. الادارة علم وفن وموهبة صفات ضرورية في إختيار قائد لاي فريق لأدارة الحكومة أو الادارة أو الشركة أوالبنك . وقد عرف العالم الغربي المتقدم أهمية القيادة الادارية لأي نشاط أو مؤسسة . فأختيار الوزراء في أي حكومة لا ترتبط بالاختصاص فقد عرقنا ساسة جاءوا من الطبقة العاملة وعينوا وزراء في الخارجية والمالية والصحة والمواصلات والبيئة والاعلام وكانوا أكثر نجاحا في عملهم من زملائهم أساتذة الجامعات المتخصصين . فالمدراء العامين ورؤساء مجالس إدارة شركات في الدول الصناعية غير متخصصين في مجال عمل شركاتهم لكنهم لهم معرفة وموهبة أدارية لقيادة أي فريق يعمل في أي نشاط سياسي او إقتصادي أو ثفافي أو إعلامي وهم يرجعون ألى الخبراء للأستشارة فقط وإتخاذ القرارحسب تقديرهم دون التقيد برأي الخبراء . ولهذا يختار مدراء الصناعات والشركات والبنوك الكبرى في الغرب بناء على هذه الصفات الأدارية من خارج الجامعات والمتخصصين في علم معين أو نشاط معين . والمدير الكفء ذو المعرفة والموهبة الأدارية يستطيع إدارة أي نشاط سياسي أو إقتصادي أو ثقافي. فشركات البترول ومنهم شركة شل رغم وجود ألاف من أحسن خبراء البترول يعملون فيها فأن معظم رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها ومدرائها العامين في مراكزها الرئيسية وفي الخارج ليسوا من المتخصصين في شئون البترول فهم ليسوا جيلوجيين أو علماء زلازل أو مهندسي بترول بل أختيروا من بين موظفي الشركة وخارجها لمواهبهم الأدارية وقدراتهم على قيادة فريق عمل وبعضهم كان عاملا في البترول وترقى حتى وصل إلى أعلى مراكز الشركة بسبب قدراته الادارية وقيادة زملائه. وهكذا كل الشركات الكبيرة وحتى الدوائر الحكومية . وكثيرون يستغربون لماذا يعطى هؤلاء في الغرب مرتبات وعلاوات بالملايين والجواب أن نجاح الشركة يتوقف على موهبة المدير الأدارية . . والأستاذ الجامعي رغم تخصصه في مجال نشاط الشركة كثيرا ما يعجز عن إدارة فريق عمل لادارة الشركة .ولهذا فان حسن إختيار ذوي الموهبة الادارية هي عصب نجاح الدول المتقدمة صناعيا اليوم . في عالمنا العربي يعين الوزير والمدير أما بالمحسوبية أو للثقة السياسية أو إعتباطا . وقد حاولت بعض الانظمة العربية أخيرا تجنب هذه المشكلة وحرصت على تعيين أساتذة الجامعة كوزراء ومدراء في مجال إختصاصهم ولا زال هذا الأسلوب متبعا . وقد أدى هذا الأسلوب إلى فشل جميع الأنشطة الحكومية والأقتصادية والثقافية والاعلامية في عالمنا العربي بالمقارنة بالوزراء القدامي الذين أختيروا من بين زعماء المجتمعات والأحزاب الذين أتبتوا زعاماتهم في مجتمعاتهم لقيادة فريق العمل في الوزارات . وهكذا حرمت البلدان العربية من مدراء لهم موهبة إدارية عامة. فوزير الزراعة مثلا ليس من المفروض ان يكون خبيرا زراعيا ومدير المستشفى ليس من الضروري ان يكون طبيبا وهكذا باقي الانشطة السياسية والأقتصادية والثقافية والأعلامية . والمدير ذو الموهبة الأدارية في الغالب يكون من خارج النشاط الذي يديره .
التعليقات (0)