مواضيع اليوم

الموت !

سامي عرب

2009-05-16 11:31:39

0




لم أجد أسرع مِنْ قِطارِ الحياةِ فـ السنوات تمضي كأنها ليالٍ قليلة، وما يلبث أن يبدأ عام حتى يُعلن انتهائه مثل الربيع يأتي فتبتهج الأرض و تزهر و تسعد بلقائه حتى إذا رحل ماتت الأزهار ألماً وحسرة على فراقهِ .

لم ألقى في ما لقيت من الألم ما لقيته في وفاة من أستوطن القلب سنواتٍ عديدة ، يوم استمعت للخبر رأيت شريطاً طويلاً أمام عيني عن اللحظات و الذكريات و رأيت البسمات و الضحكات و الدمعات تذكرت أحلى أيام العمر يوم كنت معه قريباً مِنه واليوم أراه يسبقني إلى مأواه الجديد في لحظةٍ تحطمت في داخلي جِبال الجليد قررت أن أرحل معه إلى عالمهِ إني الآن بجانبه بقربه في كل يوم يشتد حبي له أراه قربي و لا أراه أستمع إليه و لا أستمع .

إن أثار الحروق الناتجة عن الفراق مرة و أمر الفراق هو عندما نعلم أن من نحبه لا يعلم بحبنا أو لا يقدره فـ نختار أن ندفنه في مقابر التجاهل لأنه ما كان يستحق قلوبنا التي نبضت باسمه حباً ، إلا أن مواقف ومشاهد كفيلة بأن تخرج الميت مِنْ قبره ليؤثر فينا مِنْ جديد و لا نجد سبيلاً للخلاص إلا الموت فنقتل قلوبنا و نودعها النسيان لـ نعيش أمواتاً في هذه الدنيا.. ! أن الموت راحة لـ البعض بكافة مستوياته و أنواعه


مِتنا حتى لا نحس بمن أحببنا بمن ملك قلوبنا و زرع بذور الحيرة في عقولنا هكذا نملك زمام الأمور مجدداً ويمكننا أن نحب من جديد! و يمكننا أن نعيش قصصاً جميلة رائعة مليئة بمعاني الِإنسانية .



الذين نحملهم لـ ِ المقابر ليعشوا مرحلةً جديدةً مِنْ الحياةِ هناك لا يموتون بل هم أبقى ممن سار على الأرض يبقون في دارين لا يفارقون الأماكن و الذكريات ينقشون أسمائهم على جدارِ الذاكرةِ و يبقون للأبد !


يحتاج الكثير مِنْ الناس أن يحس بالقريبين من قلبه دون أن يراهم ، و لا أرى هذا فاعلاً وظاهراً في مجتمعنا حيثُ يقال : البعيدُ عنِ العينِ بعيدٍ عنِ القلبِ ، و أني أرى أن هذا خطأ فادح خطأ عظيم ، أنهم يحتاجون إلى تطوير مشاعرهم و أحاسيسهم بحيث تكون موجودة فاعلة و حيثُ يكون مِنْ يحبون حاضراً لا يغيب .. لا يغيب .. لا يموت !


- اعتراف-
أتألم لفراقه لـِ أنه رحل إلى دارٍ غير داري لكني سعيد له لأنه غادر دنيا التلوث وعالم الدناءة غادر الزمن ليعانق أزمان جديدة و وجوه جديدة و حبه ما زال ينموا و ينموا في الفؤادِ حتى تملكه فأصبح النبض هو و الدم هو و القلب هو و الكيان هو و الحياة هو و كل التفاصيل هـو .



ليرحمنا الرب و يرحم المسلمين و المسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء مِنهم والأموات.
 
 02-06-2008, 01:13 AM



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !