مواضيع اليوم

المهاجر سيركوزي ما بين التطاول والتسول

 

المهاجر سيركوزي

ما بين نزعات التطاول وآداب التسول

واضح أن سيركوزي (محظوظ الأليزيه المنحدر من أسرة مهاجرة) يحلم بوراثة الدور البريطاني في أوروبا والشرق الأوسط معا ؛ ويخطط لتحقيق هذا الحلم عبر التسول على أعتاب البيت الأبيض من جهة ومغازلة ودغدغة المشاعر العنصرية والصليبية للغرب الأوروبي من جهة أخرى ....
وهو في أثناء هذه الماكوكية الغزلية التسولية يبدو عليه وكأنه لا يتوقع أن تترك تصريحاته ومواقفه وقراراته العنصرية تجاه الفرنسيين العرب والمسلمين على نحو خاص ..... لا يتوقع أن تترك أثرا سلبيا يمس طموحات فرنسا بلعب دور اقتصادي وسياسي وثقافي مؤثر لمصلحتها في منطقة الخليج العربي قليلة السكان والمتخمة بالأموال وإحتياطات الطاقة التي يسيل لعابه لها عل وعسى أن يستر ببعض ما يلهفه منها عورات العجز المتزايد في ميزانية حكومته سنة بعد أخرى ......

قبل فترة ليست بالقصيرة شهدت منطقة الخليج العربي جولة لسيركوزي صحبه خلالها عدد من رجال الأعمال والاقتصاد والتعليم بحثا عن موطيء قدم . وقد كللت زيارته بافتتاح فروع لبعض المصارف الفرنسية وتكوين شراكات اقتصادية وتجارية بالإضافة إلى افتتاح فروع لجامعات فرنسية بل وحتى الإحتفاء بتاريخ برجيت باردو الذي كرس الجديد في التقاليد الفرنسية وتكلل بالإباحية الجنسية التي أعقبت فعاليات الثورة الطلابية في فترة الستينيات من القرن العشرين.

ولكن الوجه الآخر الذي يفصح عنه سيركوزي عندما يختلط بالناخب المحلي والتيار الأوروبي يصبح مغايرا بمعدل 180 درجة خلال تناوله للعلاقة الفرنسية مع أبناءها من المسلمين سواء أكانوا عربا أم عجما ....

في مقال حديث حول الهوية الوطنية الفرنسية نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أول أمس - بعد أن قام بالتوقيع عليه على اعتبار أنه كاتبه - يتعرض سيركوزي إلى مآذن المساجد الإسلامية والشعائر الدينية للمسلمين في فرنسا بقوله:- أنه يجب على (الوافدين) المسلمين عدم إستفزاز الآخرين خلال ممارستهم لشعائرهم الدينية .....!!

ويا لسخرية الأقدار .... يصفهم بأنهم (وافدين) وكأنه هو وريث الملك شارلمان قاهر رجال الشمال أو سليل أسرة البوربون أو حفيد نابليون .... ناسيا أو متناسيا أنه هو نفسه ليس فرنسي الأصل وإنما مجرد إبن وافد مهاجر من هنغاريا إلى فرنسا تزوج من فرنسية فجاء به ليس إلا .....

وكمعلومة عامة فإن إسم سيركوزي الحقيقي هو: نيكولاس بول استيفان سيركوزي . ولد في فرنسا بتاريخ 28 يناير 1955م . وكان والده بول استيفان قد قدم مهاجرا إلى فرنسا بتاريخ 5 مايو 1928م ثم تزوج بفرنسية ....

إن في نعت محظوظ الأليزيه (المنحدر من أسرة مهاجرة) للمسلمين الفرنسيين بأنهم (وافدين) فيه الكثير من الظلم والحقد والعنصرية والتجني والتزوير في الحقائق والأوراق الثبوتية الفرنسية ، لاسيما وأن أكثر هؤلاء الذين نعتهم سيركوزي بالوافدين هم أقدم منه هجرة إلى فرنسا . ومنهم من سرقت فرنسا الاستعمارية خيرات بلاده الأصلية وأحالته إلى دور الأيتام بعد أن إستأصلت شافة عائلته أو شنقت أبيه على مرأى منه في الميادين العامة عبر تاريخها الاستعماري البغيض في شمال أفريقيا العربية على نحو خاص .... ومن أسلاف هؤلاء على وجه التحديد كان أكثر من مليون شهيد ....

وعليه فمن باب أولى أن يسأل سيركوزي نفسه عما إذا كان والده الذي جاء عام 1928م من هنغاريا قد دفعت بلاده الأصلية مثل هذه الفاتورة الاستباحية الدموية على غرار ما فعلت الجزائر والمغرب على سبيل المثال أم لا؟
المثير للإشمئزاز أن سيركوزي يطالب المسلمين بعدم استفزاز الآخرين من خلال ممارستهم لشعائرهم الدينية ؛ في حين لا ينسى أن يرتدي ثوب الكرادلة ليذكرنا بأن المجتمع الفرنسي يقوم على أسس راسخة من التقاليد المحافظة وتعاليم الديانة المسيحية .....
الذي لا يعرفه سيركوزي المحترم من ضمن كثير مما لا يعرفه عن المجتمع الفرنسي الذي هاجرت إليه أسرته قبل سنوات ليست بالطويلة ... ربما لا يعرف أن ذيول تمزق النسيج الاجتماعي أثناء إحتلال ألمانيا النازية وقناعات الإباحية الجنسية وتقاليد التعري على طريقة " ب. ب " إن فاتت فرنسا فإلى أين تتجه وتذهب وتستقر؟
والعالم أجمع والمشرقين والمغربين لديه هذا الانطباع والعلم معا عن المجتمع الفرنسي وثقافته الجنسية. وهو المحسوس في الشارع والملاهي والكباريهات وعلب الليل وفاترينات أسواق لحم الرقيق الأبيض.... فهل كانت هذه تعاليم السيد المسيح؟ .. وهل نزل الإنجيل بهـذا؟
ثم إن المجتمع الفرنسي وسواء رضي سيركوزي أو لم يرضى يدين في الحقيقة لتعاليم وقناعات العلمانية في أقصى درجاتها ... فهل يسعى محظوظ الإليزيه المهاجر من خلال بعض ما جاء في مقاله الذي قام بالتوقيع عليه على اعتبار أنه هو الذي صاغه ... هل يسعى بذلك إلى إحياء قناعات محاكم التفتيش والحملات الصليبية على طريقة آخر الفاشلين والمندحرين فيها الملك لويس التاسع؟؟

صور لبعض مساجد باريس

 

أقـدم مساجد باريــس

جميع المساجد الإسلامية في فرنسا لم تكن هبة أو مكرمة من الحكومة الفرنسية أو دافع الضرائب بل دفع السلمون من داخل وخارج فرنسا ثمن أراضيها وشيدوها من حر مالهم شاملا الضرائب والرسوم ..

 

حافظت العمارة الفاطمية والأندلسية على تصميمها المميز في صحن هذا المسجد الباريسي

البناء المعماري للمسجد في فرنسا جزء من جماليات المدينة ولا يستفز مشاعر الغير لأن الشعائر تقام داخله وليس في الخارج

كان سيركوزي يتودد للفرنسيين المسلمين والعرب قبل الانتخابات ويضمر ركلهم بعدها

من بين الحملات الصليبية  السيئة السمعة دائما




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات