المهندس الصرخي ... الحذر الحذر من طائفية ثانية
تتعرض الشعوب العالمية، و خاصة منها الإسلامية إلى العديد من الكوارث الطبيعية، و الأزمات الاجتماعية، و الاضطرابات الفكرية التي تعصف بها بين الحين، و الآخر، فتؤثر عليها سلباً بما تخلفه من آثار وخيمة تعمل على تغيير مسار الحياة فيها، ولكن ما يهمنا أكثر مما تواجهه الشعوب الإسلامية من تحديات متكررة ؛ بسبب عدة مقدمات توفر لها الظروف الملائمة لحدوث الكوارث الاجتماعية، وفي مقدمتها الفتن التي لا تبقي، و لا تذر، فهي تأكل الأخضر قبل اليابس بفعل ما تتركه من آثار جانبية سيئة على الفرد خاصة، و المجتمع عامة، فالفتن داء خطير يضرب الإنسانية، ولابد من التصدي الحازم له، و بشتى الوسائل الممكنة، و الإمكانيات المتاحة، وفي طليعتها الوحدة الحقيقية، و التلاحم، و التآزر بين البعض، و توحيد الرؤى، و الأفكار، و بالتالي الوقوف بوجهه كالبيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا، ولعلها من أفضل الحلول الناجحة في القضاء على الفتن، و الإرهاب الاستكباري القادم من خلف الحدود الذي يحاول الفتك بالأمة، و النيل من كرامتها، و وجودها التاريخي، و يسعى للإطاحة بها، و النخر في جسدها و إنهاء لقيمها، و مبادئها الإنسانية، ومهما كان الثمن، و هذا ما يُحتم علينا نحن معاشر المسلمين إلى نبذ الخلافات العنصرية، و العودة إلى تعاليم ديننا الحنيف، و السير قُدماً في عقلية واحدة موحدة، و هذا ما أكد عليه المحقق الصرخي في بيانه ( 72) بتاريخ 5 ذي الحجة 1430 و تحت عنوان ( الحذر الحذر من طائفية ثانية ) ومما جاء فيه : }مع الانتباه والالتفات جدا الى أننا نحذر، ونحذر، و نحذر ……. إن عدم التضامن أعلاه، وعدم الوقوف بكل قوة، وثبات لدفع الضيم عن الآخرين يعني المساهمة بل المشاركة في بذر، و زرع، و تأسيس، وتحقيق، وتثبيت فتنة الطائفية المهلكة المدمرة، و إعادتها من جديد، وبشكل أخبث والعن من سابقتها التي كفانا الله شرها، وسيكون الجميع قد شارك في هذه الفتنة، وكان عليه كل وزر، و إثم يترتب عليها من تكفير، و إرهاب، و مليشيات، وتقتيل، وتهجير، وترويع، فالحذر الحذر الحذر، ولا أنسى التنبيه، والالفات إلى انه لا خلاص للعراق، والعراقيين من هذه المهازل، والفتن المهلكة، والفساد المستشري المدمر لا خلاص إلا بتغيير ما في النفوس، والتحرير من قبضة جميع المفسدين من كل الطوائف، والقوميات والاثنيات المتسلطين طوال هذه السنين فالحذر الحذر الحذر، و اسأل الله تعالى الخلاص للعراق، وشعب العراق المظلوم . انتهى {. فالطائفية مقصلة الشعوب، الطائفية مذبحة الشعوب، الطائفية سلاح الفاسدين المفسدين لقمع الشعوب، الطائفية نار مستعرة لا ترحم الشيخ الكبير، و لا الطفل الصغير، الطائفية دار فساد، و إفساد، و خراب، و دمار، فالحذر الحذر يا مسلمون منها، ومن سعيرها المستعر .
بقلم /// الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)