المنهج البنيوي التكويني عند عبد الرحمـــن بوعلـــي
الدكتور جميل حمداوي
تقديـــــم:
يعتبر الناقد عبد الرحمن بوعلي من أهم النقاد الحداثيين المغاربة الذين تمثلوا المناهج النقدية الغربية المعاصرة أحسن تمثل إن نظرية وإن تطبيقا وإن ترجمة، حيث مر الناقد في مسيرته النقدية بأربع مراحل كبرى، ويمكن حصرها في: مرحلة المرجع، وذلك من خلال اعتناق المنهج الواقعي الجدلي أو المنهج البنيوي التكويني على حد سواء، ومرحلة النص، وذلك بالانفتاح الواعي على البنيوية اللسانية والبنيوية السردية والسيميائيات، ومرحلة الأسلوب ، و ذلك عن طريق استيحاء تصورات مجموعة من الأسلوبيين، مثل: ميخائيل باختين، وفينوغرادوف، وغريفتسوف، وإيف تادييه...، ومرحلة القراءة ، وذلك عبر تمثل واستيعاب وترجمة لمجموعة من النظريات المنهجية في جمالية التلقي لكثير من النقاد الغربيين، أمثال : وولفغانغ إيزر(Izer)، وهانز روبير يوس(Jauss)، وأمبرطو إيكو(U.Eco) ، ورولان بارت (R.Barthes)، وميشيل شارل (M.Charles) ، وتزتيفان تودوروف (Todorov)،...
هذا، و من يقرأ كتابات عبد الرحمن بوعلي النقدية ويتعمق فيها، فسيلاحظ منذ الوهلة الأولى أن نقده يتسم بتنوع المناهج والمقاربات والنظريات، وتعدد الخلفيات المعرفية على المستوى النظري والإبستمولوجي، وهيمنة البنيوية التكوينية على باقي المناهج النقدية الأخرى، فضلا عن كون الناقد حداثي المنطلقات والرغبات والمنازع، حيث يتأرجح منهجيا وإجرائيا بين جنسي الشعر والرواية على مستوى التطبيق، آخذا بتلابيب التجريب المنهجي نظرية وممارسة وترجمة.
1- واقع النقد السوسيولوجي في العالم العربي:
يعتبر عبد الرحمن بوعلي من أهم النقاد المغاربة الذين تمثلوا البنيوية التكوينية تمثلا جيدا، فقد اقترن بها أيما اقتران منذ سنوات الثمانين من القرن العشرين. وبالتالي، فقد أصبح هذا المنهج السوسيولوجي المنهج المفضل لدى هذا الباحث الناقد، ويعد كذلك المنهج المهيمن على باقي دراساته النقدية والجامعية. ومن المعلوم أن كثيرا من الدارسين والنقاد العرب ، ولاسيما النقاد المغاربة ، قد أقبلوا على هذا المنهج النقدي تعريفا وتطبيقا، وذلك لارتباطه الوثيق بالواقعية الجدلية، والجمع بين الداخل النصي والمرجع الخارجي، والتأرجح بين الفهم والتفسير.
ومن الباحثين العرب الذين استخدموا هذا المنهج في أبحاثهم ودراساتهم وكتاباتهم النقدية، نستحضر السيد يس في كتابه:" التحليل الاجتماعي للأدب"[1]، وجمال شحيد في كتابه:" في البنيوية التركيبية، دراسة في منهج لوسيان كولدمان"[2]، وطاهر لبيب في دراسته:" سوسيولوجيا الغزل العربي"[3]، وصالح سليمان عبد العظيم في:" سوسيولوجيا الرواية السياسية- يوسف القعيد نموذجا-" [4]، ورفيف رضا صيداوي في كتابيها:" النظرة الروائية إلى الحرب اللبنانية 1975 -1995"[5]، و:"الرواية العربية بين الواقع والتخييل"[6]،
وإذا انتقلنا إلى الدارسين المغاربة، فمن المعروف أن المنهج البنيوي التكويني قد تم تطبيقه منذ سنوات الستين من القرن العشرين على مختلف الأجناس الأدبية. نذكر في مجال الرواية: عبد الكبير الخطيبي في كتابه:"الرواية المغربية"[7]، وسعيد علوش في كتابه:" الرواية والإيديولوجيا في المغرب العربي"[8]، وحميد لحميداني في:"الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي"[9]، وعبد الرحمن بوعلي في كتابيه:" الرواية العربية الجديدة" [10] و" المغامرة الروائية"[11]. أما في مجال النقد الأدبي، فنستدعي كلا من: ممحمد برادة في كتابه: " محمد مندور وتنظير النقد العربي"[12]، وإدريس بلمليح في دراسته :" الرؤية البيانية لدى الجاحظ"[13].
ونستحضر في مجال القصة القصيرة نجيب العوفي في كتابه:" مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية: من التأسيس إلى التجنيس" [14]. ونشير في مجال الشعر إلى محمد بنيس في كتابه:" ظاهرة الشعر المعاصر بالمغرب"[15]، وعبد الله راجع في كتابه:" القصيدة المغربية المعاصرة: بنية الشهادة والاستشهاد"[16]، وبنعيسى بوحمالة في كتابه:" النزعة الزنجية في الشعر المعاصر: محمد الفيتوري نموذجا"[17]. ونذكر في مجال المسرح عبد الرحمن عبد الوافي في رسالته الجامعية:" صورة البطل في المسرح المغربي من البدايات إلى الثمانينيات"[18]...
هذا، وقد خصص عبد الرحمن بوعلي ثلاثة كتب للمنهج البنيوي التكويني تعريفا وتطبيقا. وهكذا، نجده في كتابه الأول: " في نقد المناهج المعاصرة"[19] يعرف القارىء العربي بالمنهج البنيوي التكويني، وذلك باعتباره نظرية منهجية، وممارسة تطبيقية ، كما يحضر ذلك جليا في مجموعة من الكتابات النقدية العربية. لذا، فقد بدأ مؤلفه بذكر مجموعة من الروافد والطرائق التي تحكمت في ظهور المنهج السوسيولوجي بالغرب، إذ أشار إلى ثلاثة روافد أساسية تحكمت في هذه السوسيولوجيا الأدبية، مثل: رافد المادية الجدلية كما عند جان بابتيست فيكو، ومدام دوستايل، وأوجست كونت، وسانت بوف، وهيبوليت تين، وبرونوتيير...وهناك أيضا رافد علماء الاجتماع الألمان، كسيمل، وماكس ويبر، وكارل مانهايم... والرافد الثالث الذي يتمثل في مدرسة فرانكفورت كما عند كل من أدورنو، وهوركايمر، ووالتر بنجامين...
وبعد ذلك، يميز عبد الرحمن بوعلي بين طريقتين في مجال النقد السوسيولوجي: الطريقة التجريبية القائمة على دراسة سوسيولوجية القراءة ، وذلك بالتركيز على الإنتاج، والتوزيع، والاستهلاك كما نجد ذلك جليا عند روبير إسكاربيت(R.Escarpit) ، وطريقة السوسيولوجية الجدلية أو ما يسمى كذلك بالبنيوية التكوينية كما تتضح لدى جورج لوكاش، ولوسيان كولدمان، وجاك لينهاردت، وروني جيرار، وبيير زيما، وميشيل زيرافا...
وقد استخلص عبد الرحمن بوعلي ، وذلك في أثناء استعراضه لنظرية لوسيان كولدمان مبلور نظرية البنيوية التكوينية، مجموعة من المفاهيم الاصطلاحية التي يستند إليها الجهاز البنيوي التكويني كالفهم والتفسير، والبنية الدينامية الدلة، والتماثل بين البنية الجمالية والبنية المرجعية، والرؤية للعالم، بالإضافة إلى مفاهيم ضمنية تتعلق بأنماط الوعي الجمعي، والبطل الإشكالي...
وبعد انتهائه من ذكر خلفيات وطرائق ومفاهيم النقد السوسيولوجي الغربي، انتقل الدارس إلى البحث عن مدى حضور المنهج السوسيولوجي في الكتابات النقدية العربية ، وذلك من خلال نقد مجموعة من الدراسات النقدية السوسيولوجية العربية والمغربية تعريفا وتحليلا وتقويما، كما فعل مع كتاب:" التحليل الاجتماعي للأدب" للسيد يس، وكتاب" سوسيولوجيا النقد العربي الحديث" لغالي شكري، وكتاب: " الرواية والإيديولوجيا في المغرب العربي"لسعيد علوش، و" ظاهرة الشعر المعاصر بالمغرب" لمحمد بنيس.
وقد توصل الدارس إلى مجموعة من الملاحظات النظرية والمعرفية والمنهجية والتطبيقية المتعلقة بهذه الكتابات النقدية السوسيولوجية، فاعتبرها دراسات عاجزة عن فهم حقيقي للنقد السوسيولوجي، ولاسيما النقد البنيوي التكويني:" إن النقد السوسيولوجي كما هو منجز في الكثير من الأبحاث والمؤلفات النقدية العربية يشكو من عجز كبير"[20]. ويعود هذا العجز عند الباحث إلى عدم فهم الدارسين والنقاد العرب للنظرية السوسيولوجية في الأدب تصورا وتطبيقا واصطلاحا وترجمة:" ومن المؤكد أن ملامح العجز هاته التي كثيرا مانصادفها في الكثير من الممارسات النقدية السوسيولوجية، وبدرجة أقل في النماذج التي استعرضنها- يقول الباحث- ناشئة بالدرجة الأولى عن قلة الاطلاع، وضعف مواكبة مايصدر في المنهج، وعن ندرة ماترجم إلى العربية من نصوص في النقد السسوسيولوجي ، إضافة بطبيعة الحال إلى مشاكل الترجمة نفسها"[21].
وبناء على هذه الملاحظات، فحضور المنهج السوسيولوجي في الساحة النقدية الثقافية العربية قليل جدا. وبالتالي، لم يتم تطبيقه بشكل جيد. ومن ثم، يلاحظ بشكل من الأشكال غياب واضح للمنهج السوسيولوجي الحقيقي نظرية ومنهجا وتطبيقا واصطلاحا:" إن أول ملاحظة تبادر إلى الذهن هي أن الدراسات النقدية العربية ذات المنحى السوسيولوجي لاتعبر من حيث العدد عن اتساع رقعة النقد السوسيولوجي.وبالتالي، فهي لاتعبر عن ازدهار النقد في العالم العربي. هذا إذا لم يكن ذلك العدد القليل من الدراسات علامة على غياب النقد السوسيولوجي."[22]
وهكذا، يتبين لنا بأن عبد الرحمن بوعلي ، وذلك قبل أن يخوض مغامرة تجريب البنيوية التكوينية في دراستيه الأكاديميتين، قام بتشريح معظم الكتابات السيوسيولوجية التي طبقت البنيوية التكوينية تحليلا وتقويما، تفكيكا وتركيبا، فارتأى أنها كانت تعاني من انفصال النظرية عن التطبيق. ولكنه لم يشر إلى كثير من الدراسات النقدية الناجحة ككتابات عبد الكبير الخطيبي، ومحمد برادة، والطاهر لبيب، وغيرهم...
2- التنوع المنهجي في كتاب:" الرواية العربية الجديدة":
وإذا انتقلنا إلى كتابه الثاني، والذي سماه صاحبه بــ"الرواية العربية الجديدة"، فإننا نجد أن عبد الرحمن بوعلي في هذه الرسالة الجامعية ينطلق من البنيوية التكوينية في دراسة الرواية العربية الجديدة، وذلك من سنة 1960 إلى سنة 1980م، حيث يعلن الدارس منهجه النقدي بوضوح:"بقيت الإشارة إلى المنهج المتبع في الدراسة، ولعل المنهج الذي يمكننا من طرح إشكالية تشكل الرواية فنيا وتاريخيا واجتماعيا هو المنهج البنيوي التكويني الذي وضع أسسه لوكاش، ووطد دعائمه لوسيان كولدمان، ومن جاء من تلامذته من بعده. والحق أن منهج البنيوية التكوينية كما عبر إيون باسكادي" ليس بمفهوم كولدمان مفتاحا عالميا، بل منهج عمل يتطلب بحوثا اختبارية مسترة ودؤوبة"،وهو بجعله المضمون والشكل وجهين غير منفصلين للعمل الأدبي، وبتشريحه في وضعها الراهن، وفي البحث عن تماثل العمل الأدبي كشكل من أشكال التعبير والواقع الاجتماعي العربي في الظروف التي حددتها أزمنة وأمكنة خاصة.
والهدف من كل هذا الوصول إلى حقيقة أن الإبداع الأدبي ليس انعكاسا مباشرا للواقع المادي، وإنما هو بناء قائم الذات، يوازي البناء الاجتماعي ، وينتج عن وسائط مادية – سلوكية وفكرية- عقائدية. أي : إنه بنية لها عناصرها المكونة لها.".[23]
ويضيف الباحث أيضا بأن:" المبدأ الذي يرتكز عليه دراساتنا للرواية العربية الجديدة هو المبدأ الذي صاغه جورج لوكاش في كتابه:" نظرية الرواية"، وهو الذي يتلخص في أنه لاوجود لإستطيقا خالصة مستقلة وغير مرتبطة بشيء آخر، وبتعبير آخر، فإن" ما يظهر أنه مجرد قضية شكل، بل وحتى تقنية (أو صيغة) يحيل على شيء آخر يفسره، وهو الظروف السوسيو- تاريخية التي نشأ فيها العمل".
إن هذا الربط بين بنى التعبير في سياقاتها وبنية المجتمع لايمكن أن يكون ميكانيكيا فحسب، لأن كل كلام لايخلق انطلاقا من واقع، وإنما يمر عبر قنوات معقدة جدا، وأن أول قناة من هذه القنوات هي الإنسان المبدع".[24]
لكن عبد الرحمن بوعلي ، في هذه الدراسة الجامعية، يتوسل بمنهجين آخرين كما يعترف بذلك، وهما: الشعرية والموضوعاتية، حيث يقول في هذا الصدد:" وقد حتمت علينا طبيعة الدراسة أن نستنجد إضافة إلى البنيوية التكوينية كمنهج نقدي مركزي، بمنهجين آخرين هما: الشعرية وتحليل المضمون. لذا، فإن الدراسة ستتبع ثلاثة مسارات: الأول وهو مسار الشعرية الذي نقوم من خلاله بالوصف النظري للجنس الروائي في أشكاله الجديدة، والثاني هو مسار تحليل المضمون، أما الثالث فهو المسار النقدي الذي يقوم على أساس البنيوية التكوينية، والذي يتخذ من فلسفة الجدل المادية والتاريخية إطارا له. والأساس النظري الذي جعلنا نستفيد من كل هذه الاتجاهات هو اقتناعنا المبدئي بأن المنهج البنيوي التكويني يعطي للبحث الأدبي الكثير من الحرية في الاستفادة من مناهج النقد الحديث، وفي استخدام مصطلحاتها."[25]
وبناء على ما سبق، فقد حدد الدارس مجموعة من الخصائص التي تمتاز بها الرواية العربية الجديدة، كما عند حليم بركات، وجمال الغيطاني، وغائب طعمه فرمان، ومحمد زفزاف، ويوسف القعيد، وصنع الله إبراهيم، وعبد الرحمن منيف، وجبرا إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن مجيد الربيعي، والطاهر وطار، وإلياس خوري، وحيدر حيدر، وهاني الراهب، وإميل حبيبي، ونجيب محفوظ، والطيب صالح، وإدوار الخراط، ومجيد طوبيا، وصبري موسى، ومحمد شكري...وتتمثل هذه الخصائص ، وذلك على مستوى الفهم، في خرق قواعد البنية السردية، وخلخلتها منطقيا وزمنيا، والخلط بين الخطابات والأجناس الأدبية، كالجمع – مثلا- بين التخييل والأوطوبيوغرافيا والتأريخ.
ويعني هذا تعدد الخطابات داخل النص الروائي، وتأرجح البنية السردية الروائية بين التضمين والتسلسل والتناوب على مستوى التركيب النصي، والتركيز على حدثية الرواية بدلا من التركيز على الشخصيات، وحضور هذه الشخصيات كذلك باعتبارها عوامل سيميائية مرجعية وتكرارية أو واصلة. بيد أن الشخصية المهيمنة في الرواية العربية هي شخصية إشكالية متمزقة بين الذات والموضوع، تعيش في عالم محبط ، وهي شخصية إيجابية تحمل قيما أصيلة. ولكنها من جهة أخرى، شخصية سلبية غير منجزة وفاشلة في ترجمة هذه القيم ميدانيا في الواقع الموضوعي. وقد تحدث الدارس عن ثلاثة نماذج من هذه الشخصية الإشكالية، وهي: النموذج السلبي، والنموذج الرافض، والنموذج المحبط.
هذا، وتتنوع الأحداث الروائية داخل هذا المتن المدروس، فهناك الحدث الأسطوري، والحدث التاريخي، والحدث الاجتماعي، والحدث السياسي. ويمكن الحديث كذلك عن تعدد الأمكنة والأزمنة، وتنوعها تداخلا وتقاطعا وانصهارا. وفي هذا النطاق، نشير إلى أمكنة معلقة وأمكنة مفتوحة. والانتقال من معمار روائي ساذج وبسيط إلى معمار معقد ومركب كالمعمار الدائري، والمعمار الجدلي، والمعمار المتفكك أو البناء المتقطع. ولا ننسى ظاهرة تنويع السجلات اللغوية ، وتشغيل الظاهرة البوليفونية (التعددية الأسلوبية) القائمة على الأسلبة، والتهجين، والحوارية الداخلية (الديالوجية)، والباروديا (السالبة الساخرة). ولقد استفادت الرواية العربية الجديدة أيضا من تنوع الرؤى السردية، وتعدد الرواة، واختلاف وجهات النظر، مع تشغيل المنولوج بشكل لافت للانتباه ، متأثرة في ذلك بالرواية الفرنسية الجديدة أو تيار الوعي. وهناك خاصيات فنية وجمالية أخرى كالتشظي الزمني ترتيبا وإيقاعا وتواترا وانحرافا، وتنويع البداية والنهاية السردية، وتوظيف الخاصية الميتاسردية التي تتمثل في تفكير الرواية في نفسها. وثمة ملامح أخرى للرواية العربية الجديدة، وقد حصرها الدارس في عدة ملامح، مثل: السخرية، والتناص، والمحكي الشاعري، وتحول الإبداع الروائي إلى صناعة وحرفة وبحث وتحقيق وتوثيق.
هذا، وقد توصل الباحث بعد مرحلة الفهم إلى أن التيمة الدلالية الكلية التي تتحكم في المتن الروائي هي تيمة التغيير والثورة . إلا أن البنية الدالة هي بنية الهزيمة، والتي تترتب عنها هيمنة الرؤية المأساوية إلى العالم، تلك الرؤية القائمة على اليأس، والحزن، والألم، والنقد الذاتي، والإحباط، وخيبة الأمل، والفشل، والسقوط، والهروب، والعجز...
وبعد ذلك، ينتقل الدارس لتفسير هذه الرؤية المأساوية ضمن سياقها الحضاري، ونطاقها الاجتماعي، وبعدها السياسي، وإطارها التاريخي، وحقلها الثقافي. كما يحدد الدارس مجموعة من أنماط الوعي لدى المبدعين الروائيين تجاه الواقع الموضوعي المأساوي، ويحصرها في ثلاثة مواقف جدلية: موقف اللامقاومة، وموقف التحدي والثورة، وموقف الهجاء والنقد الذاتي. ويلاحظ الدارس أن الرواية العربية قد استفادت من جهة من تقنيات التراث العربي القديم. ومن جهة أخرى، فقد استفادت من تقنيات الرواية الغربية كتابة وتعبيرا وتصورا، كما استفاد كتابها من تأثيرات داخلية (واقع الهزيمة)، ومن مؤثرات فكرية وفنية خارجية (الوجودية، والسريالية، وتيار الوعي). وبالتالي، فقد حاول الناقد أن يعقد تماثلا بين البني الجمالية للمتن الروائي العربي الجديد والبنى الواقعية المرجعية في مختلف تجلياتها ، لكن بطريقة غير مباشرة تعتمد على الاستفادة من المادية الجدلية. وبالتالي، فقد تحدث الدارس ، وذلك على المستوى الثقافي، عن مجموعة من الروائيين المثقفين الذين ينتمون إلى شريحة وسطى، تنتمي إلى قطاعي التعليم والصحافة، وتتموقع هذه الفئة بين الطبقة الكادحة والطبقة البورجوازية . ويعني هذا أن هذه الشريحة الاجتماعية تنتمي بشكل من الأشكال إلى الطبقة الوسطى أو ما يسمى أيضا بالبورجوازية الصغرى. ومن المعلوم أن هذه الطبقة المثقفة لها إيديولوجية جديدة خاصة بها قائمة على تعرية الصراع، والدعوة إلى التغيير، بعد أن هيمنت على الفكر العربي من قبل مجموعة من الإيديولوجيات المتصارعة، مثل: الإيديولوجيا الوطنية الإصلاحية، والإديولوجيا السلفية، والأيديولوجيا القومية، والإيديولوجيا الطوباوية. وهكذا، فقد وضح لنا الدارس بكل جلاء كيف انتقلت الرواية العربية من جنس أدبي كلاسيكي، كان يعبر في جوهره عن رؤية مادية جدلية ، وذلك إلى شكل روائي جديد، يعبر عن رؤية مأساوية، قوامها: الخيبة، والحزن، واليأس، والرغبة في التغيير، والتحرر من الوضع القائم .
ويلاحظ كذلك أن الدارس في كتابه:" الرواية العربية الجديدة" ينتقل من المنهج البنيوي التكويني إلى البنيوية السردية والسيميائيات، وذلك من خلال الحديث عن منطق الأحداث عند كلود بريمون، واستعراض نظام الوظائف عند رولان بارت، والحديث عن البنية العاملية عند كريماص، واستحضار سيميولوجية الشخصية عند فيليب هامون، واستدعاء تزتيفان تودوروف أثناء تقسيم النص إلى متواليات ومقاطع نصية، والتركيز على علاقة القصة بالخطاب، وتحديد أنماط التركيب النصي تسلسلا وتضمينا وتناوبا، مع الحديث بشكل مفصل وواضح عن وجهات النظر السردية.
كما يستفيد الدارس في كتابه القيم من أسلوبية الرواية ، وذلك من خلال الانفتاح على ميخائيل باختين وفينوغرادوف ( التعددية الأسلوبية)من جهة، وتمثل نظرية إيف تادييه (المحكي الشاعري) من جهة أخرى.
ولم يكتف الدارس بالبنيوية التكوينية فقط، بل تبنى أيضا السوسيولوجية التجريبية عند روبير إسكاربيت ، وذلك من خلال التركيز على استهلاك الرواية ، وتشغيل ببليوغرافيا الرواية العربية في تطورها وامتدادها، مع جرد نسبة عدد القراء، ووتيرة الإنتاج والاستهلاك والتوزيع.
3- " المغامرة الروائية" والسقوط في الواقعية الانعكاسية:
خصص عبد الرحمن بوعلي كتابه الثالث:" المغامرة الروائية" للبحث في تشكل الرواية العربية، ورصد نشأتها وتطورها وتكونها، وذلك من بداية ثلاثينيات القرن التاسع عشر إلى غاية تطور الرواية العربية الجديدة في سنوات الثمانين من القرن العشرين. وقد اختار الدارس منهجية البنيوية التكوينية مرة أخرى، حيث يقول في هذا السياق:" في ضوء هذه القضايا المطروحة، حاولت أن أتتبع مرحلة تكون الرواية العربية، وذلك بالعلاقة مع البناء الاجتماعي والثقافي. وقد سعيت في إطار هذا المشروع إلى قياس ومعرفة التحولات التي حدثت في تاريخ الرواية، وكان الأساسي هو إبراز التوافق بين البناء المادي من جهة، والبناء الثقافي والأدبي من جهة أخرى، ذلك لأن الرواية ظهرت كجنس أدبي مواكب لإطار مادي تاريخي اقتصادي وفكري أشمل، كان لابد من رسم معالمه في التمهيد.كما كان ضروريا أيضا أن أتتبع نشأتها وتكونها وفق منهج تاريخي يستند بالأساس إلى رؤية سوسيولوجية للعمل الأدبي. "[26]
إلا أن عبد الرحمن بوعلي قد سجل مجموعة من الملاحظات المنهجية قبل الدخول في مغامرته الروائية، وقد حصرها في ثلاث ملاحظات جديرة بالإشارة إليها:" 1- لا يتعلق الأمر بنقل منهج ما، أو على الأقل بنقل المنهج البنيوي التكويني الذي أثبت صلاحيته في التاريخ الأدبي، إلى ميدان الرواية العربية، ذلك لأن نقل أي منهج من حقله الثقافي إلى حقل ثقافي آخر يفترض التنبه والحذر الشديدين، إضافة إلى أنه قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
2- إن المبدأ المنهجي المشكل لهذه الدراسة، ينبني على فكرة يجب أن تكون في موقع الصدارة، وهي إيلاء الأهمية التاريخية للظاهرة الروائية ككل، وذلك لتجنب الكبوات التي سقطت فيها الكثير من الدراسات الشبيهة بالدراسات المنوغرافية، بإعطائها للفرد المبدع أهمية قصوى تفوق قدرته في تبني شكل أدبي، ولذلك كان الاتجاه إلى دراسة متن روائي، وكان الهدف من وراء هذا الاختيار إعطاء الأهمية للظاهرة الروائية. وبالتالي، إتاحة الفرصة لطرح قضاياها الفنية والتكوينية.
3- وتبعا لهذا المبدإ فقد سلكت طريق التنقيب عن البذور الأولى للرواية العربية وعن أشكالها الأولية، وهو طريق يجمع بين تطور الرواية الموضوعاتي- الرؤيوي وتطورها الفني. وفي رأينا لا يمكن دراسة الرواية العربية إذا لم نسلك هذا الطريق، بل نحن نعتقد أن الدراسات التي عددت موضوعات الرواية من قبل المرأة والغرب والبطل الروائي والهزيمة وفلسطين والقضية القومية...وغيرها من الموضوعات، لم تكن تقوم بذلك بدافع الكشف عن مفاصل الرواية العربية الرئيسية، كما أنها لم تصل إلى نتيجة فيما يتعلق بتاريخ الرواية العربية ونظريتها. وكذلك الشأن بالنسبة للدراسات التي حاولت أن تتابع تطور الشكل الروائي، هذه الدراسات التي على الرغم من أهميتها لم تكشف عن التطور الحقيقي للرواية من جهة، ولم تستطع ربط تطور الأشكال الفنية بالواقع الاجتماعي وبالإيديولوجيا بشكل خاص.
لهذا وذاك، حاولنا أن نتتبع في بحثنا منهجية اعتمدت على:
أ- تطور الشكل الروائي بحيث جعلنا كل فترة تضم مجموعة من النصوص المتقاربة فنيا.
ب- عدم إهمال السياق الذي ظهرت فيه هذه النصوص."[27]
هذا، وقد استعرض الدارس مجموعة من الآراء المتعلقة بنظرية الرواية ، فهناك من يقول بأن الرواية ملحمة بورجوازية كجورج لوكاش ولوسيان كولدمان وكوجينوف...وهناك من يقول بأن الرواية ظاهرة شعبية مرتبطة بالطبقات الدنيا كما عند ميخائيل باختين، وغريفتسوف...
وقد حاول الدارس أن يصحح نظرة نقدية شائعة لدى الباحثين والدارسين العرب، وهي أن الرواية العربية ماهي إلا إنتاج غربي صرف ظهر مع نص " زينب" لمحمد حسين هيكل، إلا أن الدارس رجح أن تكون بداية الرواية العربية تراثية :" إن الرواية العربية ، كما سيظهر للقارئ، ترتبط بالتراث العربي أكثر مما ترتبط بالتراث الغربي، وقد أخذت تبتعد عن هذا التراث بسبب الانفتاح على آداب الغرب والتغلغل الغربي. وإذا كان من الممكن أن يتكلم الناقد العربي عن تقليد الغرب، فلا يمكن أن يقوم بذلك إلا في إطار ما يمثله هذا التقليد من رفع لمستوى هذا الفن في الأدب العربي الحديث. ولعل هذا بالضبط ما جعلنا نرى في الرواية العربية اتجاهين اثنين:
- الأول وهو (الفرع) الذي يسيطر على الساحة، وتمثله النصوص التي تابعت نفس الطريق الذي رسمته رواية:" زينب".
- الثاني وهو (الأصل) الذي بدأ يعود إلى الظهور في نصوص قليلة مثل:(سداسية الأيام) و(الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) لإميل حبيبي، و(الزيني بركات) لجمال الغيطاني...والذي استرجعت من خلاله النصوص أصلها التراثي الذي تجسد في (حديث عيسى بن هشام) للمويلحي.
- وهناك اتجاه ثالث، وهو (اتجاه التجديد) أو اتجاه الرواية الطليعية المتمثل في الروايات التي حاولت أن تدخل على الرواية العربية أشكالا جديدة من حيث لغة الكتابة وتشكيل الفضاءات.وقد حاول هذا الاتجاه الذي يستند إلى الكتابة الشعرية الخصوص أن يعطي نفسا جديدا للرواية العربية."[28]
وعلى أي، فقد حاول عبد الرحمن بوعلي الربط بين تطور الرواية العربية وتطور الواقع العربي، من عصر النهضة حتى الثمانينيات من القرن العشرين، وذلك في ضوء المقاربة السوسيولوجية (البنيوية التكوينية)، والمقاربة التاريخية، وتمثل المنهج الفني. وقد قسم الباحث دراسته إلى ثلاث مراحل، وهي: مرحلة أصول الخطاب الروائي أو مرحلة الأشكال الأولى للخطاب الروائي من 1834 إلى 1903م.أي: من بداية ظهور أول نص شبه روائي ألا وهو:" تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لرفاعة رافع الطهطاوي إلى ظهور رواية" وادي الهموم" لمحمد لطفي جمعة سنة 1903م، ومرحلة تكون الخطاب الروائي من سنة 1905إلى سنة 1943م، ومرحلة تأصيل الخطاب الروائي من سنة 1945 إلى سنة 1980م ، وذلك عبر المرور بالرواية الواقعية والرواية الرومانسية.
هذا، وقد حدد الدارس مجموعة من رؤى إلى العالم، وذلك عبر تطور الرواية العربية من ثلاثينيات القرن التاسع عشر إلى ثمانينيات القرن العشرين، فقد حصرها في الرؤية الإصلاحية القائمة على التعليم والترفيه والتسلية والتوجيه، والتأثر بأفكار عصر النهضة ، كما يتضح ذلك جليا في الشكل الروائي التراثي للمرحلة الأولى. وهناك، الرؤية الرومانسية التي ارتبطت بكثير من النصوص الروائية الذاتية والعاطفية والوجدانية التي عبرت عن خيبة الأمل منذ سنة 1945م. وثمة كذلك، الرؤية الواقعية بالنسبة للنصوص التي تفاعلت مع الواقع منذ روايات نجيب محفوظ، ومرحلة الرواية الجديدة من الستينيات إلى الثمانينيات من القرن العشرين، وهي تعبير صريح عن انكسار الواقعية والرؤية المأساوية.
وقد لاحظ الدارس كذلك أن تطور الرواية العربية لم يكن تطورا متكافئا في جميع الدول العربية، فقد سبقت مصر والعراق ودول الشام غيرها من الدول إلى التعبير عبر الشكل الروائي، قبل أن تظهر الرواية في دول المغرب العربي والدول العربية الأخرى. وقد ارتأى الباحث كذلك أن الرواية العربية في بدايتها قد انطلقت تراثية، لتنتقل في المرحلة الثانية إلى الرواية الفنية بمقاييس الرواية الغربية ، وذلك مع رواية " زينب" لحسين هيكل. ويعني هذا أن الرواية العربية قد تأثرت بالمؤثرات الأجنبية، إلى جانب تأثرها بالظروف الواقعية والاجتماعية الداخلية، والتي كان لها دور بارز في ظهور الرواية العربية، ونشأتها تكونا وتطورا وتأصيلا. كما أشار الباحث إلى أن الأشكال الروائية الأولى في عصر النهضة قد تأثرت بدورها بفن الرومانس كما في تاريخ الرواية الغربية، وقد كان هذا الفن يعبر في العصور الوسطى عن الرؤية الإقطاعية. وقد لاحظ الباحث كذلك بأن :" البداية الحقيقية للرواية العربية ستكون انطلاقتها من عمل محمد لطفي جمعة، وليس من " حديث عيسى بن هشام" كما قد يظن المرء، أو من " زينب" كما ذهب معظم الباحثين، دليلنا في ذلك ما وجدناه عند محمد لطفي جمعة من آراء ناضجة، وما تركه لنا من خلال روايتيه: "في وادي الهموم" وليالي الروح الحائر"."[29]
وما يلاحظ على هذه الدراسة الجامعية أن المنهج البنيوي التكويني غير واضح بشكل جلي في هذا العمل النقدي. وبالتالي، فقد سقطت الدراسة بشكل من الأشكال في الواقعية الجدلية والاستقراء التاريخي؛ مما أثر ذلك سلبا على المنهج الذي أقر الدارس اتباعه وتبنيه بشكل دقيق في بحثه الأكاديمي. ويلاحظ أن هناك مشكلا آخر يتعلق بتصنيف الرواية العربية ، حيث لم يحقبها الدارس بشكل جيد وواضح و دقيق؛ وذلك بسبب وجود تداخلات وتقاطعات غير ممنهجة. فكيف يمكن الحديث –إذاً- عن الواقعية ما قبل الرومانسية وما بعد الرومانسية ؟ !!
وفي الأخير، نتساءل ، بكل جدية وموضوعية، قائلين: ماذا أضاف الباحث إلى كتاب:" تطور الرواية العربية الحديثة في مصر(1870-1938م)"لعبد المحسن طه بدر[30] ، وكتاب:" نظرية الرواية والرواية العربية" لفيصل دراج[31]، وكتاب" الرواية العربية: النشأة والتحول" لمحسن جاسم الموسوي[32] ؟ !!
تركيــب استنتـــاجي:
وهكذا، نصل إلى أن الباحث عبد الرحمن بوعلي قد أعجب كثيرا بالمنهج البنيوي التكويني، إذ جعله المنهج المفضل لديه في مقارباته النقدية ودراساته الأكاديمية. ولكن في نفس الوقت، انفتح على مناهج نقدية حداثية أخرى كالبنيوية السردية، والسيميائيات[33]، والأسلوبية. وأخيرا، انتقل الناقد عبر مترجماته إلى جمالية القراءة، كما يدل على ذلك كتابه المترجم"نظريات القراءة" [34] ، وكتابه:" الأثر المفتوح " لأمبرطوإيكو[35]. ويعني هذا أن نقد عبد الرحمن بوعلي يتسم، في المجال الروائي، بالتعدد والتنوع المنهجي. وإذا كان كتابه:" الرواية العربية الجديدة" كتابا متميزا في تطبيق البنيوية التكوينية بشكل علمي ودقيق، فإن كتابه" المغامرة الروائية" لم يتمثل هذه المنهجية بشكل واضح؛ مما جعله يسقط في شرك الواقعية التاريخية، والمادية الجدلية، والقراءة الفنية.وبالتالي، فقد انفصلت النظرية في هذا الكتاب عن الممارسة التطبيقية. ويعني هذا أن التنظير كان في هذا الكتاب أكثر طموحا من التطبيق.
وعلى الرغم من هذه الملاحظات الموضوعية، فإن عبد الرحمن بوعلي سيبقى من النقاد الحداثيين المتميزين بالمغرب، وسيظل كذلك الناقد الأكثر دفاعا عن المنهج البنيوي التكويني في الوطن العربي تنظيرا وتعريفا وتطبيقا وترجمة ، ويعد كذلك من المترجمين الأكاديميين البارزين لنظريات الأدب ومناهجها النقدية تصورا وممارسة واصطلاحا واستيعابا.
[1] - السيد يس: التحليل الاجتماعي للأدب، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 1970م؛
[2] - جمال شحيد : في البنيوية التركيبية، دراسة في منهج لوسيان كولدمان، دار ابن رشد، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1982م؛
[3] - د.طاهر لبيب: سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجا، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2009م؛
[4] - صالح سليمان عبد العظيم: سوسيولوجيبا الرواية السياسية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 1998م؛
[5] - د. رفيف رضا الصيداوي: النظرة الروائية إلى الحرب اللبنانية 1975-1995، دار الفارابي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2003م؛
[6] - رفيف رضا صيداوي: الرواية العربية بين الواقع والتخييل، دار الفارابي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2008م؛
[7] - د.عبد الكبير الخطيبي : الرواية المغربية، ترجمة: محمد برادة، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، عدد:2، الرباط، الطبعة الأولى سنة 1971م؛
[8] - د.سعيد علوش: الرواية والإيديولوجيا في المغرب العربي، دار الكلمة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1981م؛
[9] - د.حميد لحميداني: الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي، دراسة بنيوية تكوينية، دار الثقافة ، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1985م؛
[10] - د.عبد الرحمن بوعلي:الرواية العربية الجديدة، منشورات جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم:37، الطبعة الأولى سنة 2001م؛
[11] - د.عبد الرحمن بوعلي: المغامرة الروائية، منشورات ضفاف رقم:4، مؤسسة النخلة للكتاب، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2004م،
[12] - د.محمد برادة: محمد مندور وتنظير النقد العربي،كتاب الفكر، العدد الثالث،القاهرة، الطبعة الثانية،1986م؛
[13] - د.إدريس بلمليح: الرؤية البيانية عند الجاحظ،دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1984م؛
[14] - د.نجيب العوفي: مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية: من التأسيس إلى التجنيس، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1987م؛
[15] - د. محمد بنيس: ظاهرة الشعر المعاصر بالمغرب، مقاربة بنيوية تكوينية، دار العودة، بيروت لبنان، الطبعة الأولى سنة 1979م؛
[16] - د.عبد الله راجع: القصيدة المغربية المعاصرة: بنية الشهادة والاستشهاد، جزءان، دار قرطبة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1987م؛
[17] - د. بنعيسى بوحمالة: النزعة الزنجية في الشعر المعاصر: محمد الفيتوري نموذجا، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الطبعة الأولى سنة 2004م؛
[18] - انظر عبد الرحمن عبد الوافي: فصول من مأساة أخت في الله اسمها ساراييفو، ديوان شعر، منشورات الفرقان، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1993( الغلاف الخارجي الخلفي)؛
[19] - د.عبد الرحمن بوعلي: في نقد المناهج المعاصرة،: البنيوية التكوينية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، الطبعة الأولى سنة 1994م؛
[20] - د.عبد الرحمن بوعلي: في نقد المناهج المعاصرة: البنيوية التكوينية، ص:39؛
[21] - د.عبد الرحمن بوعلي: نفس المرجع، ص:39؛
[22] - د.عبد الرحمن بوعلي: نفس المرجع، ص:38؛
[23] - د. عبد الرحمن بوعلي:الرواية العربية الجديدة، ص:11؛
[24] - د. عبد الرحمن بوعلي: المرجع السابق، ص:12؛
[25] - د. عبد الرحمن بوعلي: المرجع السابق، ص:12؛
[26] - عبد الرحمن بوعلي: المغامرة الروائية، ص: 8؛
[27] - عبد الرحمن بوعلي: نفس المرجع، ص:8-9؛
[28] - عبد الرحمن بوعلي: نفس المرجع، ص:7-8؛
[29] - عبد الرحمن بوعلي: نفس المرجع، ص:98؛
[30] - د.عبد المحسن طه بدر: تطور الرواية العربية الحديثة في مصر، دار المعارف بمصر، القاهرة، الطبعة الثالثة 1976م؛
[31] - د.فيصل دراج: نظرية الرواية والرواية العربية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1999م؛
[32] - د. محسن جاسم الموسوي: الرواية العربية :النشأة والتحول،طار الآداب، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1988م؛
[33] - ترجم عبد الرحمن بوعلي كتابين في السيميائيات: ( التحليل السيميوطيقي للنص الشعري) لجيرار دولودال، وهو من منشورات دار المعارف الجديدة بالرباط سنة 1994م، وكتاب:( السيميائيات أو نظرية العلامات) لجيرار دولودال.
[34] - بارت وآخرون: نظريات القراءة، ترجمة عبد الرحمن بوعلي، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، سوريا، الطبعة الأولى سنة 2003م؛
[35] - أمبرطو إيكو: الأثر المفتوح، ترجمة: عبد الرحمن بوعلي، ، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، سوريا، الطبعة الأولى سنة 2001م.
التعليقات (0)