مواضيع اليوم

المهنية والحيادية ليست مهمة

زين الدين الكعبي

2009-02-22 10:15:18

0

احتدمت  اثناء معركة غزة الاخيرة معركة من نوع اخر في كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروئة . وهذه المعركة دارت وتدور حول حيادية هذه القناة اوتلك ومهنية هذه الجريدة او الاذاعة من عدمها . وليست هذه المرة الاولى اللتي يدور فيها هذا الجدل البيزنطي حول مهنية وحيادية الاعلام في تغطيته للحدث ولن تكون الاخيرة . ولا ينفرد العرب بالاختلاف على هذا الموضوع عن شعوب العالم الاخرى بدليل النقاش الحاد والحوارات الساخنة اللتي دارت في وسائل الاعلام البريطانية عندما امتنعت شبكة bbc عن بث اعلانات لجمع تبرعات لغزة معللة ذلك بالتزام الحيادية وخوفا على المهنية . ولقد مر في ذاكرتي بالمناسبة استفتاء اجري منذ عدة سنوات قامت به جهة اما ان تكون امريكية او بريطانية ولا اذكر اسم الجهة الان للأمانة , الا اني اذكر جيدا نتيجة هذا الاستفتاء اللذي كان يدور عن اي القنواة اللتي يفضلها المشاهد للتزود بالاخبار . وكانت هذه الجهة تسجل التوجه السياسي والاجتماعي لكل شخص يختار القناة اللتي يفضلها . ولقد توصلت نتتيحة الاستفتاء الى ان عنصري المهنية والحيادية على اهميتهما لم يكونا من اهم العناصر اللتي يريدها المتلقي من قناة الاخبار , بل ان توجهات القناة السياسية والاجتماعية هي العنصر الاهم على الاطلاق في اختيار المتلقي للقناة الافضل برأيه . وقد كانت نتيجة الاستفتاء في وقتها مفاجئة لمن اجروه حسبما صرحوا .

ولو نظرنا الى ردود وكتابات المواطن العادي في المدونات والمواقع الاخبارية ومواقع الصحف في منطقتنا العربية فسنجد بالتاكيد ما يوافق هذه النظرية . فلو كنت ممن يحمل اسرائيل مسؤولية الحرب على غزة مثلا فانا بالتاكيد ساستمع الى الاخبار من قنواة مثل الجزيرة والعالم والمنار حيث اجد من يشتم اسرائيل ومن يقف معها . ولو كنت ممن يحملون حماس مسؤولية الحرب فبالتأكيد سأستمع الى العربية والحرة و ال بي سي مثلا حيت استمع الى الضيوف اللذين يشتمون حماس ومن يواليها , وساستمتع سواء كنت من اولائك او من هؤلاء باسكات المخالفين من الضيوف من قبل المذيعين بطريقة مهنية ذكية . وحتى طريقة سرد الخبرلها تاثير كبير على عملية تفضيل القناة للمتلقي . فالكل ينقل الخبر صحيحا ( ولا اتكلم هنا عن القنوات المتخلفة عقليا واللتي لازالت تكذب وتفصل الاخبار بمزاجها مثل قنوات الاحزاب عندنا في العراق واللتي بالمناسبة تجد من يستمع اليها للاسباب اللتي اذكرها هنا ) ولكن مايلي الخبر من تعليق وتحليل هو الاهم للمتلقي بنسبة قد تصل الى 80% , فخبر مثل ( قصفت اسرائيل منزلا في غزة قالت ان ناشطين من حماس يختبئون فيه وقد ادى القصف الى مقتل عائلة مكونة من اب وام وطفلين ) الى هنا وينتهي الخبر المجرد , ولكن لو كانت القناة تتبع جهة تحمل حماس المسؤولية فستعقب بعد هذه الجملة بالقول ( يذكر ان الحرب اندلعت بين اسرائيل وحماس بعد ان قامت حماس بضرب اسرائيل بالصواريخ ) اما قنوات المعسكر الاخر فستعقب بجملة مثل ( وقد بلغ عدد من استشهد من الفلسطينيين الى الف شهيد منذ بدأ العدوان الاسرائيلي على غزة ) . وهاتين الجملتين اللتين ستحددان اختيار المتلقي للقناة اللتي سيعتمدها في سماعه للخبر وليس الحيادية والمهنية . والانحياز هذا طبيعة بشرية لايمكن للمرء التخلص منها الا من رحم ربي وعرف الحقيقة المطلقة وهؤلاء بالتاكيد هم ثلة من الاولين وقليل من الاخرين , والأنسان دائما يكيل بمكيالين والاخبار ليست استثناء . ومثال على ذلك لو عملنا استفتاء حول قذف الرئيس الامريكي السابق بوش بالحذاء في موقع ما وسألنا هل ان المشارك يعتبر منتظر الزيدي بطلا ام صحفي اساء الادب ووجدنا ان النتيجة هي 70% بطل و30% صحفي اساء الادب مثلا . ولو شارك نفس الاشخاص باستفتاء مماثل حول حادثة مفترضة لضرب صحفي ما احد قادة حماس بالحذاء مثلا ( مع الاعتذار وانا هنا اضرب مثل فقط ولا اقصد اي اهانة لاحد ) , فاننا بالتاكيد سنجد نتيجة الاستفتاء اعلاه عن الحادثة الثانية هي 70% صحفي سيء الادب و 30% بطل ؟!!! .  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات