منذ أن اقتلع الفلسطينيون من وطنهم فلسطين في 1948 ،طبق المنهاج الأردني في الضفة الغربية والمنهاج المصري في قطاع غزة . وبعد اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية ، وانشاء أول حكومة فلسطينية ،أنشأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لأول مرة في التاريخ ،وأخذت هذه الحكومة على عاتقها القيام بالمسئوليات المختلفة تجاه العملية التعليمية / التعلمية في فلسطين ،ومن أول الخطوات التي تم انجازها انشاء مركز المناهج الفلسطيني الذي قام ببناء المناهج الفلسطينية وفق أسس ومبادئ السياسة التربوية التي ترتكز على عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني ،ووثيقة الاستقلال المعلنة في الجزائر 1988،والتراث الفلسطيني ،والدين الاسلامي ،والقيم والأسس التربوية والمعرفية والاجتماعية والفكرية والوطنية والنفسية ،لقد تحاشت وزارة التربية والتعليم التطرق للأساس السياسي حتى الانتهاء من ابرام الاتفاقيات النهائية مع الطرف الآخر .
لقد سجل التاريخ بأحرف من ذهب إن هذا الشعب الأصيل الذي تكالبت عليه قوى الشر ، قادرٌ على تحقيق ذاته وبناء منهاجه في الحياة ومنهاجه التعليمي ، كيف لا وهو من أول الشعوب المتعلمة على هذه الأر ض وهنا لا بد من الإشادة بقوة هذا المنهاج وغناه علميا وعمليا بالمواد التعليمية التي تناسب المستويات العقلية المختلفة ، وعلى طريقة خبير المناهج برونر صاحب فكرة التوسع الحلزوني في تسلسل المواد الدرسية ، التي تجعل من التعلم القبلي أساساًً للتعلم البعدي ...
درس في اللغة العربية للصف الرايع الأساسي بعنوان :" رحلة ٌ إلى عكا" وكما يبدو في الصورة تأكيدٌ على فلسطينية المدينة وفي نهاية الدرس تأكيدٌ على أنها سترجع يوما إلى أصحابها الأصلين ، وهذا شيئ جميل يرسخ في أذهان الطلبة !!! ولكن ما ينقص هذا الدرس هو أنه صور عكا بصورة صماء غير واضحة المعالم ولا توحي بجمال عكا الحقيقي !!! بل يجب أن تكون مرافقة مادة إثرائية غنية كتصوير فيديو للمعالم الأثرية الموجودة فيها ، وعندما سألت عن cd تعليمي مرافق لمنهاج اللغة العربية فلم أجد وبكل أسف !!! ولكن هذه لا يقف عائقا مام المعلم المبدع ... فثورة الاتصالات على أوجها هذه الأيام وبإمكان المعلم أن يرافق طلابه إلى مختبر الحاسوب ليعرض لهم عكا على طبيعتها وبحرها وسورها وجامعها وسجن عكا الشهير الذي شهد إعدام القادة الثلاثة محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي عام 1930م ...
وهنا يظهر الفرق الشاسع بين صور حية وصور صماء على الكتاب وفي كليهما ضرورة....
ونفس الكلام ينطبق على بقية المنهاج الفلسطيني فلنرى درس: " رحلة إلى طبريا " للصف الثالث الأساسي من كتاب اللغة العربية ، نلاحظ أيضا تصور بحيرة طبريا بصورة لا تعبر عن الواقع كثيراً !!! فطبريا الواقعة على حدود فلسطين الشمالية مع سوريا والحمة السورية لا يمكن أن تعبر عنها صورة بحيرة زرقاء على لوحةٍ صماء!!!! بل لا بد من مادة مسجلة محوسبة تظهر حدودنا الشمالية الجميلة مع سوريا ولبنان وتظهر الطيبعة الجميلة في تلك البقعة من فلسطين ....
شاركونا الرأي أيها التربويون فتجمع الآراء والأفكار يثري الموضوع ودمتم ومنهاجكم الفلسطيني في تطور مستمر ....مع أجمل تحيات أخيكم :ســـعــيــد مــشـــاقــي....
التعليقات (0)