المنظمة الاسلامية الأيسيسكـو تحـذر سويسرا من مغبة حظـر المآذن
عبـد الفتـاح الفاتحـي
حذر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) سويسرا من مغبة تطبيق قرار منع بناء المآذن فيها؛ ملوحا بمقاطعة الدول الإسلامية لها تجاريا وسياحيا وسحب الأرصدة المالية من بنوكها.
وعبر عبد العزيز بن عثمان التويجري في تصريحات صحفية في تونس عن أمله في أن تتراجع سويسرا عن قرارها حتى لا يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات.
وقال التويجري إن الأيسيسكو ستعمل بكل الطرق الدبلوماسية لإقناع الحكومة السويسرية بعدم قانونية استفتائها، مادام يمس حقوق المسلمين الذين لهم الحق في أن يؤدوا عباداتهم في المساجد طبقا للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وكان الناخبون السويسريون قد صوتوا بحظر بناء المآذن في سويسرا بناء على الحملة التي حركها اليمين السويسري المتطرف وعارضتها الحكومة تجنبا للأضرار بعلاقات أبناء الشعب السويسري فيما بينهم وزيادة الفجوة المتمثلة في العزلة بين المسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلى التحديات التي قد تواجهها البلاد. وهو ما تسبب في احراج كبير للحكومة السويسرية المحايدة التي حذرت من أن تعديل الدستور لحظر بناء المآذن يمكن أن "يخدم مصالح الدوائر المتطرفة".
ولذلك رفضت رفقة البرلمان المبادرة باعتبارها انتهاكا للدستور ولحرية الديانات والتسامح الذي تتمسك به البلاد. إلا أنها قالت: "إنها ستحترم قرار الشعب ولن يسمح بعد الآن ببناء مآذن جديدة".
ومعلوم أن السويسريين كما أوربيين باتوا جد منزعجين لما أسموا المد الاسلامي في بلدانهم. ويقول عدد من المتتبعين أن لدى أوروبا مشاكل كثيرة مع سكانها من المسلمين لكنها لا تريد صناعة المزيد من المشاكل، وهو ما حدا باليمين المتطرف في سويسرا إطلاق حملة التصويت ضد بناء مآذن، في ظل الخوف من المجهول.
مخاوف أوروبية إزاء انتشار الإسلام "المتطرف" بعضها واقعي حقيقي وأخرى وهمية متخيلة، والبعض الآخر مخاوف مصطنعة، وعلى الحكومة السويسرية أن تتمثل في كيفية إيجاد حل لخوف وهمي مجهول، في ظل التحذيرات من ردة فعل إسلامية إزاء الخطوة السويسرية.
التعليقات (0)