المهندس الحسني و سبل الارتقاء بالواقع الإنساني الأمسيات القرآنية أنموذجا
قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس ) ونحن نعيش في رحاب شهر رمضان شهر الطاعة و الغفران، شهر دعانا الله تعالى إلى ضيافته المباركة و الاستزادة من نوائله و فضائله و مكارمه المِعطاء، فحريُ بنا أن ننهل من معينه الصافي و نستلهم ما فيه ومما يثري آخرتنا و يزيد في نعيم دنيانا، كيف لا وهو شهر القرآن ربيع النفوس و أنيس النفوس و الهدى المستقيم و الصراط القويم، شهرٌ حافلٌ بالكثير من المواقف المشرفة التي تجدد في الإنسان روح العبادة الخالصة لخالقه الجليل و تجعله في موضع الرحمة الإلهية و عنايته العظيمة، وبما يقدمه من أعمال صالحة و قراءة قرآنه المجيد قراءةً صادقة جوهرها التعلم منه و غايته تعليمه الصغار قبل الكبار وكمال قال رسولنا الكريم ( خيركم مَنْ تعلم القرآن و تعلمه ) فخير الناس مَنْ نفع الناس و كيف ينفع الناس ؟ من خلال تعلمه القرآن و تعليمه إياهم على نحو الإتقان في عمله الناجح هذا فالرسول ترك لنا إرثاً كبيراً هو بمثابة المدرسة الصالحة المفيدة لكل روادها فهو ( صلى الله عليه و آله و سلم ) يقول ( رحم الله إمرءاً عمل عملاً صالحاً فأتقنه ) فالذوبان في تعليم الناس القران و علومه وكل ما يرتبط به من علوم أخرى فهو في غاية الجود فالجود بالنفس أقصى غايات الجود ولعل من أهم التجارب الفريدة من نوعها ما صدر أخيراً من مشاريع رمضانية – و ليس للحصر – المشروع الإنساني النبيل الذي أطلقه للعنان المهندس الحسني و الموسوم " التربية المهدوية في رحاب القران " وهو يسعى لبناء الإنسان الصالح المستقيم بناءاً ناضجاً عبر استغلال شهر رمضان خير استغلال ومن خلال استثمار بركاته ومنها إقامة الأمسيات الرمضانية التي يتخللها قراءة القران وعلى مدار الشهر الفضيل و بمجمل جزء لكل يوم و التدبر فيه و السير على أخلاقة و دعواته الصادقة نحو بناء الشخصية المتكاملة ليكون لها هذا الشهر الكريم كالتجربة الناجحة و الملهم لها الصبر على محن الدهر و نوائبه و الوقوف بحزم أمام شدائد الزمان و فتنه المريرة، فهذا المشروع الناجح الذي أعطى ثماره اليوم نرى أن الأشبال قبل الشباب و الكهول تتسابق لحجز مكانها بين القراء و المتعلمين ليكون لهم المعين الذي يستسقون من عذب كلماته النقية و يتعلمون ما يعينهم على فهم الحياة و يكون لهم سداً منيعاً من الانحرافات المستقبلية و الفتن المعاصرة و القادمة مادام الشيطان و جنوده يتربصون بهم الدوائر و يسعون لإفسادهم وهم في مقتبل العمر فكان مشروع الأمسيات القرآنية حقاً المشروع المناسب في المكان المناسب لإنقاذ الشباب و حماية الأشبال من مخاطر الفساد الأخلاقي و مخططات المفسدين و حقاً أنه مدرسة صالحة ضرورية للتربية الصادقة و من المقدمات المهمة لبناء الإنسان المتكامل وهي واحدة من بين السُبُل المهمة للارتقاء بالواقع الإنساني و إقامة المجتمع الواحد قولاً و فعلاً .
https://www.facebook.com/Media.Diwaniya/videos/461836881290801/?epa=SEARCH_BOX
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)