بلادي اليوم
لعل اليوم لايمكن لاحدنا ان يستغني عن هاتفه المحمول لاي سبب . لانه اصبح جزءا لايتجزأ من حياتنا اليومية وهو الوسيلة الحديثة للتقارب وتواصل صلة الرحم ولو على الخفيف، كما انه بات يمثل رئة جديدة للتنفس من مشاغل الحياة والروتين الذي شيّب الراس و زاد الكآبة لدى الكثيرين . لاتستغربوا هذا الكلام فالكثير من الشباب والشابات نراهم منهمكين في هواتفهم وعلى نحو غير معتاد وكانهم سارحين في خيال، بعيدا عما يدور حولهم ، حتى اذا ناديت احدهم جفل وصاح بالقول "ها خو ماكوشي". عموما سقنا هذه المقدمة من اجل التعريف .. لكن المهم والجديد في الامر ان فريقا من الباحثين الكنديين كشف عن أن الهواتف الذكية قد تصبح في يوم من الايام جزءا من البرنامج العلاجي للاشخاص الذين يعانون من حالات بين متوسطة وحادة من اعتلال وضعف الذاكرة. وأوضح الباحثون في «مركز بيكرست للعلوم» بمدينة «تورونتو» الكندية ، أن الدراسات الحديثة التي تجرى في هذا الصدد تشير إلى أنه سيتم تطوير برامج خاصة بالهواتف المحمولة طورت خصيصا لمساعدة المرضى الذين يعانون من تراجع في كفاءة وظائف خلايا المخ المتعلقة بالذاكرة لتسهم بصورة كبيرة في احداث تقدم ملموس في مستوى وظائف الخلايا المعنية بهذه الوظيفة مع رفع استقلالية وثقة المريض في ذاته. وكانت الابحاث قد أجريت على ما يقرب من عشرة مرضى تراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والخمسين عاما ممن يعانون من حالات متفاوتة بين متوسطة وحادة من اعتلال الذاكرة وغير الناجمة عن الاصابة بأزمات صحية خطيرة كالسكتات الدماغية أو اصابات الرأس. وقد تم تعليم المشاركين في الدراسة الوظائف الاساسية لهواتفهم الذكية وذلك عن طريق الاستعانة بآلية تدريبية والتي استعانت بما يعرف بـ«الذاكرة الاجرائية» وهي نوع من الذاكرة المعنية بالأنشطة الشبه آلية مثل ركوب الدراجة أوغسل الاسنان. كما تم تعليم المشاركين في الدراسة صقل مهاراتهم في إدخال وتسجيل على الهواتف الذكية تذكيرات بمواعيد خاصة أو مواعيد لتناول العقاقير الطبية في الوقت الذي تصدر فيه هذه الهواتف نغمة تنبيه عندما يحين وقت تنفيذ هذه المهام. وأشارت المتابعة التي استمرت قرابة عشرة أشهر الى حدوث تحسن ملموس في معدلات الذاكرة وكفاءتها بين المشاركين خاصة الذاكرة الخاصة بالانشطة اليومية وذلك بعد خضوعهم لمثل هذه التدريبات.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2696
التعليقات (0)