المنشق الصحراوي ولد سلمة: في الزويرات… على أبواب تندوف

 وهو في السمارة  أطلق ولد سلمة المسؤول الأمني في البوليساريو  تصريحاته المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي،أشاد الإعلام المغربي الرسمي و الحزبي بهاته التصريحات و فرح بها كثيرا، كونها صدرت عن مسؤول صحراوي لم يأتي عائدا ملبيا النداء، بل من رجل أعلن أنه سيعود للجبهة و لتندوف ليقول نفس كلامه الذي  تقوله في ندوته الصحفية، فهل حقا سيعود ولد سلمة إلى تندوف؟

ولد سلمة صار ورقة ضغط مغربية، أي مكروه قد يصاب به و أي تضييق سيكون فاتحة خير على المغرب لاستثماره كما تستثمر البوليساريو و الجزائر ملف المضايقات المغربية للإنفصاليين الصحراويين، وجد المغرب ورقة حقوقية أخرى للعب بها و تطويل أمد المعركة و تنويعها، ولد سلمة هدية مغربية بامتياز للجزائر و للبوليساريو فكيف ستتعامل هاته الأخيرة معه إن عاد؟ المغرب وهو يرسل ولد سلمة بتصريحاته لتندوف  سيستقبل سفينة إسبانية تحمل متعاطفين مع الصحراويين فكيف سيكون التعامل المغربي مع هذه القنبلة القادمة بحرا؟ هديا من جانبين و حراك سياسي على نهج التأزيم لا البحث عن حل.

ولد سلمة قد لا يعود إلى الجبهة و ما يفعله لا يعدو كونه مزايدات إعلامية و سياسية،ومن أدلة هذا الظن أنه و منذ تحركه من المغرب و دخوله الزويرات الموريتانية  تم استصدار الكثير من البيانات و التصريحات الصحفية من الجانب المغربي و التي تطالب بحفظ سلامته و تأمين حياته، تصريحات استباقية تظهر مدى حرص الدولة على استثمار قضية ولد سلمة إلى أبعد الحدود و إعطاءها صدى دولي يوازي ما حققته البوليساريو من ورقة منت حيدار.

ولد سلمة، وإن عاد أمامه خيارات عديدة، إما أن يتم تجاهله من طرف البوليساريو و عدم الاكتراث به و  تعليق مهامه أو إعتقاله و سجنه و بالتالي معاقبته و قد تقوم بذلك على أساس تلفيق تهم فساد أو تهم  غير سياسية  تجعل منه سجين مدني لا سياسي أو معتقل رأي و هذا ما ذكره مصدر صحفي ( جريدة الصحراء المغربية) بأن البوليساريو أصدرت مذكرة تويقف بحقه لتهم الفساد.

عموما القادم من الأيام سيظهر الدواعي الحقيقية للخروج الصحفي لولد سلمة؟ و هل كان حقا خلال ندوته الصحفية لا ينوي  البقاء في المغرب و العودة للبوليساريو؟ ام ان  الأمر لا يعدو كونه إتفاقات للعب أدوار سياسية معينة يقوم بها  المصطفى ولد سلمة  بمقابل ما.