بثت وتواصل القناة الثانية المغربية بث برامج عن الجالية المغربية في المهجر, هذه البرامج المتخصصة في فضح عوراتهم أمام ذويهم وأقربائهم في المغرب وهم ينتظرون في صفوف متراصة من أجل الحصول على مساعدات (دقيق وزيت وحليب…) وبالخصوص في إسبانيا الجارة الشمالية حيث تُظهر عدسات الكاميرا وباحترافية عالية معاناتهم مع واقعهم المر في عز الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكل شيء, فلا مال ولا عمل اللهم بعض الأحلام التي تنغص على هؤلاء المغاربة معيشتهم فيحاولون إقناع أنفسهم بطريقة أو بأخرى بمغادرة المهجر والعودة إلى حضن الوطن كما فعلوا قبل مدة من الزمن حيث أقنعوا أنفسهم بمغادرة الوطن فها هم الآن عائدون فماذا أوجدت لهم حكومة المملكة الشريفة؟ خصوصاً وأنه طيلة سنوات مضت تستقبلهم بأهازيج من قبيل (إيسي فوزيت شيفو…أمرحبا بيكم في بلادكم) بالطبع طمعاً في إيراداتهم التي تحطم كل الأرقام وتحويلاتهم لأقاربهم وذويهم الذين يعيشون فقط من هذه التحويلات البنكية, وتجعل خزينة الدولة تنتعش بفضل العملة الصعبة.
- لكن الآن علامة استفهام كبيرة؟ وسؤال محير… كيف ستستقبل الحكومة المهاجرين؟ هل بالأهازيج والتهريج من فم (نجاة عتابو) كما ألفنا أن نرى في التلفزيون العمومي "المتجمد" أم سيكون كل شيء بارداً كبرودة جيوب المغاربة المهاجرين الذين هم كباقي الإخوة في المغرب لا حول لهم ولا قوة أم سيرددون نفس الأهازيج وبصيغة أخرى(إيسي فوزيت "شيفون"؟؟؟… ومرحبا بلي جا وجاب…).
- في إسبانيا حتى قطاعي الفلاحة والبناء الذي كانت أيدي الإسبان الناعمة تمقته وتعتبره عملاً لا يصلح إلا للقذارة من المهاجرين وفي طليعتهم مواطنو أمريكا اللاتينية والمغاربة, أصبح الآن تحت الطلب ويرضى به الإسبان لأن الأزمة أضعفتهم وأوهنتهم وجعلتهم يتنازلون عن البذخ فيرضون بالقذارة.
الآن وقد أصبح الحلم الأوروبي كابوساً مرعباً أفزع الآلاف أو الملايين من راغبي الهجرة إلى الطرف الآخر من العالم حيث تحلو الحياة. الآن تغير طعم الحياة وأصبحت مرة كطعم الزقوم عند من لا يزالون يحلمون بالفرار.
- لنرجع إلى موضوعنا والذي بدأناه في بدموع الحسرة على هؤلاء المغاربة الأعزاء على قلوبنا الذين يعانون في صمت رهيب وينتظرون لعل الأيام تفك اللغز المحير الذي جعل الدنيا تنقلب عليهم رأساً على عقب وتفرغ جيوبهم عن آخرها. فليس غريبا أن نظهر تعاطفنا كمغاربة الوطن على مغاربة المهجر لأن في ذلك سراً ربما الشعب كله يعرف كنهه. ففراغ جيوب مغاربة المهجر أيها الأعزاء هو تجويع وتشريد لعائلاتهم في المغرب التي تعيش فقط على تحويلاتهم من أوروبا. الأمر الذي يعجل بكارثة ربما لا يعرف عنها (عباس) شيئاً ولا يفقهها ولا يعرف لها تأويلاً. كباقي قضايا الشعب التي تبقى راسخة في كيس قمامة السيد الفاسي عباس.
- هكذا وتستمر القناة الثانية في تقديم برامجها الغنائية الفاضحة والغير أخلاقية التي تنفق عليها الملايير من أموال الشعب, وتستمر قنواتنا الكرتونية ومعها بعض الجرائد الورقية التي لا يتصفحها أحد في تقديم الوطن والمواطن كأنه في جنات النعيم. ويستمر شعبنا المغربي في النزيف, جرحاً تلو الآخر.
ويستمر مسلسل… "نزيف الشعب"
عبد الله بولحيارا
تيزنيت - المغرب
Deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)