة
 أقسى مِنْ وَجهِ الأصدِقاءِ
شَرّدَتني
وَأسرَفَتْ في اغتِيالِ 
الوَردِ 
و استَباحَتْ صَباحاتي
وَسَخِرَتْ مِن جِراحي

أصدِقائي في الحُزنِ
اعذُروني
 قَدْ أكونُ أسرَفتُ قليلا 
والتهمَتني
 مَلمّاتٌ عابِثَة

اعذُروني
 فللوجعِ مِلحٌ عَلى شِفاهي
ولِلْحُضورِغبطةُ طفلٍ
يَكتَشِفُ الحُزنَ
 مِن جَديدْ

اعذُروني
فَمَلمّاتي
لا تَعترِفُ بِلونِ البنفسجِ
وانطِباعاتي رمادِيَة
لا تَغسِلُها الشّمْس

اعْذُروني
 فَالإشاراتُ الموحِشَة
تَكتظُ مِن حَولي

كمْ مِنَ الصّلابَة أملِكُ
كيْ أبذلَ لِلحُزنِ وَقتي؟

كمْ من الأمَلِ ...يَبقى
كيْ أهديهِ للمُدُنِ الجاحدةِ؟

كم مِنَ الطّيبَة أحتاجُ
لِأقدّمَها قُربانا
لِمَذْبَحِ القدَر والأصدِقاءِ؟

كمْ منَ الوَقت؟
كمْ منَ المَوت؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !