لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما" ............."تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ
يتفاوت الناس في الأقدار والمكانة ويعلو بعضهم على بعض بالصفات الحميدة ويتفوق بعضهم على بعض بالتقوى لأن الله سبحانه وتعالى جعل في وجه التقى نورا وقبولا وجعل في وجه الفاجر كرها وعبوسا ...إن الأخلاق التي يتصف بها فرد سوى يحترم نفسه ويحترم الآخرين ويعطى كل إنسان حقه من التكريم يفوز بحب الناس .......وانصرافه عن النظر إلى سوءاتهم وكشف عيوبهم يقربه إلى القلوب ويستره هو من كل العيوب ويجد من يدافع عنه في غيبته وينشر سجاياه الكريمة كلما ضمه مجلس ....وما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلا لينشر كل خلق حميد لقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إضافة إلى التعريف بالخالق والدعوة إلى عبادته تطهيرا للنفس وليس لفائدة تعود إلى ذاته سبحانه وهو الغني عن الخلق أجمعين...وفضل الله بعض الخلق على بعضهم في المواهب لتكتمل هيئة الدنيا كما نراها تتكامل عبر تفوق الأفراد في شتى أنواع العمل فمنهم من يتفوق في الطب أو الهندسة أو التعليم أو غير ذلك من الأعمال التي لا تحصى ...ومثلا لولا تفوق الشعراء في نظم الكلمات ما ارتفعت مشاعر ولا ثبتت في الأذهان الحكمة وتجارب الآخرين....ويقال أن البشرية التي حفلت بالرواد في كل مجال هى التي حققت بجهود روادها وحكمائهم سبل الرفاهية في العيش وانتقال الدنيا من عصور البدائية إلى عصر النور...... إن ما ننعم به الآن من المخترعات والاكتشافات هى نتاج جهد مبذول وتنسيق من الخالق لأن البشر لم يضعوا نظاما يجمع العالم في بوتقة واحدة مرسومة مخططة لاستحالة هذا التنسيق على البشر أنفسهم ..ولكنه تنسيق إلهى فوق طاقتهم ...إن وضع خطة لبناء مسكن أو إنشاء مصنع أو تخطيط مدينة يحتاج إلى جهود مضنية وعمل أيام أو شهور ولكن تنسيق الدنيا بهذه العظمة وترتيبها بهذه القدرة التي تفوق الفهم والخيال هى شاهد على أن العالم الذي نحيا فيه له مدبر يستحق العبادة ..ومن قصر فهمه عن هذه الحقيقة عاش في شقاء وجهالة ولا يرده عن ذلك إلا أن يصاب بالمصائب وعندها لا يسعه إلا أن يدعو الله الذي كفر به وجحد بوجوده...ولا يجد الكافر حين تنقطع أسبابه إلا أسباب السماء فيدعو الله وحده ..........{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضر دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }يونس
التعليقات (0)