أطلعت صديق لي عن رغبتي بالذهاب الى طبيب نفسي لاجراء فحص شامل على صحتي النفسية وللتأكد من خلوها من الامراض والعروارض النفسية .
فأجابني على الفور :وهل انت مجنون ، واخذ بالضحك .
قلت له : لا لست بالمجنون ولكن الوقاية خير من العلاج وعلى كل شخص ان يجري شهرياً فحوصات نفسية للتخفيف من ضغوطات الحياة التي تعاني منها نفس كل انسان ، خصوصاً مايمر بالانسان من ضغوط نفسية ناتجة عن ازمات شخصية او اجتماعية او سياسية او اقتصادية خصوصاً في بلدنا العراق.
مشكلتنا نحن العراقيين اننا حتى الان لانفهم المعاني المهمة التي تقف وراء عبارة (الصحة النفسية) ولم نحاول ان نتعمق فيها ودراستها وتطبيقها على انفسنا، مع العلم ان الاحداث التي مرت على العراق طول العقود السابقة القت بظلالها على المجتمع العراقي فكانت النتائج سلبية على صحة المواطن النفسية.
فالصحة النفسية للمواطن العراقي تراجعت بعد ماعصف بالعراق من احداث طوال تلك السنوات قبل وبعد الاحتلال من فقر، احتلال، حروب، نزاعات، عدم استقرار سياسي وأمني واقتصادي .
والمواطن العراقي بحاجة ماسة الى العلاج النفسي قبل كل شيء لان مامر على البلد خلف ورائه ازمات نفسية قد يصعب علاجها اذا لم تسرع المؤسسات الصحية المتخصة بالعمل على ذلك وعليها ايضاً ان تثقف المواطن نفسياً قبل كل شيء فالمعروف عندنا في العراق ان كل شخص مصاب بمرض نفسي هو مجنون وهذا يحتاج الى ثقافة واطلاع واسع لمعرفة ماهي الصحة النفسية ؟ وماهو المرض النفسي وانواعه ومسبباته؟ وماهي طرق العلاج؟ .
وهذا لايقع على عاتق المواطن وحده وانما على عاتق الحكومة والمؤسسات الصحية والتعليمية التابعة لها .
لايكفي ماموجود في مكتباتنا من كتب وابحاث تتحدث عن النفس وطرق علاج الامراض والصدمات النفسية لانها تخاطب المتلقي نظرياً لاعملياً.
المواطن العراقي كغيره من مواطني بلدان العالم بحاجة الى شيء عملي بحاجة الى دورات تثقيفية وتعليمية ترشده الى طرق الاعتناء بالصحة النفسية والمحافظة عليها من النتائج السلبية التي تخلفها الحروب والكوراث على البشر.
ومع الاسف فأن العراق من البلدان العربية التي لاتولي اهتماماً يذكر بالصحة النفسية بل وان هذا الاهتمام يكاد يكون معدوماً في الظروف الحالية مقارنة مع دول العالم المتقدم ، فتلك الدول تهتم بالصحة النفسية وبطرق علاج الامراض والصدمات التي تصيب الانسان بين حين واخر وتنظم المؤتمرات ودورات التوعية للنهوض بواقع الصحة النفسية لدى مواطنيها ، كون الصحة النفسية ركن من اركان الصحة العامة التي يجب ان يتمتع بها الانسان كسائر المخلوقات.
لذا على الحكومات العراقية ان تولي اهتماماً واضح بهذا الجانب عن طريق تخصيص المراكز المتقدمة بعلاج الحالات النفسية واقامة الدورات والندوات وتثقيف المواطن نفسياً واطلاعه على الابحاث العلمية التي توصل اليها العلم فيما يخص الصحة النفسية بشكل عام .
راميار فارس –العراق
ramiarfars@hotmail.com
التعليقات (0)